ملتقى فكري.. وثلاثة عروض وندوات نقدية

كلباء: «الخليج»

تواصلت، أمس الأول السبت، فعاليات الدورة التاسعة من «مهرجان المسرحيات القصيرة» الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة، وتقام أنشطته في المركز الثقافي لمدينة كلباء. وشهد اليوم الثالث للمهرجان في الفترة الصباحية، وقائع الملتقى الفكري الذي نُظم في المركز الثقافي لكلباء، وجاء تحت عنوان «مميزات الأداء التمثيلي في المسرحيات القصيرة». وناقش المتداخلون في الملتقى الذي قُدم في جلستين، أسئلة حول الخصائص التي يتفرد بها عمل الممثل في العروض القصيرة، لكونها تتميز بالكثافة والاختزال في عناصر، مثل الحوار، والديكور، والحركة، وكذلك فيما لو كان قِصر المسرحية يخصم من حجم الدور الذي يؤديه الممثل، وهل يختلف أداء الممثل تبعاً لحجم العرض المسرحي (قصر أم طال زمنه)، وأيهما أفضل لتدريب وصقل الممثل: المسرحيات القصيرة أم الطويلة؟.

في الجلسة الأولى التي أدارتها وفاء عيسى (الأردن)، كانت المداخلة الأولى للممثلة والكاتبة هيا السعيد (الكويت)، التي أكدت في ورقتها أن كل مسرحية سواء أكانت طويلة أم قصيرة، تفرض طريقة محددة في تجسيدها لدى الممثل، بسبب الطبيعة البنيوية لنص المسرحية، أو للمنهج الذي اعتمده مخرجها، أو بسبب مكان العرض؛ خشبة أم فضاء مفتوحاً. وربطت السعيد قوة الأداء والحضور والتوهج فوق الخشبة في أي شكل مسرحي، بمهارات الممثل، لا بحجم الدور، أو مدة العرض الذي يشارك فيه.

من جانبه، ذهب بوشعيب السماك (المغرب) الذي قدم الورقة الثانية، إلى أن أداء الممثل لا يختلف، سواء أكان العمل المسرحي قصيراً أم طويلاً، لأن الأدوات التي سيشتغل بها الممثل تبقى هي نفسها، لكن قد يؤثر قِصر أو طول العرض في المساحة الإبداعية للممثل، التي قد تتقلص داخل العرض المسرحي القصير، ليصبح مفهوما الكثافة والاختزال حاضرين حتى في أدائه.

تفاصيل

وقدّم حسام عبدالكريم (العراق) المداخلة الثالثة في الجلسة الأولى، واقترح تقسيمة ميّز من خلالها بين الأداء التمثيلي في العروض الطويلة وفي القصيرة، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة ترتبط بأعمال الهواة والتدريبات الأكاديمية، بينما يلزم للممثل أن يكون محترفاً ليؤدي في مسرحية طويلة. واستعرض عبدالكريم مجموعة من المفاهيم حول فن الممثل، ودور التمارين والقراءة والمثابرة، في تطويره.

وفي الجلسة الثانية للملتقى، التي أدارتها الفنانة زينة ظروف (سوريا)، تحدث أولاً المخرج المعتمد المناصير (الأردن)، مشيراً إلى أنه يتبنى الرأي الذي يرى أن حجم الدور التمثيلي وتأثيره يتحدد من جهة بطاقة الممثل، ومن جهة أخرى بخطة المخرج لصياغة عرضه، والاختلاف في التشخيص في الأعمال المسرحية الطويلة والقصيرة، ليس نوعياً، ويتعلق بتفاصيل مثل الإيجاز، والزمن، والإيقاع، وبهذا المعنى يمكن لمسرحية طويلة أن تبدو قصيرة لو كان إيقاع الممثل دينامياً، والعكس صحيح.

وقدمت الباحثة غادة أبو وردة (مصر)، في ورقتها، فكرة موسعة عن تقنيات التمثيل المسرحي، لاسيما التي تركز على الأبعاد النفسية في طريقة عمل الممثل، مشيرة إلى أهمية أن يكثف الممثل تمارينه، ويعمّق قراءاته، حتى يقوم بدوره على الوجه الأكمل في مختلف أنماط الأداء، وفي كل الأنواع المسرحية.

جريمة في الشفق

وفي برنامج عروض اليوم الثالث، شهد الجمهور أولاً عرض «جريمة في الشفق»، للكاتب السويسري فردريش دورينمات، وأخرجه عمرو عبدالرحيم، وشارك في تجسيده فوق الخشبة مع وائل شاهين.

وفي الندوة النقدية التي تحدث من منصتها الممثل المصري أحمد صبري غباشي، تركزت المداخلات على الأداء اللغوي للممثلين، ولكن بعض المتكلمين أشاد بمقاربة المخرج.

وجاء العرض الثاني بعنوان «لغة الجبل»، للكاتب البريطاني هارولد بنتر، وأخرجه عبيد البلوشي، كما شارك في التمثيل فيه إلى جانب نساء المازمي، وأحمد علي محمد، وسعيد بيع، وسارة حيدر، وياسين الدليمي. وأشادت الندوة النقدية التي تحدث فيها المخرج اللبناني جورج فاخوري، بالعرض، وهو الأول للبلوشي بصفته مخرجاً، ويعد الأصغر بين المشاركين. وذكر فاخوري أن العرض عكس حالة تناغم بين الممثلين، مع بساطة موحية في السينوغرافيا، وحس دقيق في استخدام الإضاءة بصفة وظيفية، ساعدت الجمهور في رؤية العناصر المشهدية في العمل.

خيانة

أما العرض الثالث، فجاء بعنوان «خيانة»، عن نص «خيانة أينشتاين»، للكاتب البلجيكي إيريك إيمانويل شميت، وأخرجه جاسم غريب، وشارك في التمثيل فيه طلال البلوشي، وفيصل موسى، وخالد فهد، وفي المجاميع: محمد أنور، وجاسم التميمي، ومحمد بن سعيد، وأحمد صديق، وياسين الدليمي.

وتحدث في ندوته النقدية المخرج الجزائري شرف بلقاسم، الذي امتدح اجتهاد المخرج ومحاولته صناعة عرض متنوع في وسائله التعبيرية، لاسيما استخدام المجاميع، ولكن استعانة المخرج بالأداء الجماعي لم تكن دقيقة بالنسبة إلى بعض المتداخلين في الندوة.

برنامج اليوم

* العرض الأول: «ديستوبيا» 07:00

* العرض الثاني: «الخطوبة» 08:15

* العرض الثالث: «صورة ماريا» 09:25