عادي

تعرف إلى المسرح داخل مسرح

20:22 مساء
قراءة دقيقتين

المسرح لا يغير الواقع مباشرة، لكنه يثير جدلاً، يفتح العيون على المشكلات القائمة والكامنة، ينبه، يلفت النظر، كإحدى مفردات التغيير الناعمة، لهذا فهو قوي التأثير رغم ضعفه الظاهري، الذي يحمل المشاهد على الاعتقاد بأنه ينتهي بانتهاء العرض، إنه الفن الذي يتمحور حول الهوية منذ نشأته، ويسمح بتقديم التناقضات، ومناقشة مشكلات المجتمع، يشخصها، دون مطالبته بتقديم وصفة العلاج في الغالب.

رسائل المسرحيات في الكتاب الصادر عن دار العين للنشر والتوزيع بعنوان «مسرح الهجرة» لخوسيه مورينو أريناس، ترجمة د. خالد سالم، تضع خطاً مرئياً تحت مشكلات المجتمع المعاصر، مع مسحة من السخرية والانغماس في تقنية المسرح داخل المسرح، فخوسيه مورينو يحملك لأول وهلة إلى عالم غرناطة الأندلسية بقسمات وجهه المتمازجة، والتي تجمع بين الشرق والغرب، ليبدو وكأنه خرج من مجلس الحكم في قصر الحمراء.

يحتوي الكتاب على عدة أعمال مسرحية لخوسيه مورينو أريناس، وتمثل أعماله في إسبانيا، فتتحول خشبة المسرح إلى مرآة، يعكس فيها الجمهور، وهي مرآة مقعرة تعيد صور من ينظرون فيها مشوهة، في مسرحيته «رحلة سفاري» نجد أن الأحداث تجري في مكان في الغابة في قلب إفريقيا، ما يحدث بين زوجين من الجنس الأبيض، وأحد السكان الأصليين الذي يعيش على ذكريات الحقبة الاستعمارية، لكن ما يحدث هو أن القليل من الأشياء قد تغير في العلاقات بين القادمين من عاصمة المستعمر والسكان الأصليين. على عكس ذلك فإن الخط الجامع لمسرحيتي «الجراج» و«الشاطئ» ليس سوى المهاجرين، وهو أمر يعني إسبانيا، كونها تتلقى المهاجرين، والعديد من الدول الإفريقية، ومصدر هؤلاء المهاجرين، ومن اللافت للنظر أنه لا يوجد بطل في المسرحيتين.

في مسرحية «الجراج» تجري الأحداث في مسرح، والشخص الرئيس مواطن إسباني يشغل مقعداً في صالة المسرح، وفي «الشاطئ» نجد مصيّفاً يستمتع بيوم راحة في شاطئ في إقليم الأندلس، وهو شاطئ ضمن شواطئ، يصلها موتى أو أحياء، أولئك الذين يغامرون بعبور البحر المتوسط، هروباً من أخطار الحرب، أو بحثاً عن حياة أفضل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"