عادي
شهدها حامد بن زايد وقدمها مايكل هورن

مجلس محمد بن زايد يستضيف محاضرة حول «التعليم والتعلم»

00:00 صباحا
قراءة 6 دقائق

أبوظبي: سلام أبوشهاب
استضاف مجلس محمد بن زايد في قصر البطين في أبوظبي، مساء أمس الأول محاضرة بعنوان «التعليم والتعلم.. معاً نحو تحقيق التقدم الإيجابي»، شهدها سموّ الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وقدمها مايكل ب. هورن، محاضر مساعد في كلية الدراسات العليا بجامعة هارفارد.

وحضر المحاضرة سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة «مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم»، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، المدير التنفيذي لمكتب شؤون أسر الشهداء، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.

وأكد المحاضر، أنه لشرف كبير له أن يحاضر في مجلس محمد بن زايد عن التعليم، وسط حضور مميز، لأهمية التعليم وتطوير العملية التعليمية للخروج من نمط المؤسسات التعليمية التقليدية، بعد أن عاش العالم مرحلة التعلم عن بُعد، ليعود الطلبة إلى الحضور التدريجي خلال السنة التعليمية الماضية، مع عدد من المتغيرات، منها التباعد واستخدام الكمامات وما رافق ذلك من قلق لبعض أولياء الأمور وغير ذلك.

وأشار إلى أهمية الأساس المعرفي، لأن الأطفال الذين يعيشون في الإمارات يعلمون أموراً عن تاريخ الدولة وثقافتها وقيمها، وهذا أمر مهم للغاية حتى يكونوا جزءاً من المجتمع ومحترفين، لأن الخلفية الأسرية تؤثر في مستقبل الأشخاص كونهم فاعلين في المجتمع، ومن هنا لا بد من تعزيز هذا الأساس.

وتساءل المحاضر هل المؤسسات التعليمية التقليدية، اجتماعية بالأساس، وإذا فكرنا في الموضوع نجد أنه في المؤسسات التقليدية، هناك المدرس وعدد من التلاميذ والطلبة يجلسون في مقاعدهم، ويقدم الكثير من المحتويات والأطفال ليست لديهم الفرص الكثيرة للتفاعل فيما بينهم، حتى يتمكن المدرس من جعل هذه العلاقة تفاعلية، لدرجة أنه إذا وجدنا الطلبة يتفاعلون في المدارس التقليدية، نسمي ذلك غشاً، وقد يتعرض الطالب إذا كان تفاعلياً مع طلبة آخرين للتأنيب، لعدم الانضباط.

وقال إن 20% من الطلبة في أمريكا، يشكون من التعرض للتنمّر خلال دراستهم في مختلف المراحل الدراسية، وتلك التجربة التقليدية لم تصمم لتكون اجتماعية. كما أن هناك مشكلة في الأنشطة اللاصفية، وهناك مشكلة في المدرسة التقليدية أيضاً، وخصوصاً التفاعل الاجتماعي في الصف، وهذا يحدث في الأساس، لأن كل الأنظمة التعليمية في العالم مبنية بمنطلق ثابت، ويعتقدون بأنه حتى يكون هناك فائز، فلا بد من وجود خاسرين، ومن ثم يفرط في مسألة التعاون والتفاعل والعمل الجماعي. وصحيح أن المؤسسات التعليمية عالمياً ليست اجتماعية بما يكفي، لأنها للتعلم الأكاديمي، لكن إذا كانت هذه استراتيجية العالم، فهي لا تجدي نفعاً. وفي العالم ليس هناك دولة يتميز فيها جميع التلاميذ ويطلقون العنان لكل معارفهم، فهناك الكثير من التلاميذ يتخلفون عن الركب وكذلك هناك خاسرون كثر وبعض الفائزين، وفي أمريكا ثلث الأطفال في الابتدائي فقط، يتقنون القراءة والرياضيات، وهذه المنطلقات التقليدية للمؤسسات التعليمية تقوض التعاون منهجياً، والتفاعل البيني وهذا لا يفيد التجربة الاجتماعية للطفل.

تنافس وفائزون

وأكد المحاضر، أنه يمكن حل هذه المشكلة، وجعل الأنظمة التعليمية تتغير؛ بحيث يصبح هناك تنافس أقل ويكون هناك فائزون آخرون، لجعل معظم الطلبة يفوزون والسر هو أن نبدأ بضمان أن يتقن كل طفل ما يتعلمه، بتكافؤ، وعرفنا منذ عقود أن كل فرد يتعلم بشكل مختلف عن الآخرين، ولدينا حاجات تعليمية مختلفة، وهناك حاجات مختلفة لدى الأطفال في التعليم الإدراكي، والمسارات الشخصية للتعلم مختلفة من وقت إلى آخر.

وأضاف أن العالم بنى في أنظمته التعليمية التي يتوقع منها أن تتيح للمدرس، أن يقدم المحتوى والتجربة التعليمية نفسيهما لكل طفل ولكل طالب كل يوم، بحسب عمره، وعندما يكون هناك طالب لا يتقن مادة معينة يجد نفسه متخلفاً عن بقية الطلبة، وهناك من يستوعبون قضايا في ثلاثة أسابيع ويشعرون بالملل في تجربتهم التعليمية، وآخرون عكس ذلك، وفي كلتا الحالين نحن بنينا الفشل داخل النظام التعليمي بطريقة تصميمه، لأننا جعلنا نظاماً ثابتاً فيه متغيرات تعليمية لكل طالب، وهذا النظام صمم ليعطي هذه المخرجات التعليمية.

المرونة

وأكد المحاضر، أهمية الانتقال إلى نظام فيه التعليم مضموناً؛ بحيث يتيح لكل طفل أن يتقن معارفه، وإذا أتحنا أن تكون هناك مرونة في الوقت وفي الوتيرة، يمكن أن ننتقل إلى نمط إيجابي للتعليم الذي يجد فيه الطالب نفسه قادراً على مواكبة الدورة الناجحة للتعلم، ويجعلنا في الوقت ذاته نتحرك إلى نظام فيه المهارة ونضمن للجميع البراعة والإتقان، وعندما يكون هناك طالب جيد نعرف أنه سيساعد الآخرين، ومن ثم نحن لسنا في خضم منافسة خوفاً من الفشل أو التخلف عن ركب باقي الطلبة المتميزين، ويمكن أن نكون إيجابيين عندما نأخذ في الحسبان، مدارك الأطفال والطلبة في أي سياق معقد نعيش فيه في عالمنا، وهذه المهارات الإدراكية تتحدث عن الابتكار والتواصل والتعاون، ويمكن أن نغني المشاريع التي نقدمها ونواكب مسألة التعليم والتعلم.

التقليدية والحديثة

وتطرق إلى المقارنة بين المدارس التقليدية والحديثة، مشيراً إلى أن المعلمين في جميع أنحاء العالم دائماً ما يتحدثون عن ذكاء الطلبة، وأنه ليس ثابتاً ويمكن أن يصبح أكثر ذكاء بالعمل بشكل أكبر، ودائماً الطالب يراقب ما نفعله، والأفعال أصدق من الأقوال.

وأكد المحاضر، أنه لا توجد مشكلة من الفشل، لأنه خطوة على طريق الإتقان وليس هو الوجهة النهائية، ويمكن أن نبني قدرات عالمية بالتركيز على رأس المال الاجتماعي، والتوجيه الاجتماعي لمساعدة الطلبة على التواصل الأفضل مع المجتمع.

المعلمون وأولياء الأمور

وأشار إلى أنه على المعلمين الكثير من الأعباء، ومطلوب منهم الكثير من تقديم المحتوى الدراسي والاختبارات ومساعدة الطلبة في صحتهم النفسية وربط الطالب مع فرص العمل الخارجي واتخاذ قراراتهم، ومن ثم لا بد من أن يكون هناك تحول في عملية التعليم والتوجه الاجتماعي لتطوير المهارات من أجل أن يكون التعليم بيئة جماعية مثالية.

وأضاف أن أولياء الأمور، يتحملون جزءاً من المعادلة؛ حيث تبين أن الطلبة يمضون 13% من وقتهم فقط في الصف، وهناك وقت كبير أمامهم للتعلم خارج الصف الدراسي من أولياء الأمور والبيت والمجتمع، ما يتطلب من المدارس التعاون مع أولياء الأمور في هذا الجانب.

وتحدث المحاضر عن الأسباب التي تجعل أولياء الأمور يلجؤون إلى نقل أبنائهم إلى مدارس أخرى، منها التخلف الأكاديمي أو تعرضهم للتنمّر، ومحاولة اللحاق بركب الطلبة المتفوقين، والتطوير في الجوانب العاطفية والاجتماعية والبحث عن مدارس تساعدهم في الحصول على منح تعليمية.

التكنولوجيا ليست الحل السحري ولن تكون بديلاً عن البشر

أكد المحاضر أن التعليم لم يعد من المصادر النادرة، في ظل إمكانية استخدام الإنترنت والتواصل مع الخبراء في كل مكان بكلفة لا تذكر، وفي الوقت نفسه التكنولوجيا ليست هي الحل السحري بأي حال ولن تحل المعضلة، ويجب أن لا نعتمد عليها بشكل كبير، وإنما تكون معززة لما نقوم به. مشيراً إلى الاعتدال في استخدامها؛ بحيث تكون في حدود 30 دقيقة في اليوم. موجهاً 3 نصائح للمعلمين في ظل استخدام التكنولوجيا في التعليم وهي: المحافظة على وقت المعلم، وزيادة تواصل المعلمين مع الطلاب، وزيادة التكنولوجيا لدورة التغذية الراجعة للمتعلمين والمعلمين وأولياء الأمور.

وقدم مجموعة نصائح للمؤسسات التعليمية ولأولياء الأمور في استخدام التكنولوجيا في التعلم منها: التكنولوجيا لا بد أن تساعد بطريقة أفضل من الوقت الحاضر في التواصل مع الخبراء وتعزيز التجارب العلمية، وأن تكون أكثر فاعلية، ولن تكون بديلًا عن البشر وإنما تساعد على إضافة أمور تجعل تفاعل بعضنا مع بعض أكثر روعة وتزيد مساحة وقته.

مواطنون يتحدثون عن تجاربهم التعليمية

شاهد الحضور فيديو تسجيلياً تحدث فيه عبدالله الحوسني وعبدالله الهاشمي وعبدالله المنصوري وحمدة الواحدي، عن تجاربهم في التعليم، بما في ذلك تعلم اللغة اليابانية عبر المدارس اليابانية في أبوظبي، وإكمال الدراسة الثانوية في المدارس في اليابان، كما تحدث ماركوس، الرئيس التنفيذي لمدارس 42 في أبوظبي عن توجهات التعليم.

وأكد المتحدثون، أن أعظم ما بلغته البشرية كان نتيجة مباشرة للمعرفة، وأن أطفالنا اليوم هم عقول الغد، وستقول للأجيال القادمة إن تاريخ الإنسانية لن يتوقف مادامت هناك كوادر وأساتذة وبرامج ورؤية تؤكد أن أحلامهم ولدت بلا سقف، وأشاروا إلى أن العالم يتعلم عن طريق الممارسة.

وقال أحد الطلبة الذي درس اللغة اليابانية إنه تشجع على دراسة اللغة اليابانية بعد أن أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في سنوات ماضية برنامجاً يتيح للمواطنين دراسة اللغة اليابانية في المدارس اليابانية في أبوظبي، والإمارات، أتاحت للطلبة المواطنين إكمال الدراسة الثانوية في اليابان.

المحاضر في سطور

مايكل هورن، شريك مؤسس وزميل متميز في معهد «كلايتون كريستنسن» للابتكار التجديدي، يشارك في إدارة محتوى تعليمي متميز، له مشاركات إعلامية دورية، يتطلع إلى عالم يمكن لجميع الأفراد فيه تحقيق شغفهم وإطلاق قدراتهم الكامنة، ألف عدداً من الكتب، وصنفته مجلة «تيك اند ليرنينغ» ضمن أهم 100 شخصية طورت الاستخدام المبتكر للتكنولوجيا في التعليم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/r2wsdxne

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"