عادي

آخر تطورات الأزمة العراقية.. حرب شوارع في بغداد واستمرار حظر التجول

13:35 مساء
قراءة 4 دقائق

الخليج
تصاعدت حدة الأزمة التي يشهدها العراق منذ، أمس الاثنين، في أعقاب إعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الانسحاب من الحياة السياسية، وما أعقب ذلك من تظاهرات عارمة، واقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء والقصر الرئاسي بالعاصمة العراقية بغداد.
وتجددت المواجهات، الثلاثاء، في بغداد، فيما ارتفعت حصيلة القتلى من أنصار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى 23، على ما أفاد مصدر طبي.

  • اشتباكات وحظر تجول

وأصيب ما لا يقل عن 380 شخصاً في المواجهات العنيفة في المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية على ما أوضح المصدر نفسه. وبعد ليلة هادئة، تجددت صباح الثلاثاء المواجهات العنيفة بين أنصار مقتدى الصدر والجيش العراقي وعناصر من الحشد الشعبي الموالي لإيران.
من جهتها قالت خلية الإعلام الأمني إن المنطقة الخضراء في بغداد تعرضت لقصف بأربعة صواريخ سقطت في المجمع السكني وأسفرت عن أضرار.

وفرضت الحكومة العراقية حظر التجول، مساء الاثنين، في كل أنحاء العراق، وما زال الحظر سارياً، وبقيت المدارس والإدارات العامة والمتاجر مغلقة.
وخلت شوارع بغداد إلا من سيارات قليلة، فيما يسهر الجيش والقوى الأمنية على تنفيذ حظر التجول.
وشهدت المنطقة الخضراء حيث السفارات والمؤسسات الحكومية فوضى عارمة، بعدما أعلن مقتدى الصدر اعتزاله السياسة «نهائياً».
واقتحم آلاف من أنصار الصدر القصر الحكومي المعروف لدى العراقيين بـ«القصر الجمهوري».

  • أزمة سياسية عميقة

ويعاني العراق أزمة سياسية حادة منذ الانتخابات التشريعية في أكتوبر 2021. وفشل أقطاب السياسة العراقية في الاتفاق على اسم رئيس الوزراء الجديد. وما زال العراق أحد أكبر منتجي النفط في العالم، بدون حكومة جديدة أو رئيس جديد منذ الانتخابات التشريعية.
ودعا رؤساء الجمهورية العراقية برهم صالح، والوزراء مصطفى الكاظمي، والبرلمان محمد الحلبوسي، والقضاء الأعلى فائق زيدان، إلى التهدئة وإيقاف التصعيد السياسي واعتماد الحوار لإنهاء الخلافات الحالية.
وذكر بيان رئاسي أن اجتماع الرئاسات أكد أن «الحفاظ على الأمن والاستقرار والمسار الديمقراطي والدستوري في العراق هو واجب جميع العراقيين، كما هو واجب مؤسسات الدولة والقوى السياسية الوطنية»

  • ضرورة الإصلاح

وشدد الاجتماع على ضرورة أن يأخذ الحوار الوطني مداه لمناقشة كل ما من شأنه ترجمة تطلعات شعبنا الكريم إلى واقع فعلي». ودعا لتحسين بيئة العلاقات بين القوى السياسية المختلفة على قاعدة المصلحة الوطنية العليا، وعلى أساس مقتضيات الإصلاح بمستوياتها العديدة».

وأكد الرئيس برهم صالح، أن «الظرف العصيب الذي يمر ببلدنا يستدعي من الجميع التزام التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد، وضمان عدم انزلاق الأوضاع نحو متاهات مجهولة وخطيرة يكون الجميع خاسراً فيها». ودعا المتظاهرين إلى «الانسحاب من المؤسسات الرسمية، وفسح المجال أمام القوات الأمنية في القيام بواجبها في حفظ الأمن والنظام والممتلكات العامة».

  • حالة إنذار قصوى

كما دعا رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى ضبط النفس. وذكر في بيان أن «التطورات الخطيرة التي جرت تؤشر إلى خطورة النتائج المترتبة على استمرار الخلافات السياسية وتراكمها». وفي وقت لاحق أمر الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة، بدخول جميع القطعات العسكرية في حالة الإنذار القصوى.
وذكرت قيادة عمليات بغداد أن الكاظمي دعا إلى تواجد جميع القادة والآمرين العسكريين على رأس قطعاتهم العسكرية والتحاق كل المجازين.
جاء ذلك بعد ترؤسه اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية بمقر العمليات المشتركة، لمناقشة الأحداث الأخيرة ودخول المتظاهرين للمؤسسات الحكومية. وجدد الكاظمي بحسب بيان حكومي «توجيهاته للقيادات الأمنية بالالتزام التام بالتعليمات السابقة في ما يخص حماية أرواح المتظاهرين، والحفاظ أيضاً على الممتلكات العامة والخاصة، ومنع التجاوز على المؤسسات الحكومية من قبل أي طرف كان».

  • نداء البعثة الأممية

بدورها، دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، جميع المتظاهرين إلى مغادرة منطقة بغداد الدولية على الفور، وإخلاء جميع المباني الحكومية والسماح للحكومة بمواصلة مسؤولياتها في إدارة الدولة في خدمة العراق. وقالت البعثة في بيان، إن «تطورات اليوم تصعيد خطير للغاية، ويجب أن تعمل مؤسسات الدولة من دون عوائق لخدمة الشعب العراقي في جميع الظروف وفي جميع الأوقات، وسيتبين الآن أن احترام النظام الدستوري أمر حيوي».

وحثت البعثة الأممية الجميع على «التحلي بالسلام والتعاون مع قوات الأمن والامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى سلسلة من الأحداث لا يمكن وقفها»، داعية «جميع الأطراف السياسية إلى العمل على تهدئة التوترات واللجوء إلى الحوار، باعتباره الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات». ورأت أنه «لا يمكن أن يكون العراقيون رهينة وضع لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن تحمّله وإن بقاء الدولة ذاته على المحك».

  • تعليق رحلات جوية

وأعلنت كل من طيران الإمارات وفلاي دبي تعليق رحلاتهما من دبي وإلى بغداد بسبب تطورات الأوضاع الحالية.
وقال متحدث باسم فلاي دبي: نظراً لتطورات الأوضاع في بغداد، تم إلغاء رحلات فلاي دبي من وإلى بغداد في 30 و 31 أغسطس. سنواصل مراقبة الوضع عن كثب. يُنصح المسافرون الذين اشتروا تذاكر سفر إلى بغداد بالتواصل مع مركز الاتصال في فلاي دبي، أو متاجر السفر التابعة لفلاي دبي أو شركاء السفر المحليين، لإعادة الحجز على الرحلة التالية المتاحة أو استرداد قيمة التذكرة.
ومن جهته، قال متحدث باسم طيران الإمارات إنه تم «تعليق رحلات طيران الإمارات إلى بغداد والبصرة حتى إشعار آخر».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5hevzb5b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"