دبي: ملحم الزبيدي
سجلت أسعار حديد التسليح في السوق المحلي بدولة الإمارات انخفاضاً مفاجئاً خلال شهر يونيو / حزيران لتلامس 2530 درهماً للطن بتراجع 16.6% مقارنة بأسعار مايو / أيار الماضي التي دارت حول 2950 درهماً للطن، حسب مصادر عاملة في تجارة مواد البناء.
ربطت المصادر هذا التراجع بعدة أسباب منها، انخفاض أسعار حديد التسليح العالمية، وتراجع حدة تداعيات الأزمة الجيوسياسية في شرق أوروبا على واردات مواد الخام من روسيا التي بدأت تستعيد مستويات التصدير الطبيعية من مواد الخام ومكعبات الصلب «البيلت» إلى ما قبل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا على الرغم من العقوبات الغربية، بالإضافة إلى توفر مصادر جديدة للاستيراد.
وكانت أسعار حديد التسليح في الإمارات قد تراجعت خلال شهر مايو / أيار بنسبة 8% إلى 2950 درهماً للطن بعد أن قفزت إلى معدل يتراوح بين 3200 و 3300 درهم للطن خلال شهري مارس / آذار وإبريل / نيسان من العام الجاري على خلفية الأزمة الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير / شباط.
تراجع الصدمة
وقالت المصادر: «إن الأسواق عامة امتصت بنسب متباينة صدمة الأزمة الجيوسياسية والتخوفات بأن تتسع آثارها السلبية إلى أبعد ما هو متوقع على صناعة البناء والتشييد والمواد المرتبطة به مثل حديد التسليح والعناصر الخام المرتبطة بصناعته مع اضطراب حركة التوريد وتكاليف الشحن الجوي والبحري الذي تضاعفت أسعاره بشكل كبير منذ بداية جائحة «كوفيد-19» في أواخر العام 2019.
وأفادت أنه من المتوقع أن تواصل أسعار حديد التسليح تذبذبها بين الارتفاع والانخفاض على خلفية التطورات العالمية وتحرك مؤشر الطلب والعرض. وتوقعت أن تتراجع أسعار الحديد في السوق المحلي بدولة الإمارات إلى 2450 درهماً للطن خلال شهر يوليو/ تموز.
دور قوي
وقالت المصادر:«تلعب العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا وما نتج عنها من تداعيات عالمية دوراً قوياً في التأثير في أسعار شتى المنتجات الاستهلاكية وارتباطها بارتفاع معدلات التضخم التي وصلت إلى مستويات لم يسبق أن شهدتها بعض الأسواق العالمية منذ عدة عقود».
كما ارتبط تقلب أسعار حديد التسليح في الأسواق العالمية خلال الأشهر الأخيرة بشح مربعات الصلب «البيلت» وارتفاع أسعارها بنسبة 27% نتيجة لتداعيات الأزمة الجيوسياسية الروسية الأوكرانية، كونهما من بين أكبر موردي هذا المنتج على مستوى العالم. وأسهم ارتفاع أسعار الطاقة وأسعار الشحن البحري في لعب دور كبير في التقلبات الحاصلة في سوق حديد التسليح.
6.6 مليون طن
تقوم كل من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا بتصدير حوالي 6.6 مليون طن من «البيلت» سنوياً، وشهدت الأسواق العالمية ارتفاعاً كبيراً في أسعار خام الحديد وصلت إلى 20% وخردة الحديد بنسبة بلغت 28% منذ منتصف فبراير ولغاية الآن.
حديد الإمارات
وتوفر «حديد الإمارات - أركان» 65% من احتياجات السوق المحلي من حديد التسليح ولفائف أسلاك الحديد والمقاطع الإنشائية الثقيلة والألواح الارتكازية، وفي الوقت ذاته، تواصل الشركة تعزيز أسواق صادراتها، والتي أصبحت تشمل الآن 56 دولة، بزيادة قدرها 50% عن عام 2019.
5 % النمو السنوي
ووفقاً لتقرير شركة«لموردور إنتليجنس»، فإنه من المتوقع أن تنمو صناعة البناء في الدولة بنسبة تلامس ال 5% سنوياً بين عامي 2022 و2027، لتصل قيمتها إلى 133.5 مليار دولار.
