عادي

نوبات الحرارة والجفاف المتطرفة

22:37 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

(سيانتفيك أمريكان)

يمكن لتزامن أحداث الطقس المتطرفة مثل موجات الحرارة أو الجفاف، أن يتسبب في زعزعة استقرار النظم الاجتماعية والاقتصادية، وقد يؤثر في مدى قدرة القطاعات الحيوية على توفير الخدمات الضرورية للسكان، وفقاً لنتائج دراسة جديدة نُشرت في دورية «بلوس كلايميت».

وفي الدراسة التي أعدها باحثون في جامعة زيورخ السويسرية، حلل المؤلفون الكيفية التي تؤثر بها النوبات الشديدة للحرارة والجفاف، وطرق انتشارها عبر قطاعات مختلفة مؤثرة في حياة المجتمعات البشرية، بما يشمل الأمن الإنساني، والخدمات الصحية، ومستوى الرفاهية، خاصة مع تزايد تأثيرات تغير المناخ، وسعي العديد من بلدان العالم لاتخاذ إجراءات حماية ووضع خطط مرنة للتكيف مع هذه الآثار والتخفيف منها.

وقالت لورا نيجيل، باحثة الدكتوراه في قسم الجغرافيا بجامعة زيورخ: «وجدنا أن التأثير المتزامن لكلٍّ من الحرارة والجفاف كان حاسماً للعديد من الأنظمة والقطاعات، وحددنا شبكةً مترابطةً من القطاعات التي تتفاعل بطرق مباشرة وغير مباشرة وتسبب خسائر وأضراراً إضافيةً للعديد من القطاعات الأخرى»، وتشمل القطاعات الصحة والطاقة والزراعة وإنتاج الغذاء. ووجد الباحثون أن التأثيرات المتتالية الناشئة عن الأحداث المتعاقبة، فضلاً عن أساليب الاستجابة لمثل هذه الأحداث، يمكن أن تنتشر عبر العديد من القطاعات مع عواقب بعيدة المدى على الأنظمة الحرجة، ومن المحتمل أن تكون قادرةً على زعزعة استقرار الأنظمة ذات الصلة اجتماعيّاً، كالتسبُّب في عدم استقرار خطوط إمداد التجارة العالمية، على سبيل المثال، حيث أدت أحداث الجفاف إلى تقليل خيارات الملاحة النهرية، مما حد من نقل البضائع المهمة.

وتقترح الدراسة النظر بشكل منهجي في الترابط بين الأحداث والتأثيرات الناجمة عنها بدلاً من تجزئة تقييم المخاطر إلى أحداثٍ وتأثيراتٍ متطرفةٍ بعضها بمعزلٍ عن بعض، بهدف تحسين القدرة على تكيُّف المناطق المتأثرة ومرونتها، إذ من المحتمل أن تحدث حالات متطرفة غير مسبوقة في المستقبل، وتأثيرات متتالية تتجاوز السوابق التاريخية وتحتاج إلى تحليل دقيق، كدعم أساسي لخطط التكيّف.

ولا تتوقع نيجيل أن تتعرض نتائج الدراسة لانتقادات كثيرة من الباحثين، وتؤكد ضرورة بذل مزيد من الجهود وضخ استثمارات أقوى لتعزيز إجراءات التكيُّف، وتلفت إلى أن الطبيعة المترابطة لمختلِف القطاعات المتأثرة بأحداث الحرارة والجفاف، والطبيعة المتتالية لتأثيرات هذه الظواهر تتطلب تعاوناً بين القطاعات على الصعيدين المحلي والدولي.

ويعمل مؤلفو الدراسة على مشروعٍ متواصل لدراسة المخاطر المتعلقة بالمناخ، وتأثيرات تغيُّر المناخ وخطط التكيُّف مع هذه الآثار، وكذلك على الأخطار الطبيعية الأخرى في مناطق مختلفة من العالم، كما أسهم مؤلفو الدراسة في التقرير الذي نُشر مؤخراً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"