«التربية» أساس البناء

00:29 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

ليست التربية أمراً عادياً نفعله كما نفعل أياً من حاجاتنا اليومية؛ التربية هي التي تصنع الإنسان الذي يواجه الحياة.. والتعلّم ضرورة قصوى، لكن التربية أكثر أهميةً، فقد تكون حيازة شهادة ما، في تخصّص معيّن، أمراً ضرورياً وباعثاً على الزهوّ، ومفتاحاً لولوج الأعمال، وكسب الرزق؛، لكن ما فائدتها، إذا لم تحصّنها تربية عميقة صحيحة، لأن هنالك أموراً ومزايا كثيرة، يجب أن يمتلكها الشباب، ليتمكنوا من إيجاد ذواتهم في خضمّ الحياة.
فنحن كثيراً ما نصادف في قاموس الحياة اللغوي، الكثير من المفردات الاصطلاحية التي تحمل المعاني المتعددة الألوان، ولو ظاهرياً، منها «الحياة الاجتماعية»، وهي عبارة لها معادلاتها في كل مجتمع من المجتمعات، لأن لكل منها أفكاره وعاداته وتقاليده، ومن ثمّ فإن الحفاظ على كثير من هذه العادات والتقاليد، والتمسّك بها، أمران يعطيان إنساناً منتجاً مبدعاً، يُعوّل عليه في بناء مستقبل الوطن.. وإذا قلنا الحفاظ على كثير منها، فإننا نعني أن بعض هذه العادات تقادم عهدها، ولم تعد تصلح لهذا الزمن  بما فيه من تطوّر وانفتاح ومعرفة.
هناك كثُر ممّن يصفون أنفسهم بالانفتاح والانطلاق والعصرية، دون أن يعرفوا حقيقة أنفسهم في ذلك.. فمن الجميل أن نلتقي في مناسبات الأفراح والأتراح، لأنها تولّد المحبة والألفة، لكن الأجمل أن تكون هذه اللقاءات فرصاً لإثارة المسائل التي تهمّ الوطن والمستقبل؛ صحيح أن كثيراً من المؤسسات والهيئات تنظم ندوات وورشاً، لتدارس عدد من الموضوعات، لكن تلك اللقاءات العفوية تطرح قضايا تفصيلية تهمّ الإنسان العادي الذي يملك بصيرة، ومن ثم سيطرح الكثير من التساؤلات التي تبحث عن إجابة.
 وهكذا عندما تتقاطع أفكار الأفراد الذين يملكون الوعي والحكمة في مناقشة مسألة معيّنة تهمُّ المجتمع، فلا بدّ أنهم واصلون إلى حلّها، أو إيصالها إلى المعنيين الذين لن يقصّروا في اجتراح الحلول لها.
من هذا المنطلق، نقول إن التربية هي الحصن المنيع الذي يحمي جيلنا .
وليس من فراغ أن تسبق كلمة «التربية» التعليم في تسمية الوزارة؛ فهي «التربية والتعليم»، وهذه هي المهمة التي حملها على عواتقهم قادة هذا الوطن، بأن النشء يحتاجون إلى التربية أولاً، ومن ثم يسبرون أغوار التعليم بثقة واطمئنان. 
فلنربّ أبناءنا على القيم الفاضلة والأخلاق القويمة، لأنّهم المعوّل عليهم في بناء مستقبل مشرق حافل بالازدهار والإبداعات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"