عادي

الفارق بين الادخار والاستثمار.. وتوصيات لتقاعد مريح

21:42 مساء
قراءة 6 دقائق
الادخار

قد يشعر الفرد في بعض الأحيان بالثقة من أنه يملك هو وأسرته ما يكفي لتدبر أمور حياتهم، لكن قد تمر على معظم الناس ظروف مالية طارئة، تدفعهم لإنفاق آخر درهم في حساباتهم قبل نهاية الشهر، واقتراض أموال إضافية ليوفوا باحتياجاتهم الأساسية.

الحياة مليئة بالمنعطفات وقد تؤثر المشاكل المادية في صحتك النفسية والبدنية، بل وفي حياتك بشكل عام، لكنك لن تتعرض لأي من هذه الضغوط إذا وضعت خطة ادخار مُحكمة، والأمر في غاية البساطة.

عندما تكون متحكماً في نفقاتك، ستكون حياتك أسهل، وعندها تستطيع توجيه طاقتك لأشياء تجلب لك ولعائلتك السعادة.

إليك 5 مبادئ بسيطة لتحقق الحرية المالية المنشودة:

لماذا تجب البداية بالادخار في أقرب وقت؟

إن ادخار الأموال لفترة طويلة يؤدي إلى تراكمها ونموها، وتستطيع حينها أن تصنع فارقاً مذهلاً في زيادة رأسمالك.

إليك مثال بسيط عن أهمية الادخار؛ إذا قام طالب في العشرين من عمره، بادخار 100 درهم من مصروفه شهرياً، تصبح ادخاراته أكثر بكثير مما لو بدأ بالادخار عندما يبلغ الثلاثين من العمر، وهكذا كلما بدأت مبكراً فإنك تستطيع تحقيق أحلامك بشكل أسهل، خاصة إذا كنت تحلم ببدء مشروعك الخاص، أو امتلاك منزل أو التقاعد بشكل مريح.

عدم اختلاق الأعذار حين تطمح للادخار

عدم القدرة على التوفير، عادةً ما ترافقها الأعذار، ولكن تذكّر؛ عدم قدرتك اليوم على الالتزام بالتوفير، قد يصبح مصدراً للتوتر، لذلك بدلاً من اختلاق الأعذار، أو إنفاق الأموال على أشياء لا تحتاج إليها، اجلس وضع قائمة بالأهداف المالية التي ستحقق لك ولعائلتك راحة البال.

بعض الأخطاء المالية التي يقع فيها أغلبية الشباب:

1- إنفاق أكثر من إمكانياتهم، من خلال شراء السيارات الفارهة، وإدمان التسوق، وتناول الطعام في المطاعم.

2- عدم تخصيصهم مبلغاًَ مالياً للطوارئ، وإنفاق كل الراتب، وعدم التفكير بأخذ الاحتياطات لتحقيق الأمان المالي.

3- عدم اقتناعهم بنصائح أهمية التحكم في إنفاق الأموال، واعتبار أن الآخرين يتدخلون في شؤونهم الخاصة.

ما هي العوائد التي ستجنيها من خلال التوفير والادخار؟

1- يجعلك تمتلك زمام التحكم التام في نفقاتك.

2- يمنحك راحة البال والطمأنينة.

3- يفتح لك أبواباً واعدة على الخيارات الاستثمارية والفرص.

4- يساعدك على تحقيق أهداف هامة في حياتك.

5- يُمكنك مع مرور الوقت من بناء الثروة.

الادخار والاستثمار

كثيراً ما يكون هناك خلط بين مفهومي الادخار والاستثمار، وكلاهما مرتبط بالإدارة المالية للأشخاص. وعادةً ما يدّخر الناس الأموال للطوارئ، ولأهداف محددة قصيرة الأجل، مثل قضاء عطلة أو شراء سيارة جديدة، وغالباً ما يتم الاحتفاظ بهذه الأموال في حساب بنكي منخفض المخاطر وبعائد منخفض يمكن الوصول إليه بسهولة عند الحاجة.

أما الاستثمار فيكون بمجرد سداد الديون، والاحتفاظ بمبلغ للطوارئ، ما يعني أن الموقف المالي على المسار الصحيح، يصبح من المناسب استثمار بعض الأموال لتحقيق أهداف طويلة الأجل كالتقاعد على سبيل المثال. فالادخار، هو الجزء غير المخصص للاستهلاك والذي يودع في حسابات بنكية ويستخدم غالباً لحفظ السيولة لأغراض مستقبلية.

والاستثمار يكون بالاستفادة من الأموال المدخرة لبناء ثروة خلال فترة زمنية أطول.

إليك 6 اختلافات حول مفهوم الادخار والاستثمار والهدف منهما:

* الادخار: توفير مخصص للطوارئ أو ادخار مبلغ من المال لتغطية نفقات متوقعة في المستقبل.

* الاستثمار: زيادة الثروة والتركيز على أهداف مستقبلية كبيرة.

الإطار الزمني لكليهما:

* الادخار: قصير الأجل من 3 أشهر إلى 3 سنوات.

* الاستثمار: طويل الأجل أطول من 3 سنوات.

سهولة الوصول للأموال

* الادخار: يمكنك الوصول إلى الأموال المدّخرة بسرعة وسهولة.

* الاستثمار: يتطلب الوصول للأموال الانتظار لفترة طويلة وإجراءات معقدة.

من حيث الحلول

* الادخار: فتح حسابات ادخار أو حسابات ودائع ثابتة أو حسابات في أسواق المال وغيرها.

* الاستثمار: صناديق الاستثمار، أوراق مالية / أسهم، عقارات وغيرها.

وينصح الخبراء الماليون بإنشاء محفظة استثمارية متنوعة وطويلة الأجل.

فرص النمو

* الادخار: الحصول على فائدة منخفضة فقط.

* الاستثمار: فرص نمو أعلى على فترات طويلة من خلال نمو رأس المال والأرباح الموزّعة وغيرها.

من حيث المخاطر

* الادخار: شبه منعدمة، وتعتبر حسابات الادخار الطريقة المثلى للاحتفاظ بمبلغ محدد من المال لكنها طريقة غير مجدية إذا استخدمت لحفظ مبالغ هائلة لفترة أطول من اللازم.

* الاستثمار: عادة ما تكون الاستثمارات المدروسة أكثر أماناً خاصة إن لم يتم التصرف بها لفترة زمنية طويلة، وقد ترتبط نسبة المخاطر بطبيعة محفظة الاستثمار وكذلك الظروف المالية والسياسية للدولة.

حماية الأموال

إذا كنت ترغب في حماية أموالك التي قمت بجمعها خلال فترة عملك الطويلة والشاقة، ما عليك سوى أن تحقق أهداف الادخار التي حددتها أولاً.

ومن الضروري في هذه المرحلة أن تحصل على الاستشارة المالية من خبير مالي معتمد، ويمكنك أيضاً أن تنمي ثقافتك المالية بالمتابعة والقراءة في هذا المجال قبل أن تسرع في الاستثمار.

تتوفر على شبكة الإنترنت، وفي الكتب ثروة معرفية في موضوع الاستثمار لا تُقدر بثمن، لكن احذر كل الحذر من بائعي الوهم والمحتالين، ولا تعتمد على حل واحد لاستثمار أموالك؛ فكّر بحكمة واسأل كيفما شئت ولكن لا تثق سوى بحدسك وتقديرك.

7 توصيات للتقاعد

هل فكرت في التخطيط لتقاعدك مالياً؟ يميل الكثيرون منا إلى عيش الحياة يوماً بيوم، دون النظر إلى ما يمكن أن يأتي به الغد. ويغفل العديدون أهمية التخطيط المبكر للتقاعد، فعندما يكون المرء شاباً ربما لا يكترث كثيراً للتفكير في التقاعد والتخطيط له، لكن بحسب الخبراء فكلما فكرت بشكل أبكر، كلما كانت خططك أسهل في التنفيذ مع احتياج لادخار دفعات أصغر من المال شهرياً، كون الادخار سيكون لسنوات أطول.

وربما يكون السؤال الأول الذي يجب أن يتبادر إلى ذهنك، هو كم يجب أن أدخر كل شهر لأتمكن من تأمين مرحلة تقاعد مريحة؟ وما هو المبلغ اللازم لأتمتع بالاستقلال المالي؟ في واقع الأمر تعتمد الإجابة عن هذا السؤال عليك؛ إذ يقول بعض الخبراء إنك تحتاج إلى نحو 70% من دخلك قبل التقاعد حسب الأنشطة والخطط التي تنوي القيام بها بعد التقاعد.

ويوصي الخبراء بعدد من الخطوات التي يمكنك اعتمادها للبدء في التخطيط للتقاعد:

1- إعداد الخطة

أول خطوة بالفعل هي وضع الإطار العريض لخطة التقاعد، وما عليك فعله هو أن تفكر في متطلبات ما بعد التقاعد وتقدير المتطلبات المالية اللازمة لتلبية هذه الاحتياجات. وعلى هذا الأساس يمكنك وضع تصور مناسب لحجم المدخرات الشهرية اللازمة بناء على عدد السنوات المتبقية للتقاعد بطبيعة الحال. وهناك على الإنترنت حاسبات للادخار يمكن أن تساعدك على تحديد المبلغ اللازم ادخاره، وفقاً للبيانات الخاصة بك.

2- سداد الديون المستحقة

عند اتخاذ قرارك بالبدء في التخطيط للتقاعد من المهم أن تكون بدايتك واضحة وغير مثقلة بالأعباء المالية، ومن هذا المنطلق عليك أن تعمل تدريجياً على التخلص من الديون والالتزامات المالية المستحقة عليك في أقصر وقت ممكن لتتمكن من التخطيط للتقاعد بصورة مريحة أكثر.

3- خطط الاستثمار

يعد التخطيط للتقاعد من الخطط المالية طويلة الأجل، لذا عليك أن تبحث عن طرق للحفاظ على قيمة مدخراتك وزيادتها لمواجهة عامل التضخم وارتفاع الأسعار. وتطرح بعض البنوك خيارات برامج ادخار استثماري طويلة الأجل وبعضها يكون مرتبطاً بتأمين.

4- ميزانية شهرية

ويعتبر إعداد الميزانية الشهرية أداة لخلق التوازن بين الدخل والنفقات الشهرية، وهي من الأمور الصعبة خصوصاً على الأفراد ذوي الدخل المنخفض، فغالباً ما تكون نفقاتهم أعلى من دخلهم المحصل، لذا تتفاقم مشكلة الديون أو على الأقل لا تكون هناك إمكانية لادخار جزء من الراتب. ولهذا عليك أن تقوم بتحديد إجمالي الدخل الشهري من راتب أو بدلات أو أجر عمل إضافي ومن ثم تحديد نفقاتك لتكون أقل من الدخل.

5- ادخار 5% من الراتب

وبعد أن تقوم بتحديد نفقاتك الأساسية استقطع المبلغ الذي يجب ادخاره والذي يمثل عادة نحو 30% من الراتب الشهري، وينقسم إلى ثلاثة عناصر هي: 5% تخصص إلى حالات الطوارئ، و5% تخصص للتقاعد والباقي 20% لخطط التوفير الأخرى.

6- التحكم في النفقات

الحفاظ على سير الميزانية الشهرية بنجاح أمر مهم للوصول إلى قيمة الادخار المطلوبة، لذا عليك أن تتحكم في نفقاتك من خلال المتابعة والمراقبة.

7- شراء أصول

إذا كنت ترغب في شراء أصول أو ممتلكات ثابتة مثل العقار من خلال تمويل، قم بذلك في أقرب وقت ممكن، حتى تتمكن من سداد أقساطه قبل مرحلة التقاعد، حيث يقل فيها الدخل، لتجنب حدوث تعثر في السداد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4u2nsjfh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"