عادي
4 أسباب وراء إقبال الطلبة

جامعات تفرض التطوع على من يتلقون مساعدات مالية

00:03 صباحا
قراءة 7 دقائق

تحقيق: عبد الرحمن سعيد
ثقافة التطوع وفعل الخير وتقديم يد العون ثقافات غرست في نفوس أفراد المجتمع على مدار الأجيال والعصور لجميع الفئات والشرائح والجهات الحكومية والخاصة، وامتدت لتصل إلى فئة كبيرة من الشباب الجامعيين والأكاديميين الذين يتطوعون في الفعاليات المختلفة، ولكن يظل السؤال، هل التطوع يؤثر في الطالب ويشتت انتباه خلال فترات الدراسة؟، ولماذا تفرض بعض الجامعات التطوع على الطلبة الحاصلين على المساعدات المالية بمختلف أنواعها؟

عدد من مديري ومسؤولي جامعات حكومية وخاصة أكدوا ل «الخليج» أن التطوع هو فرصة للطلاب لتطوير مهاراتهم في التعامل مع الآخرين من خلال المشاركة في العديد من الأنشطة، ما يساعد في تأهيلهم لحياتهم المهنية، بالإضافة إلى أن الكثير من الطلاب يبحثون عن فرص التطوع لرغبتهم في عمل الخير وملء أوقات فراغهم والقدرة على المشاركة في الأنشطة خارج فصولهم الدراسية، علاوة على عدم إلزامهم بالقيام بأعمال تطوعية تتضارب مع مواعيد المحاضرات أو مواعيد الدراسة.

أكد عدد من الطلاب أن التطوع يشتت انتباههم عن الدراسة ويهدر وقت فراغهم في أنشطة قد لا تتناسب مع ميولهم، وأرجعوا مبادرتهم للتطوع إلى 4 أسباب تتضمن: العائد المادي الذي يتراوح بين 19 درهماً إلى 39 درهماً للساعة الواحدة، والتطوع الإجباري وهو عدد ساعات محددة كل فصل دراسي مقابل الحصول على مساعدة مالية من الجامعة، وتخفيضات على الرسوم الجامعية تصل إلى 15% سنوياً للمتطوعين، ودرجات إضافية تضاف إلى إجمالي المعدل الدراسي سنوياً تصل إلى 15 درجة في كل فصل دراسي.

شارة التطوع

وقال براين جيلروي مستشار نائب المدير ومسؤول قسم المسؤولية المجتمعية في جامعة زايد «تحتفظ الجامعة بقائمة مستمرة من الطلاب الذين يرغبون في التطوع، ويتم الاتصال بالطلاب عند ظهور الفرص، ويحصل الطلاب المشاركين في التطوع العام لمدة 20 ساعة أو أكثر على شارة رقمية للتطوع، كمثال الطلاب الذي شاركوا في إكسبو 2020 أو الأولمبياد الخاص».

وأضاف: لا أعتقد أن التطوع يشتت انتباه الطلبة المتطوعين عن دراستهم، بل بالعكس يساعدهم على التركيز أكثر، كما أنه يعزز مهاراتهم الحياتية ويظهرهم كموظفين لديهم مجموعة من المهارات والقدرات التي قد لا تظهر من خلال دوراتهم الدراسية». وأكد أن الجامعة لا تفرض التطوع على طلابها، بل هو اختياري يرجع للطالب، ومنذ بداية العام الدراسي الجاري، تطوع حوالي 500 طالب وطالبة من الجامعة، ولكننا بحاجة إلى إعادة بناء الرغبة والاهتمام بالتطوع بعد جائحة فيروس كورونا والتغيرات التي حدثت بسببه.

وعن شروط التطوع وآليته، أوضح أن هناك معايير محددة في اختيار المتطوعين. لتمثيل الجامعة، حيث تحرص على اختيار الطلاب المناسبين فقط للتطوع، ويتم العمل التطوعي من خلال مكتب نائب رئيس الجامعة، بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الدورات التي تتطلب خبرة تطوعية، ويتم تنظيم ذلك من قبل الكلية ذات الصلة.

خطوات التطوع

وأوضح صبري عباس مدير شؤون الطلبة في جامعة أبوظبي حول آلية التطوع في الجامعة أنها تتضمن 4 خطوات هي إعلان فرص التطوع بكل التفاصيل للطلبة عن طريق البريد الإلكتروني للتسجيل، تجميع الأسماء وجدول الطلاب، الاجتماع بالطلبة لتحديد القائمة النهائية للتطوع، ومن ثم يقوم الطلبة بتسجيل الساعات التطوعية عبر نظام آلي ومن ثم موافقة المشرف على الساعات التطوعية. وقال إنه حرصاً من جامعة أبوظبي على تشجيع العمل التطوعي فإنها تحسب ساعات التطوع كساعات خدمة المجتمع المطلوبة من الطلاب الحاصلين على مساعدات مالية، كما أن التطوع هو فرصة للطلاب لتطوير مهاراتهم في التعامل مع الآخرين من خلال المشاركة في العديد من الأنشطة، حيث سيؤهلهم ذلك لحياتهم المهنية، ويبحث الكثير من الطلاب عن فرص التطوع لرغبتهم في عمل الخير وملء أوقات فراغهم والقدرة على المشاركة في الأنشطة خارج فصولهم الدراسية.

وأكد أنه يُطلب من الطلاب المؤهلين للحصول على مساعدة مالية القيام بساعات خدمة مجتمعية وعددها 20 ساعة في كل فصل دراسي أساسي (الخريف والربيع)، وللطالب الحرية باختيار الأوقات والأنشطة للمشاركة فيها، منوهاً إلى أن عدد الطلبة المشاركين بأعمال تطوعية منذ بداية الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي الحالي بلغ 477 طالباً بإجمالي عدد ساعات تطوعية 7215 ساعة.

وذكر أن ليس جميع الطلبة المشاركين بأعمال تطوعية هم ضمن الطلبة الحاصلين على مساعدات مالية والذين يطلب منهم القيام بعدد ساعات محددة، إلا أن العديد من الطلبة الآخرين يقومون بالتطوع من تلقاء أنفسهم وذلك لغايات تطوير الذات وتحسين المهارات.

مهارات التعاون

وقالت كارول شابيلير مساعد مدير التواصل المجتمعي بقسم شؤون الطلاب في جامعة نيويورك أبوظبي: تضم جامعة نيويورك أبوظبي قسماً متخصصاً لتوفير فرص التطوع للطلبة وتمكينهم من تقديم مساهمة فعّالة وهادفة في المجتمع الإماراتي، كما يتولى القسم استلام الطلبات المحلية لاستقطاب طلبة الجامعة الراغبين بالتطوع، بما يدعم تنفيذ مبادراتهم الإنسانية والخيرية، ونحافظ على علاقات تعاون طويلة الأمد مع العديد من الجهات المحلية، في إطار جهودنا المشتركة لتوفير فرص مميزة تعود بالنفع على الطرفين.

وأوضحت أن تطوع الطلبة لا يعتبر شرطاً لتخرجهم في جامعة نيويورك أبوظبي، كما لا يوفر لهم أي عوائد مادية، بل ينطلق الطلبة الراغبون في التطوع من شغفهم الكبير والتزامهم بخدمة قضايا محددة ورغبتهم بإحداث أثر إيجابي في المجتمع، يمثّل التطوع فرصةً مميزة لتعزيز نمو الطلبة على الصعيد الشخصي، ويتيح لهم تطوير مهارات التعاون والاستماع العميق والحوار وإدارة المشاريع، إضافةً إلى استكشاف اهتمامات جديدة وصقل مهاراتهم في التواصل مع الأفراد من الثقافات الأخرى.

وأكدت أن العمل التطوعي لا يشتت انتباه الطلبة عن دراستهم، بل يساعدهم على إثراء حياتهم الجامعية، بما فيها حماسهم لتطبيق ما تعلموه من الحصص الدراسية على أرض الواقع، وشعورهم بأنهم يعملون لخدمة هدف أسمى من توجهاتهم الشخصية، إلى جانب ارتباطهم العميق مع أفراد مجتمع أبوظبي.

وأكدت أن الجامعة لا تفرض التطوع على الطلبة، بل تدرك جيداً أن لكل طالب اهتماماته والتزاماته الخاصة وظروفه الشخصية، وتحرص على توفير مجال واسع من فرص التطوع لتتيح إمكانية المشاركة لأكبر عدد من الطلبة.

وأضافت: عند توجيه الطلبة الراغبين بالتطوع خلال دراستهم الجامعية، نسألهم حول القضايا التي يرغبون في التعامل معها والتزامات حياتهم اليومية، كما نؤكد لهم أهمية الالتزام بمسؤولياتهم التطوعية.

الرغبة قبل كل شيء

وقالت الأستاذة الدكتورة ابتهال أبو رزق، نائب الرئيس لشؤون التطوير والمتابعة وعميد شؤون الطلبة في جامعة العين إن التطوع في الجامعة يتم بأكثر من آلية: أبرزها يتقدم الطالب للتطوع من خلال أندية عمادة شؤون الطلبة (نادي الهلال الأحمر الطلابي ونادي أصحاب الهمم، ونادي التسامح)، وآلية أخرى من خلال كليات الجامعة وأنديتها المرتبطة مع عمادة شؤون الطلبة مثل النادي الاجتماعي والنادي الفني وغيرها.

وأكدت أن الجامعة توفر عوائد العمل التطوعي من خلال منح الطلبة شهادة بالساعات التطوعية التي قاموا بإنجازها، مشيرة إلى أن التطوع لا يشتت الطالب لأنه يتم بشكل منظم، حيث يتم الإعلان المسبق عن الفعالية التي سيشارك بها الطلبة سواء كانت خارج الجامعة أو داخلها، والطالب يختار الفعالية التي تتناسب مع وقت فراغه ولا تتعارض مع محاضراته، ويختار الطالب فعالية التطوع التي يرغب بها وتلبي ميوله ورغباته، حيث لا تفرض الجامعة على الطلبة التطوع.

وأوضحت أن عدد الطلبة المتطوعين منذ بداية العام الدراسي الجاري 200 متطوع، ولا توجد أي شروط للتطوع إلا أن يكون الطالب لديه رغبة في العمل التطوعي.

المقابل المادي

وقالت أسيل طبيشات طالبة جامعية إن التطوع في جامعتها يصنف وفقاً ل 4 درجات جميعها تحصل على مقابل مادي، يبدأ من 19 درهماً للساعة، وحتى 39 درهماً للساعة كحد أقصى، حيث يمكن للمتطوع تحصيل المبلغ نقداً من خزينة الجامعة فور انتهاء الفعالية، أو تجميعهم لخصمهم من الرسوم الدراسية للعام أو الفصل الدراسي المقبل حسب رغبة الطالب.

وبينت أن آلية التطوع في الجامعة اختيارية وليست إجبارية، حيث يقرر الطلاب التطوع حسب تنظيم أوقاتهم الدراسية، فعلى سبيل المثال لا يمكن لطالب أن يتطوع خلال فترة امتحاناته أو تعرضه لظروف عائلية طارئة.

تطوع إجباري

وقال علي عباس أحمد طالب جامعي إن جامعته تفرض عليه عدد ساعات معينة يقضيها كل فصل دراسي، نظراً لأنه أحد الحاصلين على مساعدات مالية، وذلك كان ضمن شروط الحصول على تلك المساعدات.

وأشار إلى أن التطوع في بعض الأحيان يشتته عن دراسته أو يهدر وقت فراغه في أنشطة قد لا تتناسب مع ميوله، حيث إن الجامعة تسمح له باختيار الأوقات التي يتطوع فيها، ولكنه مجبر على التطوع بعدد ساعات محدد كل فصل دراسي، الأمر الذي يجعله قد يتطوع في بعض الأحيان لإنجاز ساعات التطوع دون شغف.

تخفيضات الرسوم

وذكرت شيرين محمد طالبة جامعية أنها تحرص على التطوع لمساعدة ذويها في الرسوم الدراسية، حيث تتبع الجامعة نظام تخفيضات على الرسوم الدراسية للطلبة المتطوعين، وتتراوح تلك التخفيضات بين 10% إلى 15% من إجمالي الرسوم.

وأكدت أن الجامعة تراعي تنظيم مواعيد الطالب بحيث لا تتعارض مع مواعيد دراستهم سواء اليومية أو خلال الامتحانات.

عائد مُجدٍ

وقال صالح الدرمكي طالب جامعي إن التطوع قد يشتته عن دراسته بعض الشيء نظراً للجهد وعدد الساعات، ولكن العائد منه مُجدٍ ، حيث يحصل من الجامعة على درجات إضافية على إجمالي المعدل الدراسي فور تطوعه، تتراوح بين 10 درجات إلى 15 درجة في كل فصل دراسي.

ساعات محددة

قالت ياسمين الحسني طالبة جامعية إن التطوع في بعض الأحيان يشتتها عن دراستها نظراً لعدم القدرة على تنظيم الوقت، بين عدد ساعات التطوع التي تبلغ في بعض الأحيان 8 ساعات يومياً، وبين متابعة دروسها.

ولفتت إلى أن المشكلة لا تكمن في عدد ساعات التطوع قدر المجهود المبذول، حيث إنها كانت تتطوع يومياً نحو 8 ساعات أي نفس عدد الساعات الدراسية اليومية، ولكن الفكرة في الجهد البدني المبذول خلال التطوع، الأمر الذي يجعلها غير قادرة على متابعة دروسها خلال أيام التطوع، ولكنها تبادر بالتطوع للحصول على العائد المادي لمساعدة والديها في الرسوم الدراسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3d2zay6t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"