متابعة: ضمياء فالح
نزل الآلاف من المشجعين إلى شوارع مدن ومناطق المملكة العربية السعودية للاحتفال بفوز «الصقور الخضراء» على الأرجنتين 2-1، في واحدة من أكثر مفاجآت تاريخ كأس العالم إثارة كما وصفتها وسائل الإعلام.
ولم ينم السعوديون ليلة 22 من نوفمبر 2022، وكيف لا يحتفلون بالحدث السعيد، وسالم الدوسري ورفاقه ومعهم المنتخب الوطني أصبحوا حديث العالم بفوز لم يكن عادياً؛ لأن المنافس يضم ليونيل ميسي الذي يرى الكثيرون أنه أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم.
أبطال الليلة التاريخية كثر ومن بينهم المدرب الفرنسي هيرفي رونار الذي استعادت الصحافة العالمية قصة كافحه التي رواها بنفسه، حيث واجه صعوبات كثيرة قبل احتراف مهنة التدريب، بعدما عمل في بلاده فترة كجامع قمامة وعامل نظافة في المحال التجارية بعد اعتزال كرة القدم كمدافع متواضع، ثم أسس لاحقاً شركته الخاصة لإعادة تدوير المخلفات، وكان يقوم بعمله بنفسه لعدم قدرته على توظيف أشخاص آخرين.
وتزوج رونار لاحقاً من السنغالية فيفيان دايي، وهي أرملة مواطنه مدرب السنغال الراحل ميتسو، الذي توفي بمرض السرطان في 2013، وتعتبر تميمة الحظ بعدما كانت زوجة لميتسو عندما قاد السنغال قبل 20 عاماً إلى تحقيق الفوز في افتتاح نهائيات مونديال 2002 على فرنسا بطلة العالم وقتها، ثم زوجة رونار عندما قاد السعودية للفوز على ميسي ورفاقه في افتتاح مبارياته في 2022.
ويعترف رونار بأنه كان لاعباً متواضعاً لفريق ينافس في الدرجة المتدنية في فرنسا، وانتهت مسيرته في 1998 بسبب إصابة في الركبة، وبدأ عمله مدرباً في درينيان وكان يحضر دورة الحصول على رخصة التدريب مساء، وكان ينهض من الساعة الثانية والنصف فجراً ليعمل منظفاً في المكاتب. وفي نهاية المطاف أسس شركة تنظيف، لكنه لم يفقد حبه لكرة القدم ودرب في الصين وفيتنام وعيّن مدرباً لكامبريدج يونايتد الإنجليزي في 2014.
استمرت تجربته الإنجليزية بضعة أشهر وطرد بعد 4 انتصارات في 26 مباراة أدت إلى هبوط الفريق. وتحول حظه في 2010 عندما بدأ يعمل في أندية آسيوية وإفريقية، وقاد زامبيا وساحل العاج لحصد لقب كأس أمم إفريقيا عامي 2012 و2015 على التوالي، وفي 2018 وقّع مع السعودية بعد إقالته من تدريب المغرب على الرغم من قيادته المنتخب لمونديال روسيا 2018.
