عادي

بونو يتغلب على فلسفة إنريكي ويضعه في مرمى الانتقادات

17:41 مساء
قراءة 3 دقائق
ياسين بونو
ياسين بونو
بغداد: زيدان الربيعي
تعرض لويس انريكي، مدرب منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم إلى الكثير من الانتقادات بشأن تصريحه الذي قال فيه: «طلبت من جميع اللاعبين الذين دعوتهم إلى تشكيلة منتخب إسبانيا إلى تسديد ألف ركلة جزاء مع الفرق التي يلعبون معها، لأن مباريات الأدوار الحاسمة في مونديال قطر ستحسمها الركلات الترجيحية».
وسبب الانتقادات التي تمت أثارتها من قبل الكثيرين يعود إلى إخفاق جميع لاعبي المنتخب الإسباني في التسجيل من الركلات التي خصصت لهم في مباراتهم مع منتخب المغرب في دور الـ16 بمونديال قطر والتي انتهت بفوز المنتخب المغربي بثلاثة أهداف دون مقابل، بعد أن تألق الحارس المغربي ياسين بونو في التصدي للركلات التي سددها لاعبو منتخب إسبانيا.
وتصدى الحارس المبدع والواثق من نفسه ياسين بونو للركلتين الثانية والثالثة لكارلوس سولير وسيرجيو بوسكيتس، بينما ذهبت الركلة الأولى للمنتخب الإسباني التي سددها اللاعب بابلو سارابيا إلى القائم الأيسر، ليتحول بونو إلى بطل قومي عند جميع العرب، بعد أن ذاد عن مرماه بكل شجاعة واقتدار وتمكن من إسقاط فلسفة انريكي بشأن ركلات الجزاء الترجيحية.
وبخروج المنتخب الإسباني من مونديال قطر خالي الوفاض بسبب فلسفة مدربه لويس إنريكي، الذي كما يبدو ومن خلال تصريحاته أنه راهن كثيراً على ركلات الجزاء الترجيحية للوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في المونديال، لكن تلك الركلات أسقطته أرضاً بالضربة القاضية وجعلته خارج حلبة الميدان وهو يعاني من الانتقادات الكثيرة التي طالته بسبب تصريحاته والتي تحولت إلى سهام نقد لاذعة توجه له من قبل الكثيرين.
إن ركلات الترجيح، تسمى عند المختصين بلعبة كرة القدم بأنها ركلات الحظ، إذ يخفق في تنفيذها أفضل اللاعبين في العالم، وكخير دليل على ذلك هو إهدار أسطورة الأرجنتين والكرة العالمية ليونيل ميسي في التسجيل من ركلة جزاء في مرمى منتخب بولندا في المونديال الحالي، وقد سبقه كثيرون في هذا الشأن من عمالقة الكرة العالمية، لكن المدرب الجيد، هو الذي يراهن على قدرات لاعبيه في حسم المباراة بوقتها الأصلي، وإذا لم يتمكن من تحقيق ذلك، فعليه حسمها بالوقت الإضافي، وألا يلجأ إلى هذا الخيار الصعب، إلا عندما تفرضه عليه ظروف المباراة.
إن إصرار بعض المدربين على حسم المباريات من خلال خيار ركلات الجزاء الترجيحية له بعض الأسباب، لعل في مقدمتها هو عدم رغبتهم بخسارة المباراة، لذلك يختارون خيار ركلات الجزاء حتى يتخلصوا من الانتقادات، لأنهم إذا خسروا، فأن الخسارة كانت عبر ركلات الجزاء الترجيحية، وهي خاضعة للحظ في الكثير من الأحيان، وعندها سيتجنبون الانتقادات الكبيرة التي ستطالهم لو خسروا نتيجة المباراة في اللعب، وهذا التفكير لا يأتي بنتائج إيجابية في بعض الأحيان، كذلك أن البعض الآخر لا يجد في خطه الهجومي من يستطيع هز شباك منافسه، فيحاول الحفاظ على شباكه نظيفة، ومن ثم التوجه إلى حسم المباراة عبر ركلات الجزاء الترجيحية.
إن المثال الحي الذي أمامنا، هو ما صنعه إنريكي بنفسه وبالمنتخب الإسباني، حيث أفشل الحارس المغربي الرائع ياسين بونو فلسفة انريكي بكل شجاعة، ولا نعرف هل الطاقم التدريبي للمنتخب المغربي درس فلسفة انريكي وقام بالتدريب لمواجهتها ونجح في ذلك نجاحاً باهراً؟ أم أن ظروف المباراة ومرونة الحارس بونو وشجاعته هي التي حققت الإنجاز التاريخي لمنتخب المغرب وللكرة العربية؟.
في كل الأحوال، نحن سعداء بتفوق منتخب المغرب على نظيره الإسباني، وقيام حارسه بركل فلسفة إنريكي بكل قوة واقتدار وإسقاطها وإخراجها من ميدان المونديال.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5d8bhz6c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"