عام بيكاسو

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

من الصعب تعداد أشهر لوحات الفنان الإسباني الشهير بابلو بيكاسو، ليس لأن المساحة لن تتسع فقط، وإنما أيضاً لأن الآراء تختلف حول أيّ من اللوحات أهم، لكن ربما ذاع صيت لوحة بيكاسو «غيرنيكا» أكثر من غيرها، وهي التي رسمها الفنان لتصوير هول القصف النازي لبلدة غيرنيكا الإسبانية، مذكّرة بمآسي الحرب وأهوالها.
من لوحات بيكاسو التي أثارت جدلًا «آنسات أفينيون»، التي تصوّر خمساً من السيدات الإفريقيات على مائدة في ملهى، كما اشتهرت من أعماله لوحات «الموسيقيون الثلاثة»، «النائمة»، «دورا مار والهرّ»، والأخيرة تحمل مزيجاً من الألوان الزاهية، وهي تظهر حبيبة الفنان، بطلة لوحات كثيرة أخرى له، وهي تجلس بأناقة، ويظهر في اللوحة هرّ أسود اللون. أما لوحة «العجوز عازف القيثارة»، فقد أظهرت تأثر بابلو بيكاسو بوفاة صديق له اختار الانتحار، مظهرة شخصاً منكسراً لم يبق له سوى الفن ملاذاً.
إضافة إلى ذلك، يشار إلى لوحة «الحياة» التي رسمها الفنان خلال حياته في مدينة برشلونة، ولوحة «فتاة أمام المرآة»، التي قيل عنها بأنها تظهر الجانب الرومانسي من بيكاسو، ولوحة «دون كيشوت»، التي يرى النقاد أنها لم تحمل تقنيات مبهرة إلا أنها استطاعت أن تستحوذ على إعجاب الجمهور.
بعيداً عن لوحاته الشهيرة، نال صيتاً واسعاً أيضاً تصميمُ بيكاسو لرمز «حمامة السلام»، الذي وضعه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بناء على طلب من صديقه الشاعر الفرنسي الشهير لويس أراغون، حيث جمع بين الرجلين الهوى اليساري، ليكون الرسم رمزاً للمؤتمر العالمي الذي انبثقت منه حركة السلم العالمية التي نشطت بعد الحرب ونشطت طوال فترة الحرب الباردة.
مناسبة هذا الحديث هو إعلان متحف برادو في مدريد ومركز بومبيدو في باريس ومتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك ومتاحف عالمية أخرى، استعدادها لإحياء الذكرى الخمسين لوفاة بيكاسو، حيث سيقام 42 معرضاً حول العالم، بمثابة تكريم غير مسبوق لذكراه، في إطار احتفاليات ما وصفه وزير الثقافة الإسباني ب «عام بيكاسو» التي ستبدأ في الأسبوع الأخير من هذا الشهر، وستشمل 38 مؤسسة رائدة في أوروبا والولايات المتحدة، وهو ما أكدته أيضاً وزيرة الثقافة الفرنسية التي قالت إن غاية هذه الفعاليات «إظهار جميع جوانب عمل هذا الفنان».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2nz7xbby

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"