الاحتفالات الوطنية

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

تشهد دولتنا الحبيبة مناسبتين وطنيتين في غاية الأهمية، حيث سنحتفي جميعاً بيوم الشهيد الذي يصادف 30 من نوفمبر، وعيد الاتحاد الذي يأتي سنوياً في ال2 من ديسمبر؛ إذ نحيي في يوم الشهيد ذكرى أبنائنا الذين سطّروا بدمائهم أروع الملاحم البطولية، دفاعاً عن الحق ومساندة لإخوانهم العرب، بينما نستحضر في عيد الاتحاد أبرز إنجازات الدولة منذ الثاني من ديسمبر 1971، وهو اليوم الذي أرسى فيه الأجداد والآباء المؤسسون قاعدة راسخة لمفاهيم الوحدة الوطنية.
وفي ضوء هذه الحقائق لا بد من توظيف هاتين المناسبتين وإدراجهما بشكل أكثر فاعلية ضمن منظومتنا التعليمية، حتى يتسنّى لنا تعزيز مفاهيم الطلبة وخصوصاً النشء الصغير، حول معاني الشهادة والتضحيات وأسبابها، وتكريس ثقافة الانتماء والولاء لديهم، والالتفاف حول قيادتهم، لاستكمال مسيرة التنمية والازدهار.
وعندما أقول إدراجهما ضمن المنظومة التعليمية، فإنني أعني جعل الاحتفال بهاتين المناسبتين ذا مغزى عميق، وذلك من خلال التحضيرات المكثّفة التي تتضمن أنشطة متنوعة ثرية بالمعلومات حول الوطن عموماً، كالكلمات الملهمة التي تُلهب قلوب الطلبة وتغذّي عقولهم، وتكليف الطلبة بالبحث عن قصة شهيد وسردها أمام الطلبة، والمسرحيات المدرسية التي تتناول تاريخ الاتحاد وأبرز محطاته وتحدّياته. 
وبمعنى أكثر دقة أن نجعل المناسبات الوطنية عموماً فرصة لرفد الطلبة بأكثر ما يمكننا من المعلومات المفيدة، وتكريسها كجسر لاستقاء التاريخ واستيعاب العبر والدروس المستفادة.
وبما أننا متفقون على أن المناسبات الوطنية مهمة جداً، فإن إدراجها كأيام مثمرة ضمن الجدول التعليمي أو جدول الأيام الدراسية سيعود بفوائد جمة على الطلبة؛ كون الاحتفالات ذات المضامين الهادفة تقود إلى تعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال، من خلال تنمية روح الانتماء والولاء للوطن، والتفاني في خدمته وبناء تصورات حول المستقبل، يكون فيها طلبتنا قادة حقيقيين مساهمين بشكل مؤثر وفعّال في تنمية وازدهار المجتمع كل في تخصصه الذي انتقاه لنفسه، بناء على وعي وإدراك مسبق.
كما أن الاحتفالات الوطنية الهادفة تُكرِّس مفاهيم العمل بروح الفريق الواحد، وتحقق خاصية التماسك الاجتماعي، وتقود إلى الشعور بالطمأنينة والسلم، وترسخ انتشار الأمن والأمان، نظراً لتوحيد الجهود والالتفاف حول هدف وطني، وبالتالي إنشاء جيل يؤمن  بشكل مطلق  بأرضه وشعبه وقيادته، ومستعد لتعزيز مكانة وطنه والتضحية في سبيله، عطفاً على التراكمات الإيجابية التي انغرست عميقاً في عقله وقلبه.
وفي المحصلة، فإن الاحتفالات الوطنية للطلبة تسهم في تعريفهم بهويتهم الوطنية، وإرثهم وثقافتهم، وتحافظ على جوهر الثقافة المحلية من خلال استدامة الاتصال الوثيق بالوطن، وعبر استعراض نماذج مشرقة للاقتداء بها، وبالتالي تعزيز قيم الوحدة الوطنية بين الأجيال كعامل مشترك يجمعهم.
هكذا تُبنى الأجيال التي تتملّكها روح الانتماء للوطن والقيادة. المجد لشهدائنا الأبرار، وكل عام ووطننا بخير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ky59rs9

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"