سعيد الجناحي: دبي موقع جذب عالمي للإنتاج السينمائي

دبي: أحمد النجار
تواصل دبي اجتذاب صناع الأفلام العالمية لتصوير نتاجاتهم السينمائية في مواقع جذب ومعالم سياحية وناطحات سحاب مذهلة في مختلف أرجائها، وعلى الرغم من تحديات الجائحة، إلا أنها استطاعت استقطاب العديد من الإنتاج الضخم خلال العامين الماضيين، بفضل النموذج الاحترازي الذي اتبعته وسط أجواء من السلامة والأمان الصحي، ضمن عمل منظم، ما أسهم في استقطاب المزيد من الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية من المنطقة والعالم ككل، وأبرزها عمل سينمائي ضخم من توقيع بوليوود سيتم الإعلان عنه قريباً، ولا يشكك اثنان في أن دبي رسخت مكانتها منذ أكثر من عقد من الزمن وجهة مثالية رائدة لصانعي المحتوى التلفزيوني والتوثيقي والرقمي، وقدمت لهم المزيد من التسهيلات ساعدتهم على اختيار مواقعهم المفضلة.

استطاعت دبي تحويل مواقعها السياحية إلى استوديوهات مفتوحة خلال السنوات الأخيرة، حيث تم تصوير أكثر الإنتاجات شهرة ومشاهدة من هوليوود وبوليوود، أبرزها فيلم «فانجارد» و«كونج فو يوغا» للنجم العالمي جاكي شان، وستار تريك بيوند «Star Trek Beyond»، وفيلم (مهمة مستحيلة: بروتوكول الشبح) للممثل العالمي توم كروز، وجزء من فيلم ساركارو فاري باتا (Sarkaru Vaari Paata) بمشاركة نجم هوليوود ماهيش بابو وفريقه، إضافة إلى الممثلة الهندية كيرثي سوريش دبي، كما تم تصوير برامج تلفزيونية رائجة مثل «ماستر شيف أرابيا» و«ذا كيوب». ويعرف الجمهور أيضاً فعاليات كبرى مثل «صنّاع الأمل العرب».

زخم إنتاجي

أكد سعيد الجناحي، المدير التنفيذي للعمليات في لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، حجم الإنتاجات السينمائية والدرامية التي تم تصويرها خلال هذا العام في دبي تضاعف عما كانت عليه خلال سنوات الجائحة، مشيراً في حواره ل«الخليج» إلى أن دبي شهدت في العام الماضي تصوير أعمال سينمائية من بوليوود إلى جانب إنتاجات فنية متنوعة وأفلام وثائقية، لا تزال وجهة مفضلة لإنتاج الأفلام المحلية والإقليمية والعالمية، كونها تضم معالم معمارية بارزة، وبعضاً من أعلى ناطحات السحاب في العالم، إضافة إلى الأسواق التقليدية والمناظر الطبيعية الرائعة والشواطئ الرملية الممتدة والكثبان الرملية، والتي توفر تنوعاً مهماً يلهم جميع صناع الأفلام والمحتوى في المنطقة والعالم. وأضاف: «نحرص بدورنا على تعزيز هذه الصورة وتأكيد مكانة دبي كمركز عالمي مفضل للإنتاج السينمائي وصناعة المحتوى».

مشهد تسلق برج خليفة

قال الجناحي: إن «وجهات دبي غنية عن التعريف، ولطالما كانت وجهة ملهمة لصناع الأفلام والمحتوى في المنطقة والعالم لاسيما أنها تمتلك وجهات جذب متنوعة تجمع الأصالة والماضي وسحر الصحراء مع ملامح الحضارة والحداثة والتحف المعمارية، وأما عن التصوير الخارجي، فالجماهير تذكر مشهد تسلق الممثل توم كروز لواجهة برج خليفة، الأطول عالمياً، وشوارع دبي التي شهدت مشاهد المطاردة التي قام بها جاكي شان، إضافة إلى كليبات لأغان أداها نجم بوليوود شاروخان وغيرها الكثير».

انتعاش واضح

كشف الجناحي أن النتاجات الفنية المحلية شهدت انتعاشاً واضحاً يتجلى في حضور الأعمال الفنية الإماراتية وخصوصاً السينمائية والوثائقية والدرامية، بفضل الأدوار والجهود الفنية التي تقدمها لجنة دبي للإنتاج السينمائي لدعم الحراك الفني الإماراتي.

وأوضح: «انتقل المشهد الفني في دبي من مشاركة الفنانين في الأعمال إلى صناعتها، واليوم لدينا مجمعات إعلامية متخصصة بإنتاج المحتوى، لذلك فإننا نحتسب صناعة المحتوى كعمل إماراتي نفخر بإنجازه، فضلاً عن أن لدينا عدداً كبيراً من الشركات الإماراتية التي تعمل في قطاعات الإنتاج وتوفير الخدمات اللوجستية التي يحتاج اليها صناع الأفلام، وقامت إحداها بتوفير الخدمات لفيلم «كونغ فو يوغا 2» من بطولة الممثل الصيني جاكي شان، والذي صور في دبي.

وتابع الجناحي: «وقد شهدنا زيادة في تنمية هذا النوع من الأعمال كثمرة جهود بذلناها من خلال توفير احتياجات شركات الإنتاج كافة تحت سقف واحد لأن قرارات صناع الأفلام تأتي متأثرة غالباً بنوعية الخدمات المقدمة في مواقع التصوير وهو ما حفز العديد من المواهب الإماراتية لتأسيس شركات إنتاج وأخرى لتوفير المعدات اللوجستية».

دعم

عن أبرز التسهيلات التي تقدمها دبي لصانعي المحتوى المحليين، قال سعيد الجناحي: «تعمل اللجنة على دعم ومساعدة الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية في إمارة دبي من خلال توفر وجهة متكاملة للمنتجين وأطقم الإنتاج والمخرجين بهدف ضمان أقصى قدر من السهولة والكفاءة لعمليات التصوير في دبي. وتدعم اللجنة الإنتاجات عبر مختلف الوسائط، بما في ذلك السنيما والتلفزيون ومقاطع الفيديو الخاصة بالشركات والإعلانات ومحتوى الإنترنت وغير ذلك من الوسائط الجديدة.

حلول رقمية

لفت الجناحي إلى أن «لجنة دبي» تنظر باستمرار إلى طرق لتعزيز مزايانا التنافسية وتسعى للتفكير في رؤية صناع الأفلام لنكون أقرب إليهم وننجح في دعمهم وتلبية متطلباتهم، وانطلاقاً من هذا التوجه فإننا نسعى دائماً لتوفير العناصر الرئيسية للنجاح مثلاً للجدوى الاقتصادية والمرونة وسرعة الإجراءات والتنوع وتعدد الخيارات والحلول الرقمية التي تختصر الكثير من الوقت وتبقي جميع الأطراف المعنية مزودة بآخر المعلومات والبيانات.

وأشار الجناحي إلى أن «لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي» تعمل على آلية واضحة لخفض تكاليف الإنتاج، وتسهيل التواصل مع الجهات الحكومية والخاصة، ويسهم ذلك بكل تأكيد في زيادة الطلب على مواقع التصوير في دبي. وبالحديث عن المرونة والوفورات في الجهد الوقت، فقد تمكنا من تسريع آليات استخراج التصاريح من 20 يوماً قبل حوالي 10 سنوات، إلى قرابة 24 ساعة فقط في عام 2019 لنكون الأسرع في العالم. وهذه الوفورات هي بطبيعتها مؤثرة في تحقيق وفورات أكبر على صعيد النفقات المالية للعملاء مثل أجور الفنيين والمعدات، وأماكن التصوير، وغيرها.

وجهة جاذبة

لم يخف سعيد الجناحي أن كبار نجوم السينما العالمية ومشاهير المحتوى والمؤثرين ساهموا في تعزيز هوية الإمارة كوجهة فنية جاذبة ومنافسة بوصفها استوديو مفتوح أمام تصوير الأعمال الضخمة، مشيراً إلى أن وجود هذه الكوكبة الضخمة من الإعلاميين والنجوم في دبي سلط الأضواء على هذه الإمارة بشكل مستمر وشد أنظار العالم إليها من خلال عدسات البرامج ومصوري الأفلام والمجلات وحتى كاميرات الهواتف التي وثق من خلالها النجوم وجودهم في دبي، وشاركوا مع جماهيرهم التجارب والأوقات الممتعة التي يقضونها في المدينة التي يلتقي فيها العالم.

مركز إقليمي عالمي

أفاد سعيد الجناحي بأن إمارة دبي واصلت تحقيق المزيد من الإنجازات الاستثنائية والأرقام القياسية مدفوعةً بالنجاح المبهر لإكسبو 2020 الذي رسخ مكانة الإمارة مركزاً إقليمياً وعالمياً للأعمال والسياحة والاستثمار بما في ذلك قطاع الإعلام وصناعة المحتوى، حيث قام العديد من المؤسسات والمنصات الإعلامية وشركات الإنتاج بتعزيز حضورها في الإمارة لتغطية فعاليات أحد أهم الأحداث العالمية.