سند البيت.. دعم للمجتمع

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

«سند البيت» شعار موفق لبرنامج يحمل في ثناياه أسمى معاني الإنسانية التي تدفعنا إلى تحمّل مسؤولياتنا الأخلاقية والمجتمعية تجاه مختلف أفراد المجتمع، ويعكس فكراً عميقاً ونظرة ثاقبة لما يجب أن تؤول إليه الأمور، وحتى تكون المسألة مفهومة لا بد من إطلالة سريعة على البرنامج ليتسنى للقارئ فهم ومعرفة هذا الأمر.
ف«سند البيت» عبارة عن مشروع اجتماعي أطلقته مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، لاستهداف فئة الأيتام من الذكور والإناث من ذوي الفئة العمرية 14 عاماً فما فوق، بقصد رفدهم بالمهارات اللازمة وتمكينهم وإعدادهم حتى يتمكّنوا من أداء دورهم الأسري، من خلال مساندة أمهاتهم وإخوانهم.. إذاً فالمشروع موجّه للفاقدين الأيتام من عمر 14 عاماً.
وبالعودة إلى ما ذكرته آنفاً من «أن ذلك ما يجب أن تؤول إليه الأمور»، فقد كنت أرمي إلى مدى أهمية بناء الإنسان من خلال التمكين، وتجنّب إشعاره بالحاجة، وأشدّد على تجنب إشعاره بالحاجة من خلال الصدقة والإحسان وهما ميزتان وقيمتان عظيمتان لا شك في ذلك، غير أن أعظم إحسان وأروع صدقة يمكن أن نقدّمها هي تلك المستدامة التي لا تنتهي، ألا وهي بناء الفرد من خلال تمكينه ومنحه فرصة امتلاك القدرات والمهارات التي تجنّبه العوز والحاجة، فإذا بنينا الإنسان بنينا المجتمع.
وإذا فكرنا قليلاً سنجد أن هذا المشروع وغيره من المشاريع المماثلة، لا تقتصر على بناء فرد أو مجموعة من الأفراد؛ بل بالنظر إلى المستقبل غير البعيد سنجد أننا بنينا أسراً بأكملها، وأن الطالب الذي وجد من يأخذ بيده نحو المستقبل سيؤدي  بعد أن يبني أسرته الخاصة  دوره المجتمعي ويأخذ بيد غيره من الفاقدين.
ومن المؤكد أن مضمون وهدف هذا المشروع ليس شيئاً جديداً أو ابتكاراً حديثاً، نظراً لأصالة القيم الاجتماعية الإماراتية القائمة على مساندة الآخرين، والأخذ بيد اليتيم في دولة تدير دفّتها قيادة رشيدة شبت على قيم الإنسانية التي توارثتها عن الأجداد والآباء المؤسسين، ووجدت بناء الإنسان والاستثمار في قدراته يقود إلى مجتمع يفوق التوقعات في مؤشرات الإنتاجية والنمو والتطور والازدهار.
إن الحديث عن هذا المشروع وأهدافه المستقبلية يطول، ولكن يمكن القول إن تمكين اليتيم من اتخاذ القرار، وتدريبه على اكتساب المهارات المختلفة، وترسيخ ثقته بنفسه، ستقوده إلى اتخاذ القرارات السليمة في إدارة شؤون الأسرة، بالتعاون مع والدته وإخوته، وهذا يعني تجهيز أبناء قادرين على تحمل مسؤولية بناء بيوت وأسر سويّة في المستقبل.
أما الأمر الآخر وهو في غاية الأهمية، فإن هؤلاء الأيتام وإن كانوا سنداً لبيوتهم من خلال هذا المشروع، فلا شك في أنهم سيكونون سنداً لأقرانهم من الطلبة في بيتهم الكبير: إمارة الشارقة التي لطالما حرصت وركزت على البناء في العصر الإنساني باعتباره صمام الأمان الرئيسي.
وفي المحصلة فلا بد من رفع القبعة لمؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي التي تعبّر عن توجهات الإمارة في احتضان أفراد هذه الفئة المهمة جداً، ورفدهم بالمبادئ التربوية حتى يتسنى لهم القيام بدورهم المحوري والمؤثر تجاه أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم في مستقبل الأيام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/23zj6y98

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"