روح مجروحة

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

قد يأتي ذلك الوقت الذي تشعر فيه بأنك لست على قيد الحياة، أنت تتنفس وتأكل وتشرب، لكنك لا تشعر بالحياة فعلاً، أنت تعيش فقط، لأن هذا المُقدر لك، مثل هذا الشعور في الأغلب، يدل على أن روحك مجروحة، بنوع من الجروح التي لا نراها. هذا النوع من الآلام أخطر من الجروح الجسدية، لأنه لا يمكنك رؤيته ومعالجته عن طريق الضماد والدواء؛ بل هو جانب قد يغفل البعض عنه، ولا يدرك السبب الحقيقي خلفه، وفقاً لدراسة تم نشرها في موقع الأكاديمية العالمية للعلوم والهندسة والتكنولوجيا، التي تتناول ارتباط الأمل بالصحة النفسية، وجدت في ملخص الدراسة التالي: «التفاؤل مرتبط بشكل إيجابي بالرفاهية النفسية، والتفاؤل يرتبط سلباً بالضيق النفسي، أيضاً، كان الأمل يرتبط بشكل إيجابي بالرفاهية النفسية» وهذا يعني أن الصحة النفسية والعلاج النفسي هما من العوامل الأولى، لمعالجة الروح واسترجاع الشغف. إن عوامل مثل الأمل والتفاؤل، لها وقعها القوي الإيجابي على حياتنا، وفقدها يعني التعب النفسي، والحيرة، والغضب والألم، والكثير من المحبطات غير المبررة، والهم الذي لا يعرف سببه. الجروح الروحية، قد تحدث عندما نفقد الأمل ونفقد التفاؤل، عندما نفقد الطموح والغاية، عندها تنمو الكثير من العوامل السلبية، وتصبح ماثلة في العقل وتنعكس مباشرة على تصرفاتنا ومختلف أجزاء يومنا، ومعها نحتاج إلى التوقف، والتأمل والتفكر ملياً؛ بل طلب النصيحة والمشورة من أهل الخبرة والاختصاص، وعدم السماح بتنامي الأفكار السلبية، ولا بتسلل الأفكار السامة. مثل هذه الجلسات قد تساعد على استكشاف الذات ومعالجة الروح، ومعرفة احتياجات النفس، ومراجعة الواقع بشكل منطقي وعقلي.
كما حثنا رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، على التفاؤل والاستبشار، والتبسم، وهذه دعوة واضحة للسعادة، وأن نغمر أنفسنا بها، والتخلص من الأفكار التي تزيد من أوجاعنا، وتذكرنا بسطوة الحياة والصعوبات التي تواجهنا. توجد طرق عدة تمكن كل واحد منا، من علاج جروح الروح، كذلك يمكننا القراءة عبر الإنترنت أو من خلال الكتب، لمعرفة المزيد حول الوصول إلى الرفاهية النفسية، إذا كانت المشكلة معقدة أكثر مما هو متوقع، فإن زيارة مختص، ستساعد، بلا شك، لكن تذكر ألا تعيش حياتك من دون روح، وألا تسمح بجرح الروح للنمو.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"