عادي

المناخ وحياة الكائنات

21:50 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

يغير المناخ البيئات في جميع أنحاء العالم، واكتشف العلماء أنه استجابة لذلك، تقوم العديد من الكائنات بتغيير توقيت أحداث الحياة الكبرى في حياتها، مثل التكاثر. مثلاً مع ذوبان الجليد في وقت مبكر، تتفتح بعض الزهور في وقت أبكر، لكن العلماء لا يعرفون ما إذا كان إجراء هذه التغييرات المهمة في تاريخ حياة هذه الأنواع سيساعد في النهاية نوعاً ما على البقاء أو سيؤدي إلى مشاكل أكبر.

واكتشف فريق من العلماء بقيادة باحثين في جامعة واشنطن الأمريكية، بالتعاون مع مؤسسة «الحفاظ على الحيوانات المفترسة في بوتسوانا»، وهي منظمة غير حكومية محلية، أنه على مدار 30 عاماً، غيرت كلاب متوسط ​​مواعيد الولادة بمقدار 22 يوماً، وهو تكيف سمح لها بوضع المواليد الجدد مع أبرد درجات الحرارة في أوائل الشتاء. ونتيجة لهذا التحول الكبير، نجا عدد أقل من الجراء من الوقوع فريسة للذئاب.

وقال الباحثون: «إنه أمر مؤسف الخروج من المقلاة إلى النار، أي تجاوز التغير المناخي بمواجهة عقبة الصيد، وغيرت الكلاب البرية الإفريقية مواعيد الولادة في وقت لاحق لمواكبة درجات الحرارة، ولكن تقلب الطقس حتى في الشتاء، أدى إلى خفض معدل البقاء على قيد الحياة».

وأوضحت الدراسة أن الأنواع ذات المستويات التغذوية العالية في النظم البيئية، مثل الحيوانات المفترسة الكبيرة، يمكن أن تكون حساسة لتغير المناخ مثل الأنواع الأخرى، وهو أمر كان العلماء غير متأكدين منه.

وأظهرت أبحاث أخرى أن الاحترار طويل الأمد يمكن أن يؤدي إلى تحولات فسيولوجية، أو تحولات في توقيت أحداث الحياة الكبرى، في الأنواع «المنتجة الأولية» مثل النباتات وما يتغذى عليها، بما في ذلك العديد من الطيور والحشرات. ولكن، حتى الآن، لم يوثق العلماء أبداً تحولاً فسيولوجياً مدفوعاً بالمناخ في حيوان ثديي كبير آكل اللحوم.

وأظهر العلماء أن المفترسات الكبيرة يمكنها بالفعل إظهار استجابات قوية لتغير المناخ على المدى الطويل، على الرغم من أن الحيوانات المفترسة أبعد عن السلسلة الغذائية.

وحلل الفريق على مدار ثلاثة عقود من البيانات التي جمعوها والمتعاونون على 60 حزمة من الكلاب البرية الإفريقية التي تعيش عبر منطقة تبلغ مساحتها أكثر من 1000 ميل مربع في شمال بوتسوانا. يتكاثر هذا النوع سنوياً كل شتاء. بعد الولادة، تقضي الجراء نحو 3 أشهر مع والدتها في العرين قبل البدء في السفر والبحث مع القطيع.

حلل العلماء التواريخ التي أنجبتها أمهات الكلاب البرية الإفريقية كل عام، وهي الطريقة التي حددوا بها أن الكلاب البالغة تؤخر تدريجياً التكاثر بنحو أسبوع واحد كل عقد خلال فترة الدراسة التي استمرت 30 عاماً.

ومن المحتمل أن يكون هذا التحول الكبير بسبب الوتيرة السريعة للاحترار في المنطقة.

«ساينس ديلي»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"