عادي

جنوب إفريقيا تشدد حماية الحمير خوفاً من الصين

18:20 مساء
قراءة 3 دقائق
جنوب أفريقيا تشدد حماية الحمير

تخضع الحمير التي تشهد انخفاضاً في أعدادها نتيجة صيدها غير المشروع لحماية مشددة في جنوب إفريقيا من عمليات تهريبها إلى الصين، إذ تسود معتقدات بأنّ لجلدها فوائد طبية، إلى درجة أنه أصبح مرغوباً بكثرة تعادل حجم الطلب على قرون وحيد القرن، خاصة في الصين.
وتشير دراسة حديثة أعدّتها جامعة جنوب إفريقيا إلى أنّ أعداد الحمير في البلاد انخفضت بنسبة تفوق 30% خلال السنوات العشرين الأخيرة، فبعدما كانت تضم 210 آلاف حمار سنة 1996، شهدت أعداد هذه الحيوانات انخفاضاً لتصل إلى 146 ألفاً عام 2019. وفيما تشهد دول إفريقية أخرى من بينها كينيا وبوركينا فاسو انخفاضاً مماثلاً، تتخوف الجهات المدافعة عن حقوق الحيوانات من انقراض هذا النوع في إفريقيا في غضون سنوات قليلة.
ويعود سبب الانخفاض في أعداد الحمير إلى الطلب الكبير على مادة يطلق عليها تسمية «إيجياو» تُستخلص من الجيلاتين الموجود في جلد هذه الحيوانات بمجرّد غليه. وتشكل الصين السوق الاستهلاكية الأبرز لهذه المادة، إذ تحتاج إلى أكثر من عشرة ملايين حمار سنوياً لتلبية الطلب في سوقها هذه المقدرة قيمتها بملايين الدولارات، على ما توضح المنظمة البريطانية لحماية الحمير «دونكي سانكشواري».
ويصل سعر الكيلوغرام الواحد من الـ«إيجياو» في آسيا إلى نحو 360 دولاراً.
ورغم أن هذه المعتقدات لم تُثبت علمياً إلا أن الطب التقليدي الصيني يعتبر أنّ الـ«إيجياو» تمثل علاجاً «سحرياً» وتتمتع بخصائص مشابهة لتلك المنسوبة إلى قرون وحيد القرن، ومن أبرزها تحسين الدورة الدموية وإبطاء الشيخوخة وتحفيز الرغبة الجنسية وزيادة الخصوبة.
وتُقدَّم الـ«إيجياو» على شكل مشروب أو مع المكسرات كفاتح للشهية، وبينما كانت تُخصص في الماضي للأباطرة يتزايد الطلب عليها من الطبقة الوسطى في الصين.
ولجأت الصين التي شهدت أعداد الحمير فيها انخفاضاً بمقدار النصف تقريباً خلال السنوات الأخيرة إلى إفريقيا لتسد حاجة السوق لديها. أما في إفريقيا، فيستخدم جلد الحمير بشكل أساسي لنقل المنتجات الزراعية أو المياه ولا يتمتع بأي قيمة تجارية.
وكانت دول إفريقية عدة من بينها كينيا حظرت ذبح الحمير، مشيرة إلى زيادة سُجلت في السرقات المرتبطة بهذه الحيوانات خلال السنوات الأخيرة.
ويقول جيسي كريستيليس، وهو مربّي حمير في ماغاليسبرغ الواقعة على بعد أكثر من ساعة من جوهانسبرغ وصاحب إحدى مزرعتين لإنتاج حليب الحمير موجودتين في جنوب إفريقيا «اضطررنا لاتخاذ تدابير تهدف إلى حماية» الحمير من عمليات تهريبها، كتجهيز هذه الحيوانات بأساور كهربائية ومنبهات ورقائق إلكترونية لتتبع مسارها.
وتصدّر جنوب إفريقيا رسمياً 10500 من جلود الحمير سنوياً إلى هونغ كونغ والصين، لكنّ الكميات الفعلية المُصدرة إلى هذين البلدين هي بلا شك أعلى بكثير في ظل وجود سوق غير شرعية.
وتشير دائرة الزراعة في المنطقة النائية الواقعة شمال غربي البلاد والأكثر تضرراً من تهريب جلد الحمير لوكالة «طفرانس برس» إلى أنها «تفتح تحقيقاً في كل حادث يُبلغ عنه».
وكانت جنوب إفريقيا أطلقت تجارب مماثلة لمكافحة الصيد غير المشروع لوحيد القرن المهدد بالانقراض، إذ تكافح هذه الظاهرة مستخدمةً تقنيات عالية منها أجهزة استشعار رقمية وكاميرات حرارية، لكنّ حماية الحمير التي تُذبح بشكل غير قانوني في ظروف تندد بها المنظمات غير الحكومية، لم تسجل نتائج إيجابية بعد. ويوضح كريستيليس أن هذه الحيوانات «غالباً ما تكون في مناطق ريفية تفتقد للتكنولوجيا».
ولاحظ المربّي كذلك أنّ أسعار الحمير شهدت في السنوات الخمس الماضية ارتفاعاً كبيراً، وبعدما كانت تسجل نحو 29 دولاراً للحمار الواحد، أصبحت تبلغ نحو 127 دولاراً. ويرى أن التجار والمربين يتنافسون عليها خلال المزادات المُنظمة.
ويعتبر مربو الحمير أن ارتفاع أسعارها يشكل إلى جانب انخفاض أعدادها عاملاً إضافياً يهدد القطاع الناشئ لإنتاج حليب الحمير المُستخدم لمعالجة أمراض جلدية.
ويقول كريستيليس الذي يملك قطيعاً مؤلفاً من 116 حماراً يخضعها لحماية مشددة «كانت عملية العثور على الحمير سهلة في الماضي»، أما اليوم «فلم نعد متأكّدين من استطاعتنا تلبية الطلب» عليها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"