بركتنا

01:23 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

النظر إلى المستقبل لا يعني إدارة الظهر للماضي، والأكثر تفكيراً في المستقبل واستعداداً له هو الأكثر تكريماً للماضي واحتراماً له، والسفر إلى المستقبل لا يكون إلا عبر بوابة الحاضر والماضي وإلا فإنه يكون بمثابة سفر إلى مجهول مظلم أو قفز في الفراغ يمكن أن ينجم عنه سقوط في القاع.

دولة الإمارات تخطو واثقة إلى المستقبل وتؤهل الناشئة والشباب له عبر التعليم والتدريب والتطور والاطلاع على أحدث علومه والتعرف إلى أدواته المتوقعة والتي في طور التصنيع والتجريب، وفي المقابل تكرم الماضي وتذكر بفخر واعتزاز الآباء والأجداد في كل مناسبة، وتكرم الكبار وتقدم لهم الرعاية التي تليق بعطائهم وكفاحهم، حتى وصلت إلى مكانتها الحالية وأصبح أبناؤها محل الاحترام والتقدير في أي مكان يزورونه، وفي أي موقع يخدمون الإنسانية من خلاله.

اختارت الإمارات أن تطلق على كبارها «كبار المواطنين»، فهم الكبار قيمة وقامة، وهم من وضعوا قواعد المجد الإماراتي، وهم من زرعوا القيم ونشروا المبادئ بين الأبناء والأحفاد، وهم من كرسوا الانتماء للوطن واحترام قوانينه وتقدير قيادته وحكامه في الأجيال المختلفة.

أوجه تكريم كبار المواطنين متعددة ومتلاحقة على مدار العام، ومؤخراً أطلقت مؤسسة التنمية الأسرية بطاقة «بركتنا» لكبار المواطنين، ومن في حكمهم، تحت شعار «كبار في الخبرة وكبار في العطاء»، انطلاقاً من رؤية ورسالة المؤسسة ومجالات اهتمامها المتمثلة في الدعم المتكامل والشامل للكبار، وتعزيز الصلة بهم، وتوعية الأسر باحتياجاتهم النفسية والصحية والاجتماعية والاقتصادية.

لأن الإمارات تقدّر أيضاً الكبار من غير أهلها الذين قضوا حياتهم في خدمتها، تُمنح «بطاقة بركتنا» لكبار المواطنين والمقيمين «60 سنة فأكثر» المسجلين في قاعدة بيانات المؤسسة. وتهدف «بطاقة بركتنا» إلى حصر كل الخدمات المقدمة لكبار المواطنين، ومن في حكمهم ضمن منظومة عمل واحدة تسهل استفادتهم منها، وتعريف كبار المواطنين بالخدمات والتسهيلات المتوافرة والمقدمة لهم في كل القطاعات على المستويين، المحلي والاتحادي، إضافة إلى توفير تسهيلات وخصومات لكبار المواطنين من القطاعات المختلفة لتحسين جودة حياتهم.

الإمارات تحرص على تعريف الكبار بأحدث منجزاتها العلمية والحضارية، لذا نظم مركز «سعادة كبار المواطنين» بعجمان، التابع لوزارة تنمية المجتمع، رحلة تثقيفية لكبار المواطنين والمواطنات منتسبي النادي، إلى «مركز محمد بن راشد للفضاء»، للتعريف بالخدمات التي يقدمها المركز، وبمكانة الدولة على خريطة الفضاء العالمي.

استكشاف الفضاء من علوم المستقبل، وصعود الإمارات إلى الفضاء بجانب برامجها المختلفة فيه أخذ الدولة إلى المستقبل، ولأنها دولة تحترم كبارها فهي تسافر للمستقبل آخذة معها بناة الماضي وواضعي اللبنة الأساسية لازدهار الدولة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"