مفهوم الهندسة في الصين

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

ماذا تعني الهندسة لدى الصينيين؟ الجواب في خبرين، أحدهما يعود إلى قرابة ثلاثة عقود، والآخر ابن الساعة. هل يحتاج الإنسان إلى التذكير: تأمل بيتك، محل عملك، جُل بخيالك في مراكز التسوق، أما قضاء ساعة في سوق التنين في دبي، فهو التيه بعينه، فهل ترى من شيء غير صيني في تلك المواقع؟ الطريف أن كل الأشياء، إلا ما ندر، غير الصينية، إنما هي مصنوعة في الصين، الأمريكية، الأوروبية الكورية وغيرها. مصنوعة في الصين، يعني أن وراءها مهندسين. الهندسة عندهم حياة، سياسة، اقتصاد، استراتيجية، اجتياح، اكتساح، صراع حضاري، بجعل الاقتصاد والتنمية سلاحاً لفرض الوجود على المنافس.
قبل ثلاثين سنة تقريباً، قال أحد خبراء الاقتصاد في الولايات المتحدة: «لقد خسرنا المعركة الاقتصادية مع الصين. هم يتخرج لديهم سنوياً 170 ألف مهندس، ونحن سبعة عشر ألفاً». لك أن تتخيل العدد بعد عشر سنوات، عشرين، ثلاثين... هل يدرك العالم العربي معنى جيوش الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، الذكاء الاصطناعي، المعلوماتية؟
 تذكر هذه الملاحظة كلما مررت على الأسواق، فما تشاهده حقيقة وواقعاً، هو أنه لم يعد لأحد على ظهر الكوكب مناص أو خلاص من اقتناء البضائع الصينية. موريتانيا، على تواضع الصناعة فيها، اشتكى أهل الصناعات الصغيرة من هجوم السلع الصينية قائلين: «لقد استولوا على لقمة عيشنا».
 الخبر الآخر، القنبلة، من بريطانيا، ففي جامعة شيفيلد: ستون طالباً يعدون الماجستير في علم التحكم (كونترول)، أكثر من خمسين منهم صينيون. «ليت قومي يعلمون». أنت من حقك القول: وكيف يعلمون، والأوروبيون أنفسهم أصبحوا وأمسوا لا يعلمون وإلا فالجامعة من أهم الجامعات البريطانية، فكيف يغدو الطلاب البريطانيون غرباء في فرع من أهم فروع الهندسة؟ 
الخبراء الاستراتيجيون في الولايات المتحدة تذمروا من تكاثر الطلبة الصينيين في كبريات الجامعات الأمريكية وفي مقدمتها هارفارد وبرينستون و«إم.آي.تي»، الأخيرة أكبر جامعة تكنولوجية في العالم.
لزوم ما يلزم: النتيجة التراثية: القناعة كنز لا يفنى، وكفى العالم العربي الاعتماد على «العمدة في صناعة الشعر ونقده».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4bfsnzh5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"