المدة المتبقية

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

كثيراً ما نطرح على أنفسنا تساؤلات عدة؛ منها ما يتعلق بالمدة المتوقعة للوصول إلى اللحظة التي نحقق فيها أحلامنا، ومنها ما يتعلق بالمسافة المتبقية من الطريق، هل نحن نقترب أم نبتعد؟، أو إذا ما كانت تلك الطموحات والأحلام واقعية، أو أنها مجرد مبالغات حالمة؟ الذي لا ندركه في أغلب الأحيان أن الكثير من الناس يصلون إلى أماكن لم يتوقعوا الوصول إليها عند بدء أعمالهم، لتحقيق غاياتهم وأهدافهم.
أمانسيو أورتيغا عندما قام بالعمل في محل لصناعة القمصان، على الرغم من المصاعب الكثيرة التي كانت تحيط به، كونه نشأ في عائلة فقيرة، فإنه لم يتوقع أنه سيصبح لاحقاً مالك سلسلة كبيرة من أشهر الماركات العالمية التي تُدعى «زارا». العديد من أغنى الأشخاص في العالم كانوا أصحاب أحلام كبيرة، لكن مجريات الحياة لم تكن متوقعة بالنسبة لهم. نحن نستلهم المستقبل ونخطط له، لكننا لسنا متأكدين تماماً من بلوغه وفق رؤيتنا، ووفق توقعاتنا التي نريدها، بمعنى أن مسيرتنا نحو الغد ليست عبارة عن رسم الأحداث وكتابتها كأنها رواية، لكن يمكننا بذل جهدنا مع القناعة بأن النتائج ليست بأيدينا دوماً.
يقول عالم النفس الأمريكي ميهالي كسيسنتميهالي: «إذا اتفقنا على أن الهدف الأساسي للحياة هو السعادة وليس النجاح، فمن المنطقي تماماً أن نقول إن المهم هي الرحلة وليس الوصول إلى الوجهة». من أكثر الأمور الكفيلة بتغيير حياتك، عدم ربط سعادتك ورضاك بالوصول إلى وجهتك؛ بل ربطها بالاستمتاع بالرحلة خلال ذلك، كالأوقات التي تحاول فيها إنجاز عمل ما، أو تجربة أمر جديد، أو بدء مشروع أو بناء علاقات، إنها رحلة يجب علينا استشعار المتعة فيها.
إن الفكرة تكمن في عدم التفكير بالنهايات والمدة المتبقية ما دام ذلك لن يعود بالنفع على الشخص، فنحن البشر بطبيعتنا لا نكتفي من السعي والرغبة؛ لذلك عند ربط سعادتك بمحطة معينة قد تعيش في تعاسة أبدية، هنالك لذة في الوصول إلى محطات بحياتنا، وشعور جميل عند تحقيق الأهداف، لكن يجب أن نستشعر اللذة في الطريق أيضاً.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr4e2mmy

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"