عادي
الذهاب إلى حضن العائلة حاجة أساسية

السفر.. شغف برؤية الأهل ووجهات جديدة

23:31 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1

الشارقة: زكية كردي

السفر في عرف عدد كبير من المقيمين في الإمارات، لا يعرف إلا وجهة واحدة ولسنوات طويلة، يحمله الشوق إلى وطنه وأهله، مبتعداً به عن كل الخيارات الأخرى التي يتوق إليها، ولا يجد إليها سبيلاً، كونها تأتي في الدرجة الثانية على سلم أولوياته، فالذهاب إلى حضن العائلة حاجة أساسية، لكن تبقى الحاجة إلى وجهات جديدة تكسر الروتين.

تقول ملك حوراني، ربة منزل: «عام كامل بعيداً عن الأهل وأحياناً عامين وأكثر، من الصعب أن أفكر بسعادة أخرى غير رؤيتهم والاستمتاع بقربهم، لا شك في أن لدي رغبة بزيارة بلدان أخرى حول العالم غير بلدي الأم سوريا، لكن هذا ليس أولوية بالنسبة لي، خصوصاً أن السفر يحتاج إلى ميزانية كبيرة مع طفلين، لهذا من الصعب التفكير بالسفر إلى وجهات أخرى والسفر لأكثر من مرة في العام».

1
أحمد فاروق

ويفكر خالد الصالح، مدير محل ألبسة، أن في كل سنة يفكر بالسفر إلى وجهات أخرى غير وطنه الأم، إلا أنه مع اقتراب موعد الإجازة وتصاعد وتيرة أشواق الأهل وانتظارهم يجد نفسه ينسى هذه الرغبة، ويقول: «السفر رغبة وحالة نفسية ومزاجية قبل كل شيء، لهذا عندما أشتاق إلى أجواء بيتنا والأهل والأوقات الجميلة التي أعيشها مع الأهل والأصدقاء، أشعر بأن هذه الصورة تطغى على أي رغبات أخرى، وأي فضول باكتشاف أماكن جديدة، ربما يجب أن أشبع هذه الحاجة إلى رؤية الأهل أولاً لأتمكن من الاستمتاع بأشياء أخرى».

السلوك نفسه يفعله أحمد فاروق، صاحب شركة إدارة تسويقية وعلاقات عامة، حيث يسافر مرتين كل عام، مرة إلى بلده الأم مصر، ومرة إلى وجهة أخرى يستمتع خلالها باكتشاف ثقافات وحضارات جديدة، ويقول: «هذا الروتين يشعرني بالتوازن، سافرت إلى بلدان عدة مثل الهند وتركيا ولبنان وغيرها، وكل مرة أشعر بالتجدد، فعيش تجارب مختلفة وكسر النمط حالة ضرورية وممتعة».

وقد يكون السفر محكوماً بوجهتين بحكم اختلاف جنسية الزوجين، كما هي الحال مع هدى بلخناتي، ربة منزل، فتسافر مرة إلى المغرب، لزيارة أهلها ومرة إلى سوريا لزيارة أهل زوجها، وتقول: «هذا التقسيم ينطوي على شيء من التنوع والتغيير، كوننا لا نكرر الوجهة التي نقصدها، خصوصاً أننا نتعمد التخطيط لرحلتنا كل مرة، فنحاول أن نخلق تفاصيل جديدة، نزور مدناً جديدة لم نرها من قبل خلال الإجازة، ونرضي حاجتنا لرؤية الأهل والاستمتاع بقربهم أيضاً».

وتضيف أن الأمر يبدو مناسباً أكثر برفقة الصغار، لكنها ترغب في تغيير هذا المخطط واختيار وجهات جديدة بعيداً عن قيود الواجبات العاطفية.

ولعل التفكير بالسفر إلى وجهات أخرى غير الوطن يعود للظروف، خصوصاً الظروف المادية، والعروض المتاحة، حسب أمينة محمد، مدرسة، وتقول: «لا شك أن التعلق بفكرة السفر إلى الوطن الأم كل مرة مرتبط بوجود الأب والأم بالدرجة الأولى، فمن فقدهم لن يكترث للأمر، وهناك معطيات أخرى تحكم التخطيط للسفر لها علاقة بالقدرة المادية والفضول، نتيجة الاطلاع على تجارب الآخرين».

أما بالنسبة لبحر حيدر، موزع موسيقي، فيجد أن فكرة السفر تنطوي على الحرية، لهذا يفضل السفر وحيداً من دون أهله، ويختار وجهات مختلفة وجديدة كل مرة، ويقول: «السفر لي مقرون بالاستكشاف، لهذا أحب أن أسافر كل سنة إلى بلد جديد، أبحث أولاً على مواقع التواصل وأشاهد مقاطع فيديو عن البلد الذي أنوي السفر إليه، وأحب كثيراً التعرف إلى أناس جدد في كل مرة أسافر فيها، كما أحب أن أشعر بالحرية، لهذا لا أحبذ السفر برفقة أحد، أحب أن أحظى بهذه المساحة برفقة نفسي، ومن أكثر البلدان التي أسافر إليها وأحبها يذكر مصر وجورجيا وتركيا».

وتقول سحر الغزي، ربة منزل: يعتبر السفر من ضروريات الحياة، فالإنسان بحاجة إلى هذا الفاصل الذي يعيشه في حياة مختلفة خارج إطار حياته المعتادة والمكررة.

وتضيف: «أحب السفر وأجد متعة كبيرة بالتعرف إلى الثقافات الأخرى، أحب زيارة المتاحف والقصور في البلدان التي أقصدها، وأحب أن أعيش تجربة حياة الناس في البلد الذي أسافر إليه وأشعر بروح المكان وحضارته».

وتضيف أنها بعد أن أشبعت فضولها بالسفر حول العالم، فقد سافرت إلى فرنسا وإيطاليا وألمانيا وأمريكا وغير من الدول، أصبحت في السنوات الأخيرة تجد راحتها في تركيا فتتقصدها كل صيف لتأنس بالطبيعة والروح الجميلة التي تطغى على مدينة إسطنبول العريقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"