32 عاماً من الحضور

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

قبل 32 عاماً ترجل المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، باني دبي ومهندسها ووالد شعبها عن صهوة جواده، لتفيض روحه إلى بارئها، بعد أن أكمل رسالته ووضع الخطة العريضة لبناء دبي الحديثة، التي رسم مستقبلها بما حباه الله من نظرة استشرافية، مكنته من وضع حجر الأساس ل «دانة الدنيا»، وقد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهذه المناسبة: نرى بصمات الفقيد حاضرة فيها بمشاريعه التي لم تغادر شوارعنا ودروسه التي لم تغادر أذهاننا.
رحل الشيخ راشد بن سعيد بعد رحلة طويلة من العطاء، بذل فيها الغالي والنفيس، حتى يرى الإمارات بالصورة التي أصبحت عليها اليوم، بعد أن أسس والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يداً بيد دولة الاتحاد، وأعليا صرحه، الذي ضرب بأركانه في باطن الأرض، حتى أصبحت للوطن اليوم أسس راسخة وضعها قادةٌ مباركون تسير على نهجهم قيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.
32 عاماً من الغياب والشيخ راشد بن سعيد لا يزال يعيش بيننا بمسيرته العامرة ومحطات عمله المهمة في تاريخ بناء الدولة، التي أفرزت مسارات نوعية للتطوير والتشييد، فقد كان الراحل قائداً استثنائياً، اهتم بإنشاء البنى التحتية التي تمثل أهم عوامل نجاح المدن الحديثة، حتى أصبحت دبي اليوم قبلة للمستثمرين والسياح والباحثين عن العمل والإقامة، وهو ما كان يفكر به فقيدنا الكبير في ذاك الوقت، حيث دائماً ما كانت عينه على المستقبل، لتغدو دبي بعد 32 عاماً من رحيله المدينة الحلم، لتتحقق رؤية رجل يعتبر مدرسة في العمل والتخطيط ومنارة تستلهم الأجيال منها مبادئ التميز والتغيير والتطوير ونبراساً تقتدي به الأجيال حتى يومنا هذا.
نعم يرحل العظماء إلا أن سيرتهم تبقى خالدة في الأذهان، حاضرة في الأرض التي ارتوت من عرق انهمر من جبينهم الذي اكتسب سمرته من الشمس التي رافقتهم أشعتها في سعيهم لعمارة البلاد والعمل على راحة العباد. 
32 عاماً على رحيل باني دبي، وهو بالمناسبة حكمها أيضاً لمدة 32 عاماً (1958 -1990).. «العظماء لا يغادرون المجد، والمجد لا يغادرهم»، كما قال محمد بن راشد.. فما كان حلماً فيما مضى أصبح اليوم حقيقة، ودبي التي سكنت قلب راشد -رحمه الله- أصبحت اليوم تسكن قلوب وعقول ملايين البشر.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/68x7r5kk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"