عادي
«العمال» يطالبون بتغيير حقيقي.. والمحافظون يحثّون على الوحدة

جونسون ينحني لـ«العاصفة».. ويستقيل

15:36 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1

استقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس الخميس، من منصبه كرئيس تنفيذي لحزب المحافظين ممهداً بذلك الطريق لاختيار خلف له لرئاسة الوزراء بعد موجة استقالات من فريقه الحكومي خلال 48 ساعة من الأحداث السياسية المتسارعة، فيما طالب زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر ب«تغيير حقيقي» في الحكومة وحجب الثقة في البرلمان.

أعلن جونسون البالغ من العمر 58 عاماً من أمام مقره في «10 دوانينغ ستريت» واضح أن إرادة الكتلة البرلمانية لحزب المحافظين أن يكون هناك زعيم جديد لهذا الحزب وبالتالي رئيس جديد للوزراء. وسُيعلَن موعد بدء الترشح لقيادة الحزب الأسبوع المقبل، كما قال، بعد ثلاث سنوات مضطربة من الحكم، خرجت خلالها بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعانت جائحة كوفيد وفضائح متزايدة. وقال إنه سيبقى في منصب رئيس الوزراء حتى انتخاب بديل عنه. وبعد أن قاوم دعوات من حكومته تطالبه بالاستقالة قال إنه يشعر«بالحزن... إزاء التنحي عن أفضل وظيفة في العالم» مبرراً تمسكه بالمنصب حتى اللحظات الأخيرة بإنجاز المهمة التي فاز بها في انتخابات عامة هيمنت عليها مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) في كانون الأول/ديسمبر 2019. وأضاف في كلمته التي استمرت ست دقائق«اسمحوا لي أن أقول الآن لشعب أوكرانيا، إنني أدرك بأننا في المملكة المتحدة سنواصل دعم قتالكم من أجل الحرية طالما استغرق الوقت».

 تغيير حقيقي

ووقف حلفاء جونسون القلائل المتبقون في حزب المحافظين إلى جانب زوجته كاري التي كانت تحمل طفلتهما رومي، أمام مقر الحكومة. وستجري انتخابات قيادة الحزب في الصيف وسيحل الفائز مكان جونسون لدى انعقاد المؤتمر السنوي للحزب مطلع تشرين الأول/أكتوبر، حسبما نقلت هيئة بي بي سي ووسائل إعلام أخرى. قال كريس ماسون، المحرر السياسي لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، على تويتر، إنه تم اختيار فريق حكومي بريطاني كامل، وذلك قبيل استقالة جونسون. ويبرز اسما وزير الدفاع بن والاس، وريشي سوناك الذي مهدت استقالته من منصب وزير المال الثلاثاء الطريق أمام موجة الاستقالات الأخرى، من بين الشخصيات الأوفر حظا لخلافة جونسون بحسب استطلاع أجرته يوغوف شمل أعضاء حزب المحافظين. واعتبرت وزيرة الخارجية ليز تراس، وهي أيضا مرشحة محتملة، إن جونسون اتخذ القرار الصائب. وقطعت الوزيرة زيارة إلى إندونيسيا للمشاركة في اجتماع وزاري لمجموعة العشرين. وكتبت في تغريدة»نحن الآن بحاجة للهدوء والوحدة ومواصلة الحكم حتى إيجاد زعيم جديد». لكن في الساعات المحمومة التي سبقت إعلان جونسون الاستقالة، قال زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر إن البلاد لم تعد قادرة على الانتظار. وأكد ستارمر الحاجة إلى إلى تغيير حقيقي في الحكومة وطالب بحجب الثقة في البرلمان، ما قد يؤدي إلى انتخابات عامة بدلا من أن يبقى (جونسون) متشبثًا لأشهر وأشهر.

 تعيينات جديدة

وحتى فيما كان جونسون يفكر بالاستقالة سعى في وقت سابق، أمس الخميس، للإمساك بزمام الأمور فأعلن عن عدد من التعيينات بدلاً من أعضاء الحكومة المستقيلين. ومن بين تلك الشخصيات غريغ كلاك، المعارض الشرس لبريكست على عكس جونسون. وكُلفت شاليش فارا التي لم يُسند إليها من قبل منصب حكومي، حقيبة إيرلندا الشمالية، في وقت يشتد النزاع بين الحكومة وبروكسل على خلفية قواعد التجارة لمرحلة ما بعد بريكست في تلك المنطقة الحساسة. واعتبر رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن، أمس الخميس، أن استقالة جونسون تمثل فرصة  لتسوية العلاقات المتأزمة.

وتمسك جونسون بالسلطة رغم إعلان أكثر من خمسين من أعضاء الحكومة بينهم خمسة وزراء استقالتهم منذ الثلاثاء، وأكد موقفه  الأربعاء.

لكن يبدو أن رحيل وزيرة التعليم ميشيل دونيلان، أمس الخميس، ودعوة وزير المالية الجديد ناظم الزهاوي له إلى الاستقالة، وكلاهما عينا قبل يومين فقط، هو ما رجح كفة الميزان إلى جانب تحذيرات من تصويت جديد لحجب الثقة من جانب النواب المحافظين. 

إلى ذلك، قالت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، تيريزا ماي، إنه يتعين على رئيس الحكومة الجديد أن يجنب البلاد وحزب المحافظين الانقسام.

وأضافت في كلمة ألقتها في معهد الإدارة، أمس الخميس: «أعتقد أن الشيء الرئيسي الذي يجب أن يفعله رئيس الوزراء هو القضاء على الانقسام في البلاد، وفي حزب المحافظين».  (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"