جواز مرور

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

نعيش أياماً مباركة تغمرها الفرحة، والسعادة، والمودة، احتفاء بعيد الفطر المبارك، إذ تخيّم أجواء المحبة والتسامح على أركان المجتمع في مختلف إمارات الدولة، وتبادل الزيارات والتهاني بين الأهل والأقارب والأصدقاء، مستمر لا ينقطع، والمتنزهات لا تخلو من الزوار، فالجميع يحتفي بالعيد على طريقته الخاصة.

ولكن في ظل احتفالات العيد، يتأهب الميدان التربوي لاستقبال طلبة الصفوف الدراسية كافة، مجدداً، في آخر محطات العام الأكاديمي الجاري 2023-2024، إذ سيبدأ الفصل الدراسي الثالث يوم الاثنين المقبل، 15 إبريل/ نيسان الجاري، الذي يُعد الأقصر من حيث أيام التمدرس، والأهم مقارنة بالفصلين الدراسين السابقين، الأول والثاني.

الفصل الثالث يعد نقطة حاسمة في مستقبل الطلبة في مختلف حلقات التعليم، ويعتبره المتعلمون وأولياء الأمور «جواز مرور»، للانتقال إلى مرحلة معرفية جديدة، لاسيما طلبة الثاني عشر، بمختلف مساراتهم، فمع انتهاء مجريات الدراسة في هذه المحطة، تتحدد المسارات الجامعية لأبناء هذه المرحلة، ليُعرف من هو الطبيب، والمهندس، والمعلم، وغيرها من المسميات.

قصر أيام التمدرس في ثلاث محطات المعرفة هذا العام، يفرض على عناصر العملية التعليمية، بدءاً بالطالب وولي الأمر، مروراً بالمعلمين والإدارات المدرسية، وصولاً إلى القيادات التربوية القائمة على إدارة دفة التعليم الوطني، واجبات والتزامات لا تستثني أحداً، فعلى المتعلمين الاستعداد للامتحانات النهائية من اللحظة الأولى للفصل الدراسي الثالث، ما يمنحهم الوقت الكافي لمراجعة المواد الدراسية، وتجويد مهاراتهم وقدراتهم المعرفية.

ويقع على عاتق الوالدين أهمية المتابعة والتواصل الدائم مع إدارات مدارس أبنائهم، فضلاً عن ضرورة مشاركة الأبناء الرأي لتحديد المسار المهني المستقبلي، والانطلاق في تفاصيل دراسة الفصل الثالث، وفق رؤى وأهداف واضحة، ما يسهم في تمكين الطالب من الاستغلال الأمثل لكل دقيقة في هذا الفصل، الذي قد يكون فرصة لاكتشاف اهتمامات وقدرات جديدة لديه.

المعلمون مطالبون بالتوظيف الجيد للموضوعات العلمية محل الدراسة في هذا الفصل، لتمكين الطلبة من الانتهاء منها في وقت كافٍ، يمنحهم فرصة المراجعة والتدريب على الأسئلة الامتحانية التي قد تأتي بأشكال مختلفة تستحق التدريب عليها، في وجود المعلم الذي يعد الأداة الفاعلة التي تضبط إيقاع تعامل المتعلمين مع الامتحان، ودهاليزه.

أعتقد أن هذه الفترة مهمة وحساسة للجميع، وعلى إدارات بعض المدارس الخاصة التخلي قليلاً عن اهتماماتها بجمع ما تبقى من رسوم من دون الالتفات للعملية التعليمية، إذ إن مسؤوليتها تكمن في مراقبة المعلمين، وتدريس الموضوعات المقررة، لقصر أيام التمدرس، وأهمية المقررات، مع الوقوف على تحديثات الامتحانات، ونهاية العام الدراسي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2e4w2cre

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"