عادي
«الأمل المسموم» فيلمه الوثائقي الأحدث

سليم صعب: السينما تستحضر الوعي

22:52 مساء
قراءة 3 دقائق

بيروت: هناء توبي

سليم صعب مخرج لبناني، ومغني راب، أطلق عدة أفلام تحمل عناوين «بيروت ستريت» الذي يتناول فن «الهيب هوب» في لبنان، و«قوية» الذي يحكي عن النساء العربيات في الفن البديل والجرافيتي، و«الهيب هوب» في المنطقة العربية، و«أرزة تشرين» الذي يوثق الحراك المدني خلال ثورة تشرين 2019 في الشارع اللبناني، وأخيراً أطلق فيلمه «الأمل المسموم» الذي استضافه «ناد وجمعية» معنيان بالسينما لعرضه في بيروت..

* لننطلق من عنوان فيلمك الجديد «الأمل المسموم» الذي يدفعنا للتساؤل كيف يكون الأمل مسموماً؟

- يكون الأمل مسموماً بمعنى الإدمان، نحن كلبنانيين نحترف الأمل لكن علاقتنا معه مثل العلاقة بين شخصين يحبان بعضهما بعضاً لكن العلاقة بينهما سامة، دائماً لدينا أمل بأن الوضع في بلدنا يسير نحو الأحسن مثل ثورة أكتوبر/ تشرين الأول في عام 2019 التي أعطتنا جرعة أمل كبيرة بالمضي نحو الأفضل، لكننا أصبنا بالخيبة وتحطمت آمالنا، بخاصة اثر انفجار مرفأ بيروت، وتدهور الوضع الاقتصادي، وما تلاه من أزمات نتجرع وجعها، لكننا لا نفقد الأمل، ونعيد استرجاع الشعور به والعمل لأجل الأفضل.

* بين الخيبة والأمل كيف تصنف فيلمك؟

- الفيلم وثائقي مدته 41 دقيقة يحكي عن الأمل من خلال تجارب ناشطين وناشطات في الثورة اللبنانية، صبايا وفنانات يروين قصصهن ونظرتهن للأمل والحرية والنزول إلى الشارع، ووالدي الصحفي والناقد السينمائي وليد صعب شميط الذي عاش تاريخ بيروت وحاضرها، يروي تجربته بين الأمل والخيبة.

* هل اعتمدت الإسقاطات الذاتية بحيث تعكس شخصياتك وجهات نظرك؟

- تركت الكلام لهم، كل واحد وثق تجربته ووصفه للأمل من وجهة نظره، وقد اعتمدت إيصال رسالتي في توثيق الأحداث التي نعيشها من خلال الكلام والمشهدية والصور، لقد أدى أبطال الفيلم أدوارهم الواقعية بعفوية وتلقائية.

السينما الوثائقية

* هل تجد نفسك كمخرج سينمائي في الوثائقي أم تنوي التنويع؟

- لغاية الآن أعمالي تنتمي إلى السينما الوثائقية، لأن لدي رغبة في التركيز على قصص الناس، أريد أن أوثق حكاياتهم واحكي عنهم، ولهم، لكن في المستقبل قد اقدّم أعمالاً متنوعة، واختبر الروائي.

* كيف ترى علاقة الجمهور بالسينما، وهل أنت راض عن إقبال الناس على مشاهدة الأفلام؟

- رغم كل ما نعيشه في لبنان ما زالت علاقة الناس بالسينما جيدة، قد تختلف سبل المشاهدة بين الناس في لبنان، فهناك من يحب الشاشة الكبيرة وما تتيحه من مشاهدة تفاعلية ونقاشات حول الأفلام كأنها تجربة اجتماعية، ومن يفضل المشاهدة عبر الإنترنت و«نتفليكس» و«أمازون»، وغيرها، لكن ما يسعدني أن لدينا إنتاجات سينمائية وأفلاما تصل إلى الناس، وتشارك في المهرجانات في الداخل والخارج، السينما حاضرة ولديها مستقبل واعد.

* بالنسبة لك هل تفضل أن تكون أفلامك للصالات أم المهرجانات المستقلة؟

-أود الجمع بين الاثنين، لكن لو وضعت أمام اختيار ومفاضلة فإنني أهتم بالمشاركة في المهرجانات، حيث إن المشاركين فيها من عشاق السينما وصناعها، والمهرجانات المعنية بالسينما العربية منتشرة في العالم وتحفز المخرجين، وأنا كمخرج مستقل، أنتج أفلامي وأصورها وأهتم بها من ألفها إلى يائها، أجد مكانها المناسب في طرح أفكارهم ولا يقفون مكتوفي الأيدي بانتظار التمويل الكبير والدعم المادي لأن عماد السينما اليوم هو الأفكار وليس التقنيات.

* هل تؤمن بقدرة السينما على التغيير المجتمعي نحو الأفضل؟

- بالتأكيد، الفن عموماً محل مراقبة من قبل السلطة، وتدريجياً يحقق الانتقال صوب الأفضل، والسينما وإن كانت تستعرض المشاكل، ولا تقدم الحلول بشكل مباشر، إلا أنها بلا شك تحث الناس على التفكير وتستحضر الوعي.

* من خلال تجاربك هل ترى أن السينما لها نصيب أوفر من غيرها من الفنون في الحرية وتناول المحظورات؟

- اعتقد أن النشر المتاح اليوم عبر الإنترنت وعبر مواقع التواصل وعبر الشاشات الكبيرة المتنقلة يوسع دائرة المتناول، بالنسبة إلي عندما اختار موضوعاتي لا افكر في أن للحرية سقفاً، لذا اختار موضوعاتي بحرية، اترك لنفسي قرار الانتقاء، وأصوّر بلا حدود

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y6e7es96

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"