عادي

الجوع يقتل غزلان الريم في العراق

14:57 مساء
قراءة دقيقتين
تبحث غزلان الريم المتبقية في محمية ساوة في جنوب العراق، عن شيء لتأكله، بعد هلاك لحق بها وأدى إلى انخفاض أعدادها من 148 إلى 87 رأساً في شهر واحد فقط إثر انقطاع موارد الغذاء عن هذه الحيوانات النادرة، والجفاف وغياب الدعم الحكومي.
ونفق نصف هذه الغزلان منذ 29 إبريل/ نيسان، ولا شيء يمكن فعله، فالأمطار كانت شحيحة هذا العام، وكذلك الدعم الحكومي بالأعلاف الضرورية لبقائها.
انخفضت أعدادها في المحمية التي أنشئت عام 2007، من 148 رأساً إلى 87 في شهر واحد، وفق الطبيب البيطري تركي الجياشي مدير مشروع محمية ساوة الطبيعية في المثنى.
وفي حين أن «توقّف الإمدادات الغذائية بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية»، شكّل سبباً رئيسياً، إلا أن «العوامل المناخية أثّرت بشكل كبير على غزلان الريم» أيضاً.
وسط الصحراء، في المحمية، تبعثر ما بقي من هذه الغزلان البنية ذات القرون الرفيعة والوبر الصغير، وسط أرض جرداء تخلو من الخضراوات، فيما قام البيطري بخلط المياه بدواء للحيوانات التي احتمت في الظلّ.
الأرض من حولها جافة تماماً، والأعشاب يابسة. لا شيء لتأكله سوى كومة من القشّ، تجمّعت حولها الحيوانات البالغة، وصغير واحد. تظهر بعض الشجيرات في الأفق، خلف السياج المحيط بالمحمية.
وتحت سطح من صفيح، وضعت حاويات من المياه لتشربها الحيوانات في الظلّ، فيما تبعثرت أكوام أخرى من القشّ في المكان استعداداً لإطعامها للحيوانات.
منع شحّ الأمطار هذا أيضاً ظهور نباتات عشبية تستطيع الحيوانات أن تقتات منها، كما يشرح.
يعدّ العراق إحدى الدول الخمس الأكثر عرضةً لتغير المناخ والتصحر في العالم، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف الخمسين درجة مئوية.
وقد بدأت انعكاسات ذلك تتجلّى في مفاصل عدة، مثل التراجع في زراعة الحنطة وأرز العنبر، وجفاف بعض البحيرات بسبب قلة الإمدادات المائية والأمطار، والعواصف الترابية المتكررة.
ويرتبط حيوان غزال الريم تاريخياً بالصحراء العراقية التي هي موطنه الأصلي، فضلاً عن توزعه في مناطق أخرى في العالم مثل ليبيا ومصر والجزائر التي يصنفها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، على أنها من الأنواع «المهددة بالانقراض».
على مرّ السنوات، أدّى «التطور التقني وزحف الاستثمارات الزراعية على الصحراء إلى تناقص أعداد الحيوانات بالتدريج»، كما يشرح الجياشي.
وهناك محميات أخرى لغزال الريم في العراق، وأبرزها في ديالى وكركوك والمدائن.
ويقول مسؤول في دائرة الغابات التابعة لوزارة الزراعة، فضّل عدم الكشف عن هويته لفرانس برس: «انخفض عدد غزلان الريم في ثلاث محميات بحوالي 25% خلال السنوات الثلاث المنصرمة».
وأضاف أن أعدادها في هذه المحميات الثلاث 224. ويعزى هذا التناقص الكبير في أعداد الحيوانات خصوصاً إلى «قلة التخصيصات المالية خلال السنوات الأخيرة». ويؤثر التصحر على نسبة «39% من الأراضي العراقية».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"