المستقبل في «منتدى»

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

من أكثر الأحداث تأثيراً في حياتنا، والتي تترك بصمة في النفوس والعقول، تلك التي تتعلق بالمستقبل، واستشراف اتجاهاته ورصد تحدياته، ووضع خطط ومعالجات لتمكين المجتمعات من تحويل المعوقات إلى منجزات، لحياة أكثر أمناً وسلاماً واستقراراً للبشرية، وهذا ما يُمكننا من رؤية المستقبل في حدث أو منتدى أو ملتقى.
في الأمس القريب، جمعت دبي أكثر من 400 خبير، و45 مؤسسة لتصميم المستقبل، في منتدى يستشرف المستقبل، استمرت أعماله على مدار يومين، لتكشف عن أبرز القضايا الملحة على الساحة المستقبلية، والمخاطر التي قد تواجهها المجتمعات، وسبل اكتساب المهارات وتوظيف الثروات لمواكبة المتغيرات، وتحقيق التقدم والازدهار.
تصورنا يوماً أننا بلغنا ذروة التقدم والازدهار، بوجود الحواسيب في حياتنا والهواتف الذكية بين أيدينا، وبقنوات التلفاز التي تتجاوز الآلاف، ولكن فوجئنا باقتراب موعد رحيلها واختفائها، بل وانقراضها من مجتمعاتنا في أقل من 50 عاماً، بسبب مؤثرات التقدم الرقمي والتكنولوجيا، التي كانت محوراً أساسياً لنقاشات ومباحثات ورؤى الخبراء في المنتدى.
وفي الوقت الذي يغمرنا فيه الإنترنت من هنا وهناك، اكتشفنا أن هنا فجوة رقمية كبيرة بين المجتمعات؛ إذ إن لدينا 3 مليارات إنسان لا يستخدمون الإنترنت من الأساس، فبات تطوير الحلول مطلباً ملحاً في المجتمعات كافة، لسد الفجوة الرقمية، وأخذتنا استشرافات المستقبل إلى أن بناء العقول والمهارات أبرز ما يجعل الحكومات أكثر تأثيراً وقوة وديناميكية، وعلينا أيضاً أن نترقب أدواراً جديدة أكثر فاعلية لمؤسسات القطاع الخاص في مجال تطوير التشريعات.
إن ما أفرزه المنتدى من نتائج وتوصيات، يحثّ الحكومات في مختلف دول العالم على التوقف سريعاً بالفحص والدرس أمام متغيرات المستقبل المتوالية، لاسيما أن التقدم في عصر الذكاء الاصطناعي يقاس بالثواني، ومياه البحر باتت وسيلة لتوليد الطاقة، والحضارات القديمة لم تعد قادرة على الابتكار أمام الزحف التكنولوجي غير المسبوق.
الحق يقال لقد قدّم المنتدى وجبة دسمة من الاستشرافات والتوجهات الجديدة، التي تمهد الطريق أمام الحكومات، لتمكينها من حلول ومعالجات تذيب عراقيل المستقبل في المجالات كافة، بأفكار خرجت عن الصندوق، لصفوة علماء وخبراء المستقبل ومساراته وتحدياته وتطلعاته.
الإمارات تفتح نافذة المرور للمستقبل مجدداً، وتبعث لدول العالم برسائل شديدة الأهمية عن الغد المرتقب، وفق حقائق حديثة ووقائع لا تقبل الجدل؛ إذ أعادت هيكلة مفاهيم واستراتيجيات الثراء أفراداً ومؤسساتٍ إقليمياً ودولياً، وليعلم الجميع أن الاستثمار الأكثر ربحاً في المستقبل القريب، ذلك الذي يحاكي التقنيات الناشئة، ومواكبة التطورات المتسارعة للرقمنة التي تتناقلنا بين عوالم متعددة لم نتعرف إلى معظمها بعد.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y3rvwxjr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"