عادي

إسرائيل تقتل فلسطينييْن بالضفة..غياب السلام يهدد بانفجار شامل

19:30 مساء
قراءة 3 دقائق

قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينيين خلال عملية قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة، ما يرفع حصيلة القتلى التي تجاوزت المئة منذ مطلع العام الجاري، فيما بات مشهد الإغلاق والإضراب العام في مدن ومناطق الضفة الغربية شبه يومي عقب كل حادث قتل لشبان فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات أو بحجة تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، بينما يهدد أي تحرك فعلي باتجاه السلام إلى تفجير واسع للأوضاع.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، الاثنين، أن الفلسطينيين قتلا «عقب إطلاق الاحتلال النار عليهما» قرب مخيم الجلزون. وعرّفت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) عنهما بأنهما «باسل قاسم بصبوص (19 عاماً)، وخالد فادي عنبر (21 عاما)» مشيرة إلى إصابة شاب ثالث يُدعى رأفت سلامة عوض حبش (19 عاماً) من بلدة بيرزيت القريبة.

من ناحيته أعلن الجيش الإسرائيلي عن «تحييد» اثنين من «المشتبه فيهما» بعد «محاولتهما تنفيذ عملية دهس ضد الجنود الإسرائيلييين».

وجاء ذلك بعد إصابة العديد من الإسرائيليين بينهم جندي، بجروح في عدد من الحوادث الأمنية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة ما أدى إلى تصاعد التوتر. وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضاً اعتقال 16 شخصاً خلال عمليات دهم ليلاً في أنحاء الضفة الغربية.

وعمَّ الإضراب الشامل أسواق مدينة رام الله مقر القيادة الفلسطينية حداداً على مقتل الشابين، كما خرجت مسيرة في مخيم الجلزون سار فيها العشرات وأشعلوا الإطارات وأغلقوا الطريق قرب مقطع الجدار الأمني (جدار الفصل العنصري بالنسبة للفلسطينيين) الذي بنته إسرائيل.

ارتفاع حصيلة الضحايا

والأحد حذر مراقب الدولة الإسرائيلي العام متناياهو إنغلمان في «تقرير عاجل» من أن الخدمات اللوجستية وخدمات التوريد الخاصة بالجيش الإسرائيلي غير قادرة على مواكبة العمليات العسكرية الجارية في الضفة الغربية. وبحسب إنغلمان «يجب على الجيش تحسين البنية التحتية اللوجستية للجنود المقاتلين وجنود الاحتياط في الضفة الغربية». وحذر المراقب من أن «جنود الاحتياط لن يحصلوا على الغذاء اللازم في الأسبوع الأول من عملهم بسبب الزيادة في القوات العاملة».

من جانبها، دانت الرئاسة الفلسطينية «عمليات القتل اليومي بحق أبناء شعبنا» واعتبرت حادثة الاثنين «جريمة إعدام». وطالب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة على ما نقلت وكالة وفا «حكومة الاحتلال بالتوقف عن هذه السياسة الخطرة وغير المسؤولة وعدم اللجوء إلى كل هذه الأساليب الطائشة التي أوصلت الأمور إلى مرحلة ستدمر كل شيء».

وقُتل أربعة فلسطينيين الأربعاء الماضي في مدينة جنين بشمال الضفة الغربية، خلال عملية عسكرية استهدفت، وفق إسرائيل، «اثنين من المشتبه في تورطهم في عدد من هجمات إطلاق النار الأخيرة».

وتوفي الخميس طفل فلسطيني في السابعة من عمره في ظروف ملتبسة خلال عملية إسرائيلية في جنوب الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967.

وبحسب إحصاءات فلسطينية رسمية محدثة، قتل نحو 109 فلسطينيين في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري نصفهم في جنين ونابلس، وبينهم نشطاء ومدنيون والصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة. وفي المقابل قتل 18 إسرائيلياً منذ مارس/ آذار الماضي في عمليات نفذها فلسطينيون داخل إسرائيل.

ورداً على الهجمات، كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة. وتشير أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى مقتل 84 فلسطينياً منذ الأول من كانون ثاني/ يناير 2022 وحتى 20 أيلول/ سبتمبر الفائت.

أجواء مشحونة

وتترافق مع هذه الأجواء حالة من التصعيد الميداني في عدد من المدن خاصة في مدينتي جنين ومخيمها ونابلس شمال الضفة الغربية؛ حيث تشهدان اشتباكات بين مسلحين فلسطينيين من جهة والجنود الإسرائيليين من جهة أخرى.

ويرى مسؤولون ومراقبون فلسطينيون أن إسرائيل تحاول توتير الأجواء والذهاب باتجاه حلول عسكرية وأمنية هرباً من أي استحقاق سياسي يقود إلى عملية سلام بين الجانبين. كما يقول الفلسطينيون: إن إسرائيل تستبيح مدن الضفة بعمليات اعتقال وقتل يومي وهذا يحد من قدرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على التعامل مع ضبط الحالة.

في المقابل تقول إسرائيل: إن السلطة الفلسطينية تتنحى جانباً ولا تقوم بأي دور في ملاحقة ظاهرة المسلحين في المدن الفلسطينية، خاصة جنين ونابلس؛ حيث تنشط فيهما عناصر مسلحة لفصائل فلسطينية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8p5r79

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"