أبوظبي: عبد الرحمن سعيد
ابتكر طالبان من "جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا" في أبوظبي - قسم هندسة المعدات الطبية، برنامجاً إلكترونياً يستخدم نوعاً جديداً من الذكاء الاصطناعي، بهدف الكشف عن السموم والآثار الجانبية في الأدوية العلاجية والصحية في مدة زمنية لا تتخطى العشر ثواني، ويعمل بدقة 99%.
وأوضح الطالبان ماجد البركاني ومحمد الظهوري لـ«الخليج» أن التفاعلات الدوائية الضارة (ADRs)، أعراض غير مرغوب فيها للأدوية التي تتجاوز التأثيرات العلاجية المقصودة للأدوية، وتسهم في 20% من فشل التجارب السريرية، فضلاً عن الإبلاغ عن عدد كبير من التفاعلات الدوائية الضارّة الشديدة كل عام.
وبيّنا أن الكثير من البحوث السابقة أجرت محاوله توقع الآثار الجانبية للأدوية قبل مرحله الإنتاج بمختلف الطرق لكن راوحت دقة نتائجهم من الجيد إلى المقبول، ولتحسين هذه الدقة استخدما في برنامجهما الجديد أنظمة الذكاء الاصطناعي، وللحصول على نتائج بشكل أدق استخدما نوعاً جديداً من الذكاء الاصطناعي يسمى بالgraph neural network حيث إن هذا النوع يتخصص بتعلم الربط بين شيئين بناء على الصفات المشتركة بينهما.
وضربا مثالاً على ذلك إذا كان دواءان يتشاركان الكثير من الصفات فسوف يستنتج الذكاء الاصطناعي أنهما يتشاركان الآثار الجانبية أيضاً، فلهذا في مرحلة تطوير البرنامج باستخدام الذكاء الاصطناعي عرّف ببيانات أكثر من 1000 دواء تتكون من صفات مختلف، حيث أثبت هذا النوع من الذكاء الاصطناعي التفوق على الأبحاث السابقة لأنه قدم نتائج أدق.
وأوضح البركاني، أن البرنامج الجديد كتب بلغتي برمجة، الأولى Python لكتابة الذكاء الاصطناعي والثانية R لصناعة واجهه البرنامج. مشيراً إلى أنهما اختارا لغة python لأنها الرائدة في الذكاء الاصطناعي ولأنها المستخدمة في موقع Google Colab المنصة المستخدمة لبناء الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن البرنامج يبدأ ببناء قاعدة بيانات للأدوية وخصائصها والآثار السلبية، وتحصّل هذه المعلومات من موقعين إلكترونيين، الأول SIDER الذي يأخذ منه الأدوية والآثار السلبية، و الثانيDrugBank الذي يأخذ منه خصائص الأدوية.
وقال الظهوري إنهما تعرضا لمشكلة خلال تنفيذ البرنامج، حيث إن المعلومات الدوائية في موقع drugbank تختلف عن SIDER حيث إنها كتبت على أن يقرأها الأنسان وليس الأجهزة الإلكترونية، ولحل هذه المشكلة استحدثنا طريقه اسمها text mining التي حولت المعلومات في DrugBank لمعلومات تستطيع أن تقرأها الأجهزة الإلكترونية.
ولفت إلى أن الخطوة الثانية بعد بناء قاعدة المعلومات في البرنامج كان اختيار نوع جديد من الذكاء الاصطناعي يسمى graph neural network الذي يركز على ربط عنصري بناء على العناصر المشتركة بينهم، وبذلك أعطينا قاعدة المعلومات التي تتوافر فيها الكثير من الأودية وأعطينا البرنامج صفات دواء تجريبي، فسيعمل نظام الذكاء الاصطناعي على ربط الصفات المشتركة مع الأدوية الموجودة في قاعدة البيانات ومن ثم يحدد إذا كانت تتضمن آثاراً سلبية للدواء مع ذكر تصنيفها وشرح مفصل عنها.
وذكر أنهما حصلا على فكرة المشروع، عبر اختيارهما له من مشاريع أخرى وفرتها الجامعة لهما، حيث جذبت فكرة البرنامج انتباههما لأنه متعلق بالطب والأدوية ومساعدة المرضى.
وأكد أن الجامعة وفرت لهما جميع ما يحتاجان إليه لتنفيذ المشروع، من برامج متطورة لاستخدامها، وكذلك عيّنت دكتورة متخصصة تشرف على البرنامج وتقدم الإرشاد اللازم، الأمر الذي ساعدهما كثيراً.
