نموذج في المبادرات الإنسانية

00:57 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها، ريادتها في العمل الإنساني، وأصبحت اليوم نموذجاً يحتذى، ويرجع ذلك إلى إيمان حكومتنا الرشيدة والشعب الإماراتي والمقيمين على أرضها، بأن العمل الإنساني له بعد كبير في إنقاذ حياة البشر، وتقديم يد العون والمساعدة إلى المحتاجين حول العالم.

وهذا النهج العظيم أتى بفضل الله، على يد المؤسس القائد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي وضع حجر الأساس للعمل الخيري في دولة الإمارات، وكان حريصاً جداً، رحمه الله، على تثبيته قاعدة عمل من أجل مساعدة الفقراء، وقال رحمه الله في إحدى المناسبات: «إن التعاون بين البشر يؤدي إلى التراحم الذي حث عليه الخالق سبحانه وتعالى، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً على أخيه الإنسان وعلى الحيوان وعلى النبات.. فالله عز وجل يرحم من يرحم»، وبهذا النهج الإنساني النبيل أصبحت دولة الإمارات من الدول الرائدة في العمل الإنساني خلال السنوات الأخيرة؛ بل أصبحت في الصدارة كأكبر مانحي المساعدات الخارجية لسنوات عدة، وذاك وفق تقارير المؤسسات الأممية، ويعود الفضل في ذلك إلى عملياتها الإغاثية في حالات الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية والأعمال الإنسانية والتنموية التي تقوم بها في أكثر من 178 دولة حول العالم، بمساعدة أذرعها الإنسانية وهي مؤسساتها الخيرية التي تجوب العالم، وتحمل الرسائل الإنسانية لكل الشعوب المحتاجة.

«نحن معكم» مبادرة إنسانية أطلقتها مؤسسات دولة الإمارات الإنسانية، وعلى رأسها جمعية الهلال الأحمر الإماراتي ودبي العطاء وجمعية الشارقة الخيرية، تضامناً مع الشعب الباكستاني الذي يعاني الفيضانات والسيول التي ضربت المدن والقرى، وخلفت آلاف الضحايا، وشردت الملايين من بيوتهم فراراً من الموت.

وبهذه المبادرة الطيبة «نحن معكم» تؤكد دولة الإمارات التلاحم مع الشعب الباكستاني في محنته، وقد أسهمت المبادرة اليوم في تخفيف المعاناة عن الشعب الباكستاني، والجدير بالذكر أن عملية نقل المواد الغذائية أتت في زمن قياسي بنقل عشرات الآلاف من الحزم الغذائية من الإمارات إلى باكستان من خلال الجسر الجوي الإنساني، الذي عمل عليه المتطوعون من جميع الفئات، من مواطنين ومقيمين، وأسهم فيه الأطفال قبل الرجال والنساء، حملوا جميعاً أجمل رسائل المجتمع الإماراتي إلى شعوب العالم، وأسهموا في إنجاح هذه المبادرة النبيلة المقدمة من أسعد حكومة وشعب.

لدولة الإمارات رصيد حافل من المبادرات الإنسانية التي تجوب العالم اليوم، وقد كان تأثيرها كبيراً في الفقراء والمحتاجين. مبادرات تم إطلاقها وهي مستمرة في عطائها إلى يومنا هذا، وإحدى هذه المبادرات الإنسانية المستمرة هي مبادرة «المليار وجبة»، التي كان لها دور كبير في تخفيف المعاناة عن كثير من البشر حول العالم، وأسهمت الحملة الأكبر في المنطقة في توفير الغذاء إلى 50 دولة في القارات الأربع، ووزعت أكثر من 3.6 مليون وجبة في مخيمات اللاجئين في الأردن بالتعاون مع المنظمات الإنسانية للأمم المتحدة. وبفضل الاستراتيجية التي وضعتها القيادة الرشيدة اليوم في العمل الإنساني أصبحت مؤسسات الدولة تتنافس على عمل الخير. وبتوجيهات رئيس دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، أصبحت دولة الإمارات بمؤسساتها الخيرية والإنسانية أيقونة للعمل الخيري في المنطقة والعالم.

حققت دولة الإمارات، إنجازات كبيرة جعلتها تقود جهود الإغاثة والعمل الإنساني على المستويين الإقليمي والدولي، فلطالما ارتبط اسمها بالعطاء عبر إطلاق حملات إغاثية تسهم فيها الجهات المعنية بالعمل الإنساني، وقد سجلت إجمالي قيمة المساعدات الخارجية لدولة الإمارات خلال الفترة منذ بداية العام الماضي 2021 وإلى أغسطس/آب نحو 13 مليار درهم تم تقديمها لمساعدة المحتاجين والمستضعفين حول العالم، في مبادرات رائدة تترجم الأعمال الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3zcjmchh

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"