التدريب الميداني

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين

غالبية خريجي الجامعات وبمختلف التخصصات يواجهون صعوبات في بداية الالتحاق بسوق العمل لأسباب عديدة أهمها ضعف مستوى التدريب العملي والميداني الذي يؤهل الخريج ليكون جاهزاً للالتحاق بالوظيفة، فالكثير ممن يحظون بوظائف بعد التخرج يلمسون أن هناك فرقاً بين ما تلقوه خلال سنوات الدراسة من معلومات نظرية، وما يمارس على أرض الواقع لمتطلبات الوظائف التي ينخرطوا بها.
الجامعات تفرض على طلبتها التدريب العملي كمتطلب أساسي للتخرج في السنة الأخيرة من الدراسة وعادة ما يكون لعدة أسابيع يقضيها معظم المتدربين من الطلبة في أقسام الاستقبال في المؤسسات والجهات التي توافق على تدريبهم، ويشعر المتدرب أنه لم يستفد شيئاً من التدريب سوى الشهادة التي يحصل عليها في نهاية التدريب لتقديمها للجامعة لإتمام عملية التخرج.
هذا الواقع المؤلم لنسبة كبيرة من خريجي الجامعات يتطلب من وزارة التربية والتعليم / قطاع التعليم العالي، إعادة النظر في موضوع التدريب العملي والميداني، بحيث يكون من السنة الثانية لالتحاق الطالب بالجامعة، وهنا تتحمل الجامعات والمؤسسات والشركات مسؤولية كبيرة في هذا الجانب لجهة التعاون في إعداد برنامج تدريب حقيقة لطلبة الجامعات تستمر لفترات طويلة بحيث تؤدي في النهاية إلى تأهيل الخريج ميدانياً ويكون قادراً على الالتحاق بالوظيفة فور التخرج.
العديد من المؤسسات والشركات تستغل أوضاع الخريجين الجدد في استقطابهم بعد التخرج لشغل العديد من الوظائف بحجة التدريب لعدة أشهر وبراتب رمزي، وفي حال نجاح الخريج في ممارسة الوظيفة على الوجه الأكمل يتم تعيينه، وقد يستمر العديد من الخريجين في هذا الحال لشهور طويلة تستمر لأكثر من عام، ومن ثم تعتذر له المؤسسة أو الشركة لعدم إمكانية التوظيف، وتلجأ إلى خريجين جدد آخرين بنفس الطريقة.
ثل هذه الشركات وجدت في هذه الممارسة غير المقبولة توفيراً كبيراً في العمليات التشغيلية لجهة الرواتب الشهرية وعدم تحمل تكاليف الإقامات وأي مصاريف أخرى، وذلك بالاعتماد على خريجين جدد في عملها اليومي بدلاً من موظفين متفرغين، وفي النهاية الخريج هو من يدفع الثمن بقضاء وقت طويل في التدريب الميداني على أمل الحصول على وظيفة تصبح في نهاية التدريب كالسراب، فمن يضع حداً لهذه التجاوزات التي تسلكها العديد من الشركات غير المبالية التي همها الوحيد كسب الأرباح مهما كانت النتائج، دون تحملها أدنى مسؤولية تجاه الخريجين الجدد، وهل حان الوقت لآلية جديدة للتدريب الميداني للخريجين لمنع هذه التجاوزات؟.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"