مقاربة إماراتية للمناخ

00:29 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

في المحافل الدولية الكبرى، تكون الإمارات في مستوى الحدث والتوقع. وإيماناً منها بأن العمل الجماعي يهوِّن من التحديات وييسِّر تحقيق المكاسب للبشرية جمعاء، لا تتوانى عن تقديم المقترحات البناءة والأفكار النيرة، خصوصاً في هذه المرحلة التي يواجه فيها الاقتصاد العالمي جهوداً مكثفة لإنعاشه، ولتجاوز العقبات التي تحول دون بلوغ التنمية المستدامة، وفي صدارتها قضية التغير المناخي التي تستوجب عملاً دولياً منسقاً يخفف من آثارها، ويضمن مستقبلاً أفضل للأجيال المقبلة.
مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في «منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ» مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة 17 دولة من الاقتصادات الكبرى، كان مناسبة أكدت فيها الإمارات أنها دولة مسؤولة وتحظى بمكانة عالمية مؤثرة في المجتمع الدولي، وأنها قوة خير واقتراح، تسعى مع جميع الدول الفاعلة إلى أن تضع الخطط العملية والمشاريع الطموحة للمساهمة في إيجاد الحلول لما استعصى من الأزمات. 
ولأن التغير المناخي أصبح القضية الأبرز والتحدي الأكبر، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أنه يحتل سلم الأولويات في الإمارات، وعرض سموه، أمام قادة الدول التي تمثل 80 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، رؤية الإمارات في التصدي لتغير المناخ، ومقاربتها التي تنظر إلى المشكلة كفرصة لدفع مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية نحو آفاق جديدة، «من خلال نهج واقعي وعملي وشامل ومتكامل يضمن مشاركة جميع الدول والأطراف ومناقشة احتياجاتها ومتطلباتها»، معتبراً سموه أن الإمارات حريصة على أن يكون مؤتمر الأطراف (COP28)، الذي تستضيفه العام المقبل، قادراً على التعامل مع تحديات المرحلة الراهنة. 
أما من الناحية العملية فإن الإمارات تقوم بدور رائد في مواجهة التغير المناخي، واستثمرت، في سبيل ذلك، أكثر من 50 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة في أكثر من 40 دولة حول العالم، وتخطط لاستثمار أكثر من 50 مليار دولار خلال العقد المقبل، من أجل المساهمة بفاعلية في تحقيق الأهداف العالمية لخفض الانبعاثات الكربونية والالتزام بما يخدم الأجندة الدولية ضمن عمل مسؤول مع كل الشركاء في العالم. 
ما طرحه صاحب السمو رئيس الدولة، أمام «منتدى الاقتصادات الرئيسية»، يمثل جانباً من رؤية إماراتية شاملة تقوم على جملة من الأهداف التي يكمل بعضها بعضاً، ويعمل على تحقيق السلام والاستقرار وإعلاء قيم التعايش والانتصار للمبادئ الإنسانية السامية، فقضية المناخ ليست معزولة عن غيرها من القضايا الملحة، وعندما تكون هناك استراتيجية شاملة تكون النتائج أشمل في تحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي، بما يمكن من كسب رهانات المستقبل ويكون في مستوى انتظارات الأجيال المقبلة. 
وما تراهن عليه الإمارات، وتؤكده في كل مناسبة، أن الاستجابة العالمية الفعالة للتحديات كافة، تقوم أساساً على توحيد الجهود وتضافرها ضمن تعاون مشترك ومسؤول، سيجنب البشرية التداعيات السيئة، ويضع الحلول العملية للمشكلات التي تواجه العالم في المناخ والاقتصاد والأمن والطاقة والغذاء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"