الشارقة الأولى أوسطياً

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

د.عبدالله الدرمكي *

تمكنت الشارقة من أن تخطو خطوات كبيرة في ريادتها العالمية لتحقق تفوقاً على مستوى الشرق الأوسط في تحويل النفايات إلى طاقة بافتتاح محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة والتي طورتها شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة بالتعاون والشراكة مع شركة بيئة.
المحطة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، الشيء الذي جعل منها مصدر إعزاز لإمارة الشارقة ولدولة الإمارات تحقيقاً للرؤى السامية والملهمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
هذه الخطوة الجبارة تأتي منسجمة مع رؤى القيادة الرشيدة والرامية لتحقيق أهداف استراتيجية الدولة للطاقة 2050 والمتمثلة في تضاعف مساهمة الطاقة النظيفة في المزيج الإجمالي للطاقة فضلاً عن تقليل البصمة الكربونية لتوليد الطاقة بنسبة 70%
تلك المحطة التي جرى افتتاحها مؤخراً تؤكد أن الشارقة الأولى في الشرق الأوسط لتحويل النفايات إلى طاقة من خلال نهجها المتفرد وهي تجدد العزم ببذل المزيد من الجهود لحماية النظام البيئي المحلي والعالمي من التهديدات والتحديات التي تحدق بالكوكب.
وقد مثلت النسب المتزايدة في كميات النفايات أحد أهم الموضوعات الحيوية التي باتت تؤرق حكومات العالم، وما أفرزته بانعكاساتها السلبية على الأرض، فلم تعد المنهجيات التقليدية في إدارة هذا الملف ضامنة لمعالجة الهواجس البيئية والتي تتطلب طرائق وآليات مستحدثة لضمان معالجتها بما يضمن الحفاظ على البيئة ومواءمة سلوكيات الاستهلاك المتنامية عالمياً.
وفي ضوء هذه المعطيات تزايدت أهمية استحداث إيجاد حلول مستدامة لإدارة هذا الملف بتحويل النفايات إلى طاقة باعتباره الأكثر فعالية وكفاءة لمواجهة هدر الموارد غير المتجددة وزيادة وتيرة إعادة التدوير وصولاً إلى معدل صفر نفايات ما ينعكس على خفض مستوى التلوث وتقليص حجم الانبعاثات.
وترتكز محطة الشارقة في استراتيجيتها على معالجة النفايات والتي سيتم تحويلها إلى طاقة بطرق فعالة ما يمكنها من الإسهام في تلبية الطلب المتزايد على مصادر الطاقة بالتوازي مع توفير حل صديق للبيئة لمعالجة النفايات.
كما أن التكنولوجيا المستخدمة في المحطة والتي تعتبر إحدى أحدث الممارسات المتميزة إذ تقوم على معالجة نحو 300 ألف طن من النفايات الصلبة.
وتعتبر محطة الشارقة إحدى أهم المشاريع الاستراتيجية الضخمة والتي ستوفر حلولاً صديقة للبيئة وأكثر كفاءة من عمليات الطمر التقليدية والتي طالما شكلت تحدياً طالت سلبياته البيئة والنظم الحيوية والمناخ وجودة حياة الإنسان.
تمضي الشارقة على درب ترسيخ مكانتها في مجال البيئة ما يعكس حضورها في تقديم الحلول الناجعة وممارسات الاستدامة محلياً وإقليمياً وعالمياً وكوجهة للعمل الحكومي المبتكر في مواجهة التحديات لمستقبل أكثر استدامة، وتمثل محطة الشارقة لمعالجة النفايات إضافة نوعية تعزز موقع الشارقة ودولة الإمارات في صدارة مشهد الاستدامة عالمياً.

* عضو المجلس الاستشاري بحكومة الشارقة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"