من هي المرأة؟

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

في متابعة صامتة للأسابيع الماضية، لاحظت أن الكثيرين تناولوا موضوع المرأة، تزامناً مع الاحتفالات، وزاد اللغط بسبب بعض الدخلاء الحقيقيين على مجتمعنا من النساء، ولن أربطهم بجنسية أو ثقافة أو تربية، ولن أعير ما يقومون به، أو يتحدثون به قيمة لأنه الغث، الزبد الذي لا قيمة له.
 أريد أن أخبركم من هي المرأة التي نفخر بها: المرأة على أرض الأمارات: هي الجدة، هي الأم التي تعبت وربت أعواماً جيلاً بعد جيل، كانت في بيتها سيدة محترمة، تحث أبناءها على التعلم، والدين، علمت بناتها فضل الحشمة وأن تكون هي ابنة الوطن، هي التي لم تتذمر قديماً من شح العيش وحمدت الله كثيراً على يسر الحال، صمدت مع الرياح العاتية كزوجها في غياهب البحر، وسردت القصص ذات القيم والحقائق لجيل ينشأ، عززت فيهم الوفاء والإخلاص والتضحية دونما تردد لهذه الأرض وأهلها. هي الأصل والأصول والخلق والأخلاق والحب والأمن والأمان.
المرأة على أرض الإمارات: ذات قيم، تربية، حشمة وعفاف، ذات صورة خيالية في نظر العالم، لها قيمتها حين تحل في مكان، ولها صوتها المسموع مدوياً عالياً في أي محفل، هي الهوية المشرفة بملبسها لكل امرأة عربية احترمت عقلها وتعلمت، أدركت أن الوطن هو أغلى ما تملك فلم تتهاون في كيفية تمثيله، في صوتها، في شكلها، في حديثها ولباقتها، في صورتها النظيفة من كل الشوائب المغررة، هي الوهج المتألق في كل ميدان، والتميز الذي لا يحتاج الى براهين أو أدلة.
المرأة: هي المتفانية، الساهرة على خدمة بيتها، والمتألقة صباحاً في عملها، مشروعها، هي القارئة والكاتبة، هي الطبيبة، والمعلمة والمهندسة، وكل التخصصات، هي صاحبة الرؤية المتواضعة السلسة، والاجتهاد ونبذ الإحباط، والصدق في ما تقدم والعفوية فيما تنجز، هي جوهر ثمين غال لا ترخص لأحد، وهي الحضن الدافئ لحقها في الحياة، هي أنموذج يتباهى به الرجل في الداخل والخارج، وهي أمة كاملة في شخصها، هي من نفخر بها وبإنجازاتها، هي التي لم تغرها الحياة بل تعلمت أن تكون مدركة واعية تأخذ ما يناسب تربيتها وحياتها، هي الصديقة والأخت والحبيبة الراقية التي لا تجزع. هي التحدي الذي يأخذك لأبعاد مفاجئة، وهي التي إن جار الوقت صارت مختلفة، ومتأقلمة، صابرة متجانسة مع احتياجات الوقت والحياة.
المرأة ليست سلعة، بل قيمة، ليست صورة بل جوهراً، ليست أغنية بل كلمات أصيلة، ليست عبوراً بل مقاماً، ليست نزوة بل احتراماً، ليست جماداً بل مشاعر، ليست دمية بل فكراً، ليست أثاثاً بل أصلاً، ليست انتظاراً بل كل الحياة، ليست قلماً خاوياً بل كل المجلدات، ليست جموداً بل كل التغييرات، ليست هي إلا وهجاً وألقاً لا يستحق إلا الصون والاهتمام. هي التي ستعرفها حين تمر بها وتدرك أنك تخاطب امرأة اسمها «بنت زايد» ومن أرض زايد.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4z5axfwa

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"