عبور آمن

مما لا شك فيه أن دفع قيمة مخالفات مرورية ناتجة عن ممارسات خطأ أثناء قيادة المركبة، يسهم إلى حد كبير في اجتثاث السلوكات المرورية الخطأ الصادرة عن بعض السائقين، والتي يصل حجم فداحتها أحياناً إلى درجة فقد الأرواح، نتيجة اصطدام أو دهس أو غيرهما.
مشاهد التزام مروري برزت بشكل حضاري ملحوظ في الآونة الأخيرة عند المواقع المخصصة لعبور المشاة؛ حيث التزم أغلب السائقين بإعطاء الأولوية للمشاة في المناطق المخصصة لهم، للعبور بشكل كامل، وهو ما يشير إلى مدى مساهمة المخالفات والنقاط السوداء المرورية في تهذيب سلوكات بعض السائقين الذين كانوا لا يأبهون إلى تواجد المشاة في المواقع المخططة بالأبيض والأسود، والتي تنبه إلى أن أولوية العبور لمستخدم الطريق ماشياً.
بالتأكيد إن رصد السائقين الذين لا يسمحون بالعبور الكامل للمشاة، سيسهم في الحد من حوادث الدهس على الطرقات، بسبب عدم التوقف نهائياً أو توقف مركبة في أحد المسارات، وعدم اهتمام السائقين في المسارات الأخرى بالتوقف الكامل لمنح المشاة حقهم في العبور الآمن، كما أنه سيشجع مستخدمي الطرق على استخدام تلك المواقع، للعبور بأمان.
بعيداً عن المخالفات المرورية، وضمن إطار المواقع المخصصة لعبور المشاة، تحتاج بعض تلك المواقع إلى دراسة مدى إمكانية إبرازها بوضوح لمستخدمي الطريق من سائقي المركبات، خاصة في بعض الشوارع التي تتواجد فيها أشجار تمتد أغصانها للأرصفة، الأمر الذي يعيق أحياناً إمكانية رصد وجود شخص على الرصيف ينتظر توقف المركبات، خاصة خلال الفترة المسائية، وأيضاً عدم وضوح الخطوط البيضاء أو تلاشيها في بعض المواقع.
ويسهم وجود شاخصات وامضة أو بقع أرضية مضيئة في المواقع المخصصة لعبور المشاة - كما هي الحال في بعض الشوارع- في لفت انتباه السائقين إلى وجود مواقع مخصصة للمشاة، وبالتالي تركيز النظر جهة بداية عبور المشاة، للتأكد من خلو الرصيف من أفراد يتحينون لحظة العبور.

[email protected]