عادي

«اللوفر أبوظبي» يطلق «التاريخ الشفاهي» للحفاظ على الموروث الإماراتي

19:57 مساء
قراءة 3 دقائق
من جلسات برنامج التاريخ الشفاهي في اللوفر

أبوظبي- نجاة الفارس:

أطلق متحف اللوفر- أبوظبي برنامج «التاريخ الشفاهي الإماراتي»، لإشراك جماهير مختلفة في المتحف، من خلال دعوة كبار المواطنين والمقيمين بعمر 60 عاماً، للحضور والتفاعل مع الطلاب والزوار داخل صالات العرض، ما يمنح المسن صوتاً للتحدث حول المجموعات المتوفرة في المتحف، لكن من منظور مختلف، عن طريق سرد قصص مشتركة من جيل إلى آخر. ويهدف البرنامج إلى الحفاظ على الإرث والموروث الإماراتي واستمرارية الحوار بين الأجيال.

1
مارال بيدويان

وأكدت مارال بيدويان، مديرة البرامج والموارد التعليمية في متحف اللوفر- أبوظبي، أن المتحف حالياً من أهم المنصات الموجودة على الخارطة الثقافية والفنية في أبوظبي، ومن أهم الأهداف لدينا تعزيز التواصل المجتمعي وتمكين فئات المجتمع، ومنها كبار المواطنين والمقيمون، لذلك فإن إطلاق برنامج التاريخ الشفاهي الإماراتي ناتج عن أهدافنا لنربط التاريخ والقصص المروية مع الأجيال الجديدة، لاستمرارية الحوار والتقاليد والتحدث عن الإمارات، ونتذكر ونتحدث عن مواقف معينة أو تاريخ أو قصص واقعية من ماضي الزمن مربوطة بالعمل الفني، وهنا يكمن دورنا كيف نستخدم العمل الفني كواسطة لتعزيز هذه الخبرة التي تربط بين المسن الذي نستضيفه مع الطلبة، فنفعل العمل الفني ليكون دوره محوراً للحديث، نتكلم عن قطعة فنية معينة موجودة داخل متحف اللوفر أبوظبي، بعد ذلك يتم الحوار ويتوسع إلى أماكن مختلفة.

وأضافت أن البرنامج مهم، وقد بدأناه قبل جائحة كورونا، لكن أثناء الجائحة توقفنا فترة، ومؤخراً كانت لدينا جلسة مع حمد الشامسي من عجمان، وكان الحضور جيداً من الرجال والنساء، وسنستمر في البرنامج، وقد نطوره لأساليب أخرى، ووجدنا تفاعلاً إيجابياً من كبار المواطنين والمقيمين، فالبرنامج يطلق المشاعر والعواطف بالحنين إلى الماضي، وليس شرطاً أن يكون المشارك مؤرخاً أو لديه خبرة بالقطعة الفنية التي يتحدث عنها، لكنه عاش حقبة من الزمن في الإمارات، وهذا مهم بالنسبة لنا للحفاظ على الإرث والموروث الإماراتي وبنفس الوقت استمرارية الحوار بين الأجيال، ونحن فخورون بأننا أول من أطلق هذا البرنامج، وقد وجدنا ردة فعل إيجابية جداً من كلا الطرفين المتحدثين والمستمعين، حيث إن استرجاع الذاكرة جميل جداً، حتى لو كان مؤلماً.

وتابعت: دورنا خدمة المجتمع وتمكين فئات معينة في المجتمع، فدور التعليم بالمتحف لا يقتصر على فئة طلبة المدارس والجامعات، لكن دور التعليم بالمتحف مهم جداً، لأننا نركز على الشخص بحد ذاته، سواء كان مدرساً أو بروفيسوراً أو فناناً، نحن نركز على كافة الفئات، فالتعليم ليس له حدود، وإنما يستمر مع الإنسان مدى العمر، ونرتكز على المجموعة الفنية الموجودة بالمتحف، ونسمع أصوات الزوار وقصصهم وآراءهم، لذلك فإن عملنا يعتبر حلقة وصل ما بين الأعمال الفنية وما بين المجتمع الإماراتي بكافة أطيافه.

1
آمنة الحمادي

وقالت آمنة حسن الحمادي، مسؤولة في وحدة التواصل المجتمعي والأكاديمي في متحف اللوفر أبوظبي: «الفكرة الرئيسية من برنامج التاريخ الشفاهي الإماراتي، خلْق حوار ثقافي بين جيلين مختلفين الجيل القديم والجيل الجديد، من خلال بناء جسور للتواصل بينهما، باستخدام المجموعة الفنية الموجودة بالمتحف، عادة زوار المتحف يأخذون المعلومات من المرشد بالمتحف، ونحن اعتدنا في مجتمعنا أن كبير السن هو الشخص الذي يملك المعلومات، واعتدنا كل يوم سواء في فترة الغداء أو العشاء أن نجلس حول هذا الشخص سواء كان أباً أو أماً أو جدّاً أو جدَّة، ويعطون أبناءهم أو أحفادهم المعلومات، وقد حاولنا أن ننقل هذه العادة الأصيلة في المجتمع الإماراتي إلى المتحف، مثلاً كان لدينا معرض، اشتمل على أقدم لؤلؤة موجودة في الإمارات، فاستضفنا ناصر الكاس من كبار المواطنين في رأس الخيمة، وتحدث عن تاريخ البحر والغوص على اللؤلؤ في الإمارات، فاستخدم القطعة الفنية كأداة، وسرد من خلالها كيف كانت الحياة في الإمارات سابقاً».

وأضافت آمنة الحمادي: «في جلسة أخرى استضفنا فاطمة المغني من كبار المواطنات من خورفكان، وكانت لدينا قطعة مجوهرات إعارة من متحف رأس الخيمة الوطني، فتحدثت عن تاريخ المجوهرات في الإمارات وعادات الأعراس كيف كانت سابقاً وكيف صارت بالوقت الحالي».

وتابعت: «نستضيف كبار المواطنين والمقيمين من خلال التعاون مع الجهات المعنية مثل وزارة تنمية المجتمع، فالفكرة الأساسية من البرنامج أن نعطي القوة والصوت لكبير السن كي يتكلم عن قطعة فنية، ولكن من منظوره الخاص يمكن أن يسرد قصصاً عن حياته أو عن طفولته، فنحاول أن نقوي الذاكرة لدى كبار السن عن طريق هذا البرنامج حتى نقول لهم إن دوركم مازال قائماً من خلال خلق هذا الحوار الثقافي والحضاري بين الأجيال ونستفيد من خبرتهم وتاريخهم الشفاهي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"