عادي

السفر يبدأ بالنية وينتهي بركعتين

23:11 مساء
قراءة 3 دقائق

السير في الأرض من الأمور التي حثنا عليها المولى عز وجل في قوله تعالى: «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ»، العنكبوت 20، وسواء كان السفر لطلب الرزق أو العلم أو التنزه والسياحة أو العلاج، فإن فيه من الفائدة الكثير، كما أن له آداباً وقواعد أخلاقية اعتنى بها الإسلام حتى يكون المسافر خير سفير لدينه.

ويجمل أحمد عبدالمتعال فى كتابه «آداب الأسرة المسلمة» أموراً عدة تندرج تحت مصطلح «الإتيكيت» في السفر أبرزها:

أولاً: النية الحسنة، إن كان هذا السفر لزيارة قريب أو صديق أو كان للترويح، فيؤجر على كل خطوة يخطوها، وكل عمل يعمله، ففي الحديث: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه»، متفق عليه.

ثانياً: إذا خرج المسلم من بيته، سواء لسفر أو لغيره، ينبغي أن يقول: «بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله».

ثالثاً: يستحب عدم سفر المسافر بمفرده إلا للضرورة، وإذا كانوا جماعة فليؤمروا عليكم أحدهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم، ما سار راكب بليل وحده»، أخرجه البخاري، ولقوله: «إذا خرج ثلاثة في سفرٍ فليؤمروا أحدهم»، أخرجه أبو داود.

رابعاً: يستحب للمسافر إذا ركب السيارة، أن يقول دعاء الركوب، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفرٍ، كبر ثلاثاً، ثم قال: «سُبْحَانَ الَذِي سَخَرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَا إِلَىٰ رَبِنَا لَمُنقَلِبُونَ»، الزخرف 13و 14، «اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعُوذُ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل، وإذا رجع قالهُن وزاد فيهن: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون»، أخرجه مسلم.

خامساً: إذا علا المسافر مرتفعاً فليقل: الله أكبر، وإذا انحدر في منحدر فليقل: سبحان الله.

سادساً: إذا نزل المسافر في مكان فليقل: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»، فلا يضره شيء، بإذن الله تعالى، من الهوام والسباع والدواب وغيرها حتى يرتحل.

سابعاً: أن يحافظ المسافر على صلاة الفرائض، وخفف الله تعالى على المسافر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، وبإمكانه أيضاً إذا شق عليه أن يصلي الصلاة في وقتها الجمع بين الصلاتين، فيجمع بين الظهر والعصر، ويجمع بين المغرب والعشاء.

ثامناً: قد يواجه المسافر رياحاً وأعاصير فلا يَسُب الريح، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الريحُ من روح الله، فروح الله تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها»، أخرجه أبو داود.

تاسعاً: إذا رأى المسافر مبتلى في نفسه أو أهله أو في ماله فليقل كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً»، أخرجه الترمذي، فإن ذلك الشر بإذن الله لا يصيبه.

عاشراً: إذا دخل المسافر البلد ونوى الاستقرار فيه مدة طويلة فليتم صلاته، ولا يعتزل وحده ويصلي، وينبغي أن يصلي بصلاتهم، فلا يقصر الصلاة ويكتفي بركعتين وهم يتمونها أربع ركعات.

إحدى عشر: يحافظ المسافر على السنن المطلقة كركعتي الضحى وركعة الوتر وركعتي سنة الفجر أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم.

اثنا عشر: استحباب رجوع المسافر إلى أهله إذا قضى حاجته، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته، فليُعجل إلى أهله»، أخرجه البخاري.

ثلاث عشر: استحباب الراجع من السفر أن يصلي في المسجد ركعتين، فعن كعب بن مالك، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس»، أخرجه أبو داود.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/32k8m8cx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"