د. منى تهلك
جودة الهواء مهمة لصحة الإنسان، إلا أنها باتت مشكلة في كثير من أرجاء العالم تهدد الصحة العامة بسبب التلوث. منظمة الصحة العالمية، قالت: «إن بعض التقديرات تفيد بأن التعرض لتلوث الهواء يتسبب كل عام في حدوث 7 ملايين وفاة مبكرة، ويؤدي إلى فقدان ملايين إضافية من سنوات العمر الصحية.
ويمكن أن يسبب عند الأطفال قصوراً في نمو الرئتين ووظيفتهما، والتهابات الجهاز التنفسي، وتفاقم الربو. أما عند البالغين، فإن أمراض القلب الإقفارية والسكتة الدماغية التي تعد من الأسباب الأكثر شيوعاً للوفاة المبكرة، فترتبط بتلوث الهواء خارج المباني، وقد بدأت تظهر أيضاً أدلة على تأثيرات أخرى مثل داء السكري والأمراض العصبية. وهذا ما يجعل عبء المرض الذي يُعزى إلى تلوث الهواء، مماثلاً للمخاطر الصحية العالمية الرئيسية الأخرى مثل اتباع نظام غذائي غير صحي وتعاطي التبغ».
في الحقيقة وأنا أقرأ هذه الكلمات الصادرة من أهم منظمة صحية في العالم، ألمس ما تعيشه الإمارات بصفة عامة، ودبي تحديداً، من عناية فائقة بالبيئة، وانتشار المساحات الخضراء التي تنمّ عن وعي عند التخطيط والبناء سابق لمشكلة التغير المناخي، حيث تم الحرص مبكراً على أن تكون الإمارات خضراء، للمساهمة في تدني وانعدام تلوث الهواء، فتم التشجير وانتشار المساحات الخضراء، وشاهدنا المشاريع الحيوية المهمة التي شُقت لها قنوات مائية، وقد أضفت على البيئة نقاء وأسهمت حتى في نمو حياة فطرية متنوعة، فضلاً عن انتشار المحميات.
دون شك فإن الوعي البيئي لدى القيادة الإماراتية في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، واضح، وهو نهج مستمد من الآباء المؤسسين، حيث كان الحرص ماثلاً منذ تأسيس الإمارات، وقيام اتحادها القوي، على البيئة والزراعة، فتم تحويل المساحات الشاسعة من القفار الجرداء إلى واحات خضراء، والأحياء الحضرية تتوسطها الحدائق والأشجار.
وأستطيع القول إن ما نعيشه في الإمارات، من نقاء في الهواء، وجودة في البيئة، هو حصاد لعمل بدأ منذ اللبنات الأولى لقيام دولتنا، وما نعيشه هو بفضل هذه الرؤية المبكرة السابقة لزمنها، وما عززها ومنحها القوة، هو مواصلة هذا النهج حتى باتت الإمارات بيئة نقية خضراء، ومثالاً ناصعاً لجودة الحياة والهواء.
استشاري أمراض نساء وولادة
مدير تنفيذي مستشفى لطيفة
