عادي

دورة الحفاظ على الفسيفساء تختتم أعمالها في الأردن

18:45 مساء
قراءة 4 دقائق
جانب من التدريب
جانب من الزيارات للمواقع الأثرية
جانب من حفل الختام
د. زكي أصلان مدير إيكروم- الشارقة يلقي كلمة في حفل الختام
شيرين ساحوري منسقة الدورة التدر يبية من مكتب إيكروم - الشارقة
صورة جماعية للمشاركين
من نشاطات الدورة
اختتمت في العاصمة الأردنية عمان الدورة التدريبة المتقدمة على أعمال الترميم الوقائية لمواقع الفسيفساء الأثرية: السقائف الحامية، وإعادة الدفن، التي نظمها على مدى أسبوعين معهد غيتي للترميم والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم) من خلال مكتبه الإقليمي في الشارقة، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار في الأردن، وذلك ضمن مبادرة موزايكون.
حضر حفل الختام الذي أقيم تحت رعاية د.نايف الفايز، وزير السياحة والآثار في الأردن، ممثلو عدد من المؤسسات الثقافية الأجنبية العاملة في المملكة، ورؤساء المؤسسات الحكومية العاملة في مجالات الثقافة والسياحة، إضافة إلى عدد من الشخصيات البارزة في مجال الآثار والحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة.
وألقى د.فادي بلعاوي، مدير عام دائرة الآثار في الأردن، كلمة بالنيابة عن وزير السياحة والآثار، عبر فيها عن سعادته باستضافة هذه الدورة التدريبية المتقدمة في الأردن. وقال: «نشعر بالفخر لما قدمته الأردن من إمكانيات لإنجاح هذه المبادرة وتحقيق أهدافها»، معرباً عن تقديره لجميع الشركاء والمشاركين الذين ساهموا بشكل كبير في نجاح هذه الدورة.
وعبر د.ويبر ندورو، المدير العام لمنظمة «إيكروم»،عن سعادته للتعاون الطويل الأمد مع جميع الشركاء المعنيين بتنفيذ مبادرة «موزايكون» على مدى السنوات الماضية. وقال: «هذا التعاون المثمر مع شركائنا على المستويات الدولية والإقليمية ينبع من التزامنا الدائم تجاه الدول الأعضاء بدعمها في حماية التراث داخل حدودها وخارجها».
وأضاف: «من خلال دورات تدريبية مماثلة، ساهمت منظمة «إيكروم» خلال العقود الستة الماضية في إعداد أجيال جديدة من القادة المحترفين والحكومات الذين يتمثل دورهم في حماية وتعزيز الحفاظ على التراث الثقافي وإدارته».
وقالت ليزلي فريدمان، أخصائية مشروع في المعهد: «كان من الرائع أن تقام أحد الأنشطة النهائية لـ «موزايكون» في الأردن نظراً لثروتها من تراث الفسيفساء. خلال العقد الماضي، أعدت المبادرة الجيل القادم من صانعي القرار ومديري المواقع وفنيي الحفظ، لتولي زمام المبادرة في حماية التراث الأثري الاستثنائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط. نأمل أن يعتمد المشاركون المتفانون في هذه الدورة المتقدمة على المعرفة والمهارات التي اكتسبوها خلال هذا الوقت، وأن يواصلوا توسيع مجتمع الممارسة في بلدانهم وخارجها».
أسلوبان
من خلال جلسات النقاش والمراجعة النظرية والتمارين الجماعية والزيارات الميدانية لعدد من أهم المواقع التي تحتضن أعمال فسيفسائية تاريخية في الأردن، وفي طليعتها جرش وأم الرصاص ومادبا، ركزت الدورة التدريبية المتقدمة على أسلوبين استراتيجيين ومستدامين للحفاظ على المواقع الأثرية، وهما استخدام السقائف الحامية وإعادة الدفن. وتعلم المشاركون، من خلال تبادل التجارب والخبرات واستخدام المواقع الأثرية كمواقع دراسية في الهواء الطلق، التقنيات المعقدة التي يمكن أن تسهم في توفير بيئات أكثر استقراراً للآثار التاريخية سريعة التأثر، مثل الفسيفساء.
وفي كلمته خلال حفل الختام، قال د.زكي أصلان، مدير المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم- الشارقة) إن «هذه ليست دورة تدريبية منفردة، بل جزء من مبادرة متكاملة بدأناها منذ عدة سنوات، بالتعاون مع شركائنا الدوليين والإقليميين من الدول الأعضاء، وشملت أيضاً آلية ممنهجة لمتابعة المتدربين والإشراف على تنفيذ مخرجات كل دورة بهدف التأكد من تحقيق الهدف الأسمى لبرامجنا، في كل من منطقة البحر الأبيض المتوسط والمنطقة العربية، الذي يطمح إلى تنمية المعرفة والمهارات والخبرات على صعيد حفظ وحماية مواقع التراث الثقافي بما يشمل الفسيفساء الأثرية».
وأضاف:«تتكامل أهداف هذه الدورة التدريبية المتقدمة مع برنامج إيكروم (آثار) في حماية التراث الثقافي للمنطقة العربية وتعزيزه وتوسيع نطاق الوصول إلى تاريخ هذه المنطقة وتقديره وفهمه. ومن هذا المنطلق، سوف تسهم هذه التدريبات المتقدمة، إلى جانب العديد من مبادراتنا الأخرى، في تحقيق هذا الهدف الاكبر فيما يحقق الإعداد لجيل من القادة الوطنيين في مجال صون التراث الثقافي وإدارة المواقع الأثرية والاماكن التاريخية، الذين سوف يحملون على عاتقهم مهمة نشر هذه المعرفة في بلدانهم».
من جهته قال بلعاوي:«يتمثل أحد أهدافنا الرئيسة في دائرة الآثار في الأردن في الحفاظ على الموارد الأثرية وفقاً لأفضل المعايير الدولية. ولتحقيق هذه الغاية، يجب أن نركز دائماً على تطوير القدرات والمهارات المحلية، من خلال الدورات التدريبية المستمرة وتبادل المعرفة والخبرات مع شركائنا في المنطقة والعالم». وأضاف:«الهدف الذي ننشده بالمحصلة، هو تطبيق أفضل الممارسات في الحفاظ على التراث التاريخي، وخاصة فيما يتعلق بأعمال الفسيفساء».
وساهم التنوع الجغرافي للبلدان التي مثلها المشاركون في إغناء التجارب والخبرات والتعرف إلى طرق متنوعة للتعامل مع تقنيات واستراتيجيات العمل المتبعة في تنفيذ مشاريع السقائف الحامية وإعادة الدفن. حضر هذه الدورة 20 مشاركاً من 10 دول، وهي الأردن وألبانيا وتونس والجزائر وصربيا وفلسطين ولبنان ومصر والمغرب واليونان، الأمر الذي انعكس إيجاباً على الدورة والمتدربين، بينما تولى التدريس خبراء متخصصون في المجال من عدة دول لضمان أعلى مستويات الجودة سواء في التدريب النظري أو العملي.
وسيتبع هذه الدورة التدريبية المتقدمة أخرى في صيدا بلبنان حول حفظ أعمال الفسيفساء الموجودة في المخازن، وتقام بالشراكة بين المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية، ومعهد غيتي للترميم، والمديرية العامة للآثار في لبنان، وتمتد لأربعة أسابيع من 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتركز الدورة المقبلة، وهي الأخيرة ضمن مبادرة «موزايكون»، على تدريب المشاركين من فنيي الترميم على كيفية القيام بدراسة منهجية لتوثيق وحفظ الفسيفساء المرفوعة باستخدام ملاط ​​الجير لتثبيتها وإعادة تركيبها مرة أخرى، جنباً إلى جنب مع أساليب وقائية تناسب تخزينها على المدى الطويل.
و«موزايكون» هي مبادرة تعاونية مكرّسة لتحسين حفظ أعمال الفسيفساء وعرضها وإدارتها في منطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، وتنفذ بالتعاون بين كل من معهد غيتي للترميم، ومؤسسة غيتي، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية، واللجنة الدولية لحفظ الفسيفساء. ومن خلال سلسلة من الأنشطة المترابطة، يهدف برنامج «موزايكون» إلى بناء القدرات، وتطوير نماذج قابلة للتكرار لأفضل الممارسات، وتعزيز نشر المعلومات المتعلقة بحفظ وإدارة الفسيفساء الأثرية وتبادلها، سواء في الموقع أو في المتاحف وأقسام التخزين. وساهمت هذه المبادرة، التي شارفت على الختام، منذ عام 2008 في تدريب أكثر من 200 متخصص في مجال الحفاظ على الفسيفساء من بلدان منطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، حيث نفذوا جميعاً أبحاثاً ومشاريع ميدانية نموذجية كجزء من تدريبهم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4pfyrzsj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"