ألغت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قرار إدارة دونالد ترامب السابقة، وأعادت مجدداً الفصل بين الدائرة التي تعنى بالفلسطينيين عن السفارة الأمريكية في إسرائيل، في وقت رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس الخميس، التماساً قدمته بطريركية الروم الأرثوذكس لإبطال استيلاء منظمة «عطيريت كوهانيم» الاستيطانية على ثلاثة من ممتلكاتها في باب الخليل بالبلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة، بالتزامن مع قتل الجيش الإسرائيلي، شاباً فلسطينياً في مدينة حلحول قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية، واقتحام عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى مجدداً، خلال فترة الاقتحامات الصباحية، واعتقال القوات سيدة من منطقة «باب السلسلة».
وأعيد تسمية (وحدة الشؤون الفلسطينية) داخل السفارة الأمريكية لتصبح (مكتب الولايات المتحدة للشؤون الفلسطينية في القدس)، في خطوة اعتبرت بمنزلة رفع محتمل لمستوى العلاقات مع الفلسطينيين قبل زيارة الرئيس جو بايدن المزمعة إلى المنطقة. وقبل أن تصبح وحدة الشؤون الفلسطينية، كان اسمها القنصلية الأمريكية في القدس ومحوراً لأهداف إقامة الدولة الفلسطينية في المدينة. وظهر التغيير حول «مكتب الشؤون الفلسطينية»، أمس، في حسابي «تويتر» و«فيسبوك». وسيستمر المكتب في العمل برئاسة الدبلوماسي جورج نول. وقال متحدث باسم البعثة: «مكتب الولايات المتحدة للشؤون الفلسطينية يعمل تحت رعاية السفارة الأمريكية في القدس، ويقدّم تقارير عن الأمور الجوهرية مباشرة إلى مكتب شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية». وأضاف: «تغيير الاسم كان من أجل التوافق مع تسميات وزارة الخارجية. وتم تصميم الهيكل التشغيلي الجديد لمكتب الولايات المتحدة للشؤون الفلسطينية؛ لتحسين تقاريرنا الدبلوماسية ومشاركتنا في الدبلوماسية العامة». ورجح موقع «واللا» الإلكتروني الإسرائيلي أن لهذه الخطوة «أهمية رمزية» لفصل العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية عن العلاقات الأمريكية مع الفلسطينيين. وقال مسؤولون في الخارجية الأمريكية، إنه تم تبليغ إسرائيل والسلطة الفلسطينية مسبقاً بهذه الخطوة، وأن إسرائيل لم تعبر عن معارضتها.
من جهة أخرى، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، أن «محمود فايز أبو عيهور (27 عاماً) قتل متأثراً بإصابته الحرجة برصاص الجنود الإسرائيليين في حلحول». وأوضحت الوزارة أن الشاب قتل بعدما «اخترقت رصاصة بطنه والحجاب الحاجز والشريان الأورطي». وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تعامل طواقمها مع «سبع إصابات في حلحول»، بينها «أربع بالرصاص الحي».
في غضون ذلك، رفضت أعلى سلطة قضائية في إسرائيل في قرار نهائي، طلب البطريركية الأرثوذكسية التي قدمت وثائق جديدة إلى المحكمة للطعن في بيع مبانٍ لمنظمة «عطيريت كوهانيم» الاستيطانية. وتعود القضية إلى 2004 عندما حصلت المنظمة التي تهدف إلى «تهويد» مدينة القدس الشرقية المحتلة، على حقوق إيجار محمي طويل الأمد لثلاثة عقارات من ممتلكات بطريركية الروم الأرثوذكس، تقع في الحي الإسلامي. وأطلقت البطريركية ملاحقات ضد «عطيريت كوهانيم»، مؤكدة أن عمليات الاستحواذ جرت بشكل غير قانوني وبلا موافقتها.
