عادي

راشيل كيك من عاملة نظافة إلى نائب في البرلمان الفرنسي

13:16 مساء
قراءة 3 دقائق
(وكالات)
تمكنت راشيل كيك عاملة النظافة من الوصول إلى منصب نائب في البرلمان الفرنسي، بعد تغلبها على وزيرة الرياضة السابقة روكسانا ماراسينيانو في دائرة «فال دو مارن» الانتخابية، شرقي باريس.
وسائل الإعلام العالمية اهتمت بنجاح أول عاملة نظافة تصل إلى أروقة البرلمان، ليس فقط جراء تغلبها على وزيرة الرياضة السابقة روكسانا ماراسينيانو مرشحة حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، لكن أيضاً بسبب قصة كفاحها الشخصية والتي تعتبر ملهمة لملايين الفقراء في العالم.
راشيل كيك؛ سيدة لا يتجاوز عمرها 48 عاماً من أصول إيفوارية؛ ولدت في بلدة شمالي العاصمة أبيدجان، وتحملت مسؤولية إخوتها في سن الثانية عشرة بعد موت والدتها.
وعندما بلغت 26 عاماً؛ هاجرت راشيل كيك إلى فرنسا؛ ومثل غيرها من المهاجرين تنقلت بين العديد من المهن؛ فعملت كمصففة شعر، وعاملة تنظيف غرف الفنادق، ثم مربية، وحصلت على الجنسية عام 2015.
وربما كانت الفترة التي شغلت فيها وظيفة عاملة نظافة في الفنادق هي الأكثر تأثيراً فيها، فقد برز اسمها خلال الإضراب الذي دام 22 شهراً من قبل العاملات في فندق «إيبيس باتينيول» في باريس، والذي طرحت خلاله مطالب زميلاتها كمتحدثة باسمهن، ونجحت بالفعل في تحقيق مطالبها.
وبعد أن أصبحت رمزاً من رموز النضال النقابي والجماهيرية التي حققتها، وصلت إلى الجمعية العامة بسبب الثقة التي وضعها فيها الناخبون الفرنسيون.
«أريد أن أكون صوت من لا صوت لهم». كان هذا هو الطموح الذي حددته راشيل كيك لنفسها من خلال التنافس على مقعد في الجمعية الوطنية. ويوم الأحد 19 يونيو، تم انتخابها بنسبة 50.3٪ من الأصوات ضد مرشح «معاً».
وفي تصريحها لموقع «فرانس أنفو» الفرنسي، قالت: «أعتقد أن فوزي يمنح الثقة للعاملات الأخريات، العاملات بالمنازل، يجب أن لا يستهن بأنفسهن».
وعندما خاضت حملتها في عام 2019 من أجل تحسين الأجور وظروف العمل وتناولت مطالب زميلاتها من العاملات اللواتي ناضلن لمدة 22 شهراً التقى بها نائب حزب «فرنسا الابية»، إريك كوكوريل الذي أعجب بصرامتها وقوتها.
وحسب «سكاي نيوز عربية»، فقد قال كوكوريل: «إنها سيدة قوية، ومقاتلة حقيقية وعصامية. عندما التقيت بها أدركت أن هذه الفئة من المجتمع يجب أن يكون لها صوت في الجمعية العامة لهذا قررت أن أدعوها للانضمام إلى الحزب».
ويتابع: «هي تمثل فئة تشتغل في صمت وتعاني العنصرية والازدراء والتمييز واليوم هي أعادت كرامة كل من عانوا هذه المشاكل. وفوزها يعطي أملاً في المستقبل ويشكل أمراً جميلاً للحزب ولكل العمال».
من جانبه، أثنى كلود ليفي، ممثل نقابة الفنادق المرموقة على عمل النائبة الجديدة، و اعتبر أن فوزها «أمر عظيم، وستنقل من خلاله صوت كل العاملات والمهن التي لا يتم التحدث عنها».
ويوضح: «من خلال تعاملنا معها خلال الحرب النضالية التي خاضتها طوال عامين ضد فندق في باريس، وتأطيرنا للإضرابات المتتالية للعمال بقيادتها وحضورنا اللقاءات التي نظمتها خلال حملتها الانتخابية، أجزم أنها محاربة شرسة وتريد تغيير الظروف المعيشية لليد العاملة في فرنسا».
ويؤكد أن «فوزها يفرض احترام هذه المهن غير المرئية ويدعو إلى ضرورة حصول أصحابها على المعاشات التي تضمن لهم حياة كريمة».
وتصدياً للهجمات المحتملة على افتقارها إلى التدريب والخبرة السياسية، حذرت راشيل أمام وسائل الإعلام الفرنسية ليلة فوزها من أنه «إذا تم التحدث معها بلغة الفرنسيين خريجي معهد العلوم السياسية فستجيب بصفتها أحد سكان الضواحي».
وأضافت: «نعرف مستوى العاملة، ونعلم أنني لا أمتلك شهادة البكالوريا +5. أقول ما أشعر به. إذا سألني أحدهم سؤالاً عن شيء لا أفهمه، فلن أجيب. يجب أن تعتاد وسائل الإعلام على ذلك».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"