عادي

«الإمارات» مستعدة للعمل مع «هيثرو» لتصحيح الوضع في أسبوعين

22:49 مساء
قراءة 4 دقائق
2

إعداد: هشام مدخنة

قبل أقل من عقد من الزمان، كان مطار هيثرو بلندن، أكبر مبنى قائم بذاته في المملكة المتحدة، هو المطار المحوري بلا منازع لأوروبا، مع آلاف الركاب يومياً، وخطة توسع طموحة تضمنت مدرجاً جديداً بالكامل، وسلسلة من المتاجر العالمية والمطاعم الجذابة. باختصار ارتبط المطار فيما مضى بالطموح والنمو وببريطانيا المتطلعة إلى الخارج. لكن اليوم تتغير الأشياء، ويخوض مطار هيثرو نزاعاً جديداً مع شركات الطيران بعد الإصرار على وقف مبيعات التذاكر خلال موسم العطلات المدرسية المربح، وهي خطوة قد تكلف خسارة نحو 500 مليون دولار من الإيرادات.

تدخل حكومي

الصورة

يكافح المطار لإدارة اندفاع المصطافين بعد الوباء؛ حيث أصبحت الطوابير الطويلة المحبطة مشهداً مألوفاً. يأتي ذلك في الوقت الذي تحدّت فيه «طيران الإمارات» طلب المطار والامتثال لخفض عدد الرحلات. ما اضطر حكومة المملكة المتحدة إلى التدخل، مطالبة بوجود خطة عمل «موثوقة ومرنة» من المطار نفسه. وبينما لا يزال أي احتمال لمدرج ثالث بعيداً لسنوات، يتساءل النقاد عما إذا كان مطار هيثرو يحتاج إلى مساحة أكبر إذا لم يستطع حتى التعامل مع سعته الحالية، ناهيك عن المخاوف البيئية. ومع النقص المزمن في العمالة في بريطانيا في قلب فوضى السفر، أصبحت متاعب مطار هيثرو رمزاً لدولة تعاني من ركود اقتصادي، وعدم يقين متزايد، واضطرابات سياسية عاتية.

صحيح أن مطار هيثرو لم يكن المستهدف الوحيد بالطبع، فالسفر الجوي عبر أوروبا يمر بصيف ساخن بالفعل، وهناك مطار جاتويك في لندن، وسيخبول في أمستردام، وفرانكفورت، من بين عدد من المطارات الأخرى التي تحد من طاقتها الاستيعابية، لكن المملكة المتحدة تعرضت للضربة الأقوى مقارنة بنظيراتها في القارة، وذلك نظراً لضعف عدد الباحثين عن عمل، ومحدودية المعروض من العمالة الأوروبية، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

علاقة متوترة

الصورة

أثار خلاف هيثرو وشركة «طيران الإمارات» احتمال حدوث خلافات مع شركات طيران أخرى مترددة في كبح تدفقات الركاب، بعد عامين من قيود السفر الدولي. وأعلنت طيران الإمارات استعدادها ورغبتها في العمل مع المطار لتصحيح الوضع، خلال الأسبوعين المقبلين للحفاظ على توازن الطلب والقدرة الاستيعابية، ومنح الركاب رحلات سلسة وموثوقة عبر مطار هيثرو هذا الصيف. ووفقاً لبيان مشترك، حددت طيران الإمارات المزيد من المبيعات على رحلاتها من مطار هيثرو حتى منتصف أغسطس/ آب المقبل، لمساعدة المطار على زيادة موارده وتعديل السعة.

كانت علاقة المطار بشركات الطيران متوترة بالفعل، بعد أن حاولت زيادة الرسوم بنسبة تصل إلى 95% مقارنة بمستويات ما قبل كوفيد للتعويض عن الوباء. وأدت الخطة إلى اتهام ويلي والش، الرئيس السابق للخطوط الجوية البريطانية، مسؤولي المطار بأنهم «لا يملكون أي عقل تجاري». وهنا تعلق صناعة الطيران بين المطرقة والسندان؛ حيث الخيارات محدودة، بما في ذلك المطارات التي تكافح لتوظيف العمال بسرعة كافية مع انتعاش الطلب، وخصوصاً بعد أن وجد الموظفون في المطار فرص عمل مفضلة في أجزاء أخرى من الاقتصاد، بدلاً من العودة إلى وظائفهم القديمة في المطارات أو على متن الطائرات.

ذكر محللو وكالة فيتش للتصنيف الائتماني هذا الأسبوع بأن متطلبات التصريح الأمني الصارمة في هذا القطاع، وانخفاض مجموعة المرشحين القادرين على الوفاء بمعايير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أدت إلى تباطؤ عمليات التوظيف في المطارات وشركات الطيران في المملكة المتحدة. وهذا يعني أيضاً أن المطارات وشركات الطيران بحاجة إلى زيادة الأجور، وتقديم المزيد من الحوافز لجذب الموظفين، وزيادة التكاليف والضغط على الهوامش.

- الدفاع عن النفس

في حين أن الوضع لا يحسد عليه، تتهم شركات الطيران مطار هيثرو بالفشل في توقع قفزة كبيرة في الطلب على الإجازات الأجنبية بمجرد إلغاء قيود كوفيد. وقلل جون هولاند كاي، الرئيس التنفيذي للمطار، من أهمية الزيادة الكبيرة في الحجوزات في إبريل/نيسان، قائلاً: «إن الكثير من الطلب جاء من الأشخاص الذين يصرفون الكوبونات أو يقومون برحلات مؤجلة». كما حاول إلقاء بعض اللوم على شركات الطيران، بحجة أنها لا تملك عدداً كافياً من العمال، لا سيما عمال المناولة الأرضية، وتحميل الحقائب وتفريغها. وفي الشهر الماضي، قال هولاند، إن الأمر قد يستغرق 18 شهراً أخرى حتى يعود القطاع إلى طاقته الكاملة.

لكن وبينما يقول المعنيون في هيثرو، إنهم جادون في توسيع نطاق التوظيف، وبأن المطار سيوظف قريباً العديد من الأشخاص الذين يعملون في مجال الأمن كما فعل قبل الوباء، فلا يوجد ضمان بأن الطلب سيظل مرتفعاً بعد فصل الشتاء الذي شهد ارتفاعاً قياسياً في أسعار الطاقة وتكاليف الغذاء.

بدوره قال روب موريس من شركة «سيريوم» المتخصصة في حلول الطيران: «بالنسبة لمطار هيثرو وبقية صناعة الطيران، أعتقد أنه من الأساسي التركيز على صيف 2023 على الرغم من أن التوقعات الاقتصادية القاتمة تجعل من الصعب للغاية التنبؤ بالطلب».

يضيف الخلاف الحاصل الشعور بالإحباط حول السفر الجوي في وقت كان من المتوقع أن تنعكس فيه جوانب من حريات ما قبل كوفيد. وبدلاً من ذلك، أصبح موسم العطلات الصيفية يهيمن عليها صور الركاب النائمين المحتشدين في طوابق صالات المطار بانتظار بارقة أمل جديدة.

(بلومبيرج)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"