التعليم المستدام

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

يستطيع المتتبع لمسيرة إمارة الشارقة التعليمية أن يكتشف النسق التصاعدي الذي يسود المنظومة التعليمية، من خلال البناء على المكتسبات، وبالنظر إلى انطلاق التعليم بمفهومه التقليدي في إمارة الشارقة، يمكن لنا أن نقدّر حجم التحول الذي طرأ خلال تعاقب السنوات، على أن هذا التحول إنما جاء إدراكاً من القيادة الرشيدة في الإمارة لضرورة مواكبة التغيرات التي يشهدها العالم بشكل متسارع.

ومن هذا المنطلق فإن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، قرأ بوعيه وبصيرته متطلبات المستقبل منذ إطلاقه المشروع التعليمي بوجهه الجديد، وعندما أقول بوجهه الجديد فهذا يعني تلك الانطلاق الممهورة بكافة أدوات النجاح التي تلبي متطلبات كل مرحلة، وتقبل التطور للمراحل المقبلة.

ومن هنا يمكن القول إن سموه أدرك ضرورة الارتقاء بمستوى الميدان التعليمي إلى مستويات أكثر تطوراً وتقدماً ومرونة مما هو عليه، إذ إن بقاء التعليم على النحو المعتاد لا يلبي متطلبات وأهداف التنمية المستدامة التي يرتهن تحقيقها بمدى تطور المنظومة التعليمية.

لقد أردت من هذه المقدمة الطويلة نسبياً أن أضع القارئ في صورة ما طرأ ويطرأ في الميدان التعليمي، فقبل أيام قليلة انعقدت الدورة الثالثة من مؤتمر ركائز، تحت شعار «التعليم المستدام هو المستقبل»، برعاية مباشرة من صاحب السمو حاكم الشارقة.

هذا المؤتمر الذي افتتحه سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، يعتبر واحداً من العديد من المؤتمرات والمبادرات والبرامج التي تحرص إمارة الشارقة على إطلاقها والتعامل معها بكل جدية، لمواصلة تطوير المنظومة التعليمية، وتعزيز البيئات المدرسية عبر تكاملية هذه المبادرات والمؤتمرات، وكأنها سلسلة ممتدة تضاف إليها في كل يوم إضافة جديدة ومتميزة لاستكمال عملية البناء المتصاعد.

وبتواصل انعقاد المؤتمرات وإطلاق المبادرات والعمل بالتوصيات والمخرجات التي تتمخض عنها، سيكون هناك استمرارية في تكريس مكانة العلم والتعليم والارتقاء بهما، من خلال المخرجات التي سيظهر أثرها جلياً عبر تطور معارف شبابنا وعلومهم وصولاً إلى إنشاء أجيال متلاحقة مزودة بالمهارات والمعارف والقدرات التي ستسهم في بناء المجتمع.

وفي المحصلة فإن جميع المبادرات والأنشطة التربوية والمؤتمرات والمعارض المعنية بالعلم والتعليم، تسعى إلى تحقيق أهداف التعليم المستدام، وللإشارة فقط فإن إمارة الشارقة قطعت شوطاً طويلاً في هذا الجانب، وما يبرهن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، الحضانات الحكومية التي تزخر بها مناطق الإمارة، وكذلك إطار الشارقة للطفولة المبكرة إلى جانب المنصات الإلكترونية التعليمية، وغيرها من المبادرات والمراكز والفعاليات والبرامج الأكاديمية والعلمية التي يستفيد منها الميدان التربوي بمختلف عناصره.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/49swwun3

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"