شيع آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، أمس السبت، جثامين 4 فلسطينيين، أحدهم طفل، قتلهم الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة وصباح أمس، في وقت حذرت فيه الرئاسة الفلسطينية من «انفجار شامل» إذا استمر التصعيد الإسرائيلي.
وقتل الجيش الإسرائيلي الفتيين محمود الصوص، وأحمد محمد حسين دراغمة، وكلاهما يبلغان من العمر 17 عاماً، خلال اقتحام مخيم جنين، صباح أمس، أسفر أيضاً عن إصابة 11 شخصاً. وشارك الآلاف في تشييع الصوص في جنين، ودراغمة في بلدة طوباس، بالتزامن مع تشييع الطفل عادل إبراهيم داود (14 عاماً) في مدينة قلقيلية، والفتى مهدي لدادوة (17 عاماً) في قرية المزرعة الغربية شمال رام الله.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته نفذت عملية لاعتقال فلسطيني يبلغ 25 عاماً يشتبه بإطلاقه النار على جنود في شمال الضفة الغربية. وأضاف الجيش في بيان «خلال العملية ألقى عشرات الفلسطينيين عبوات ناسفة وزجاجات حارقة على جنود إسرائيليين تعرضوا لإطلاق نار». وتابع أن «الجنود ردوا بإطلاق رصاص حي على من يشتبه بأنهم مسلحون».
وتنفذ القوات الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة عمليات متكررة ودامية في كثير من الأحيان في جنين وأجزاء أخرى من الضفة الغربية، لملاحقة «مطلوبين».
وعقب حوادث القتل الأخيرة في الضفة الغربية، دعت الرئاسة الفلسطينية واشنطن، أمس، إلى أن «تمارس ضغوطاً جدية على إسرائيل لوقف حربها الشاملة ضد شعبنا الفلسطيني قبل فوات الأوان».
وأضافت الرئاسة على لسان المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة أن التصعيد الإسرائيلي «سيدفع الأمور نحو الانفجار الشامل ونقطة اللاعودة، الأمر الذي ستكون تبعاته مدمرة للجميع»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (وفا).
كما أكدت الوكالة أن القوات الإسرائيلية أطلقت الرصاص الحي باتجاه صحفيين خلال المداهمة في جنين.
وكان صحافيان جرحا الأربعاء الماضي خلال عملية إسرائيلية في دير الحطب قرب نابلس قتل خلالها فلسطيني.
في غضون ذلك، قالت القنصلية البريطانية في القدس، أمس، إن المملكة المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيقات سريعة وشفافة في مقتل شاب وطفل فلسطينيين بالقرب من بلدة قلقيلية في الضفة الغربية أمس الأول.
وأضافت القنصلية عبر حسابها على تويتر أن بريطانيا تدعو أيضاً إلى «ضبط النفس في استخدام إسرائيل للذخيرة الحية».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أنه لن يتم فرض إغلاق مستمر في الضفة الغربية بسبب الأعياد اليهودية في فترة «حول هموعيد»، وهي الأيام الوسيطة لعطلتي عيد العرش والفصح، مشيرة إلى أن الإغلاق سيكون فقط أول أيام عيد «العرش» اليهودي وبعد ذلك سيتم رفعه في اليوم التالي.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أنه حتى سنوات قليلة ماضية كان حظر التجول يُفرض تلقائياً، لكن وزير الدفاع بيني غانتس غيّر هذه السياسة في السنوات الأخيرة.
وأضافت أنه تم اتخاذ هذا القرار في ظل التصعيد الأخير، حيث من المتوقع أن يستمر الاتجاه المتزايد للعنف في الأشهر المقبلة أيضاً، إذ يقدر نطاق التنبيهات الأمنية للهجمات خلال هذه الفترة بما يزيد مرتين ونصف المرة على النطاق المعروف في الأيام العادية. (وكالات)
