بيانات الفحم الحراري

22:27 مساء
قراءة 4 دقائق

كلايد راسل *

المخاوف من حدوث اضطراب واسع النطاق في سوق الفحم الحراري العالمي المنقول بحراً لم تتحقق إلى حد كبير.

بعد ارتفاعه جرّاء العمل العسكري الروسي في أوكرانيا، ووصوله إلى مستويات قياسية وسط مخاوف من فقدان الصادرات من البلدين، فضلاً عن ارتفاع الطلب في أوروبا، تحسباً لنقص الغاز الطبيعي من أجل توليد الطاقة، عاد سوق الفحم الحراري المنقول بحراً إلى ما كان عليه قبل بدء الأزمة، حيث انخفضت في الأسابيع الأخيرة أسعار معظم الدرجات المنقولة بحراً، والمتداولة من كبار المُصدرين كأستراليا وإندونيسيا وجنوب إفريقيا إلى مستويات ما قبل فبراير/شباط الماضي أو بالقرب منها، في حين ظلت الأحجام ثابتة على الرغم من عمليات إعادة التنظيم للتدفقات نحو أوروبا بعيداً عن آسيا.

الاستثناء من العودة إلى الحياة الطبيعية هو الفحم الحراري الأسترالي عالي الطاقة الذي يتم شحنه من نيوكاسل. لكن هذه الدرجة، التي لا تحظى باهتمام واسع في وسائل الإعلام، لا تغطي سوى جزء صغير من السوق وتركز على المشترين بشكل رئيسي في اليابان.

أغلق مؤشر نيوكاسل الأسبوعي للفحم الأسترالي بطاقة 6000 كيلو كالوري لكل كيلوغرام، والرائد في تجارة الفحم في حوض المحيط الهادئ، عند حوالي 409 دولارات للطن الأسبوع المنتهي في 2 ديسمبر/كانون الأول. وكان هذا مكسباً أسبوعياً ثانياً على التوالي وبنسبة 14% أعلى من الأسبوع المنتهي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الذي كان عند أدنى مستوى منذ إبريل. وفقاً لتقييم وكالة تقارير أسعار السلع الأساسية «آرغوس».

ومع ذلك، حتى هذه الدرجة أقل بنسبة 20% من أعلى مستوى لها وهو 442.89 دولاراً للطن في الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول، ما يدل على أن المخاوف من نقص الفحم في اليابان لفصل الشتاء قد خفّت.

في السياق ذاته، يلقى الفحم الحراري الإندونيسي قبولاً واسعاً بين المشترين في الصين، أكبر مستورد في العالم، والهند، ثاني أكبر مستورد، لأنه يميل إلى أن يكون أرخص من الأنواع الأخرى، على الرغم من أنه ذو طاقة أقل.

وأنهى الفحم الإندونيسي بطاقة 4200 كيلو كالوري/كغم الأسبوع الماضي عند 87.12 دولاراً للطن، بارتفاع طفيف عن 86.94 دولاراً في الأسبوع السابق. وهو أعلى من 76.50 دولاراً الذي كان سائداً في الأسبوع الذي سبق العمل العسكري الروسي، لكنه انخفض بنسبة 28% عن أعلى مستوى قياسي بلغ 120.86 دولاراً تحقق في الأسبوع المنتهي في 11 مارس/آذار من العام الجاري.

وتعززت مبيعات الفحم الجنوب إفريقي من خلال الطلب الأوروبي، مع استعداد المرافق هناك لدفع المزيد لتأمين الشحنات، ما أدى إلى تحول في التدفقات بعيداً عن المشترين الآسيويين، وخاصة في الهند.

وأنهى الفحم الحراري لجنوب إفريقيا بطاقة 6000 كيلو كالوري/كغم عند 216.55 دولاراً للطن في 25 نوفمبر، وهو رقم أعلى من 211.15 دولاراً في فبراير الماضي، لكنه أقل بنسبة 49% من الذروة البالغة 427.57 دولاراً في الأسبوع حتى 11 مارس.

ليست الأسعار فقط هي التي تظهر العودة إلى مستويات مماثلة لتلك التي كانت سائدة قبل الحرب الروسية الأوكرانية، فقد استقرت الأحجام أيضاً. إذ ارتفعت صادرات الفحم الحراري المنقول بحراً خلال صيف شمالي الكرة الأرضية، لتصل إلى أعلى مستوى لها في 32 شهراً عند 85.11 مليون طن في يونيو/حزيران، وذلك وفقاً للبيانات التي جمعها مستشار السلع «كبلر».

وكان هذا أعلى بكثير من 78.81 مليون طن في نفس الفترة من عام 2021. وتظهر البيانات أن الصادرات الشهرية من الفحم الحراري المنقول بحراً قد تجاوزت أحجام الشهر نفسه في العام السابق منذ مارس من هذا العام.

وكان هذا مدفوعاً بزيادة الصادرات إلى أوروبا، التي قفزت بعد الأزمة الروسية الأوكرانية المستمرة، لتصل إلى 9.83 مليون طن في إبريل/نيسان، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر من عام 2018، بحسب «كبلر».

وقد تراجعت الصادرات إلى حد ما منذ ذلك الحين، حيث انخفضت إلى 7.85 مليون طن في أكتوبر، وهو ما كان أعلى بقليل من 7.27 مليون طن الشهر ذاته في العام الماضي.

في المقابل، ظلت الصادرات إلى آسيا ثابتة إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة مقارنة بعام 2021، حيث شهد أكتوبر 69.12 مليون طن، وهو نفس الرقم تقريباً المسجل في نفس الشهر من العام الماضي (69.0 مليون طن).

بشكل عام، الرسالة التي أود طرحها من البيانات السابقة هي أن المخاوف من حدوث اضطراب واسع النطاق في سوق الفحم الحراري العالمي المنقول بحراً لم تتحقق إلى حد كبير. وعلى الرغم من وجود بعض عمليات إعادة تنظيم التدفقات، حيث ابتعد مشترو الاتحاد الأوروبي عن الشحنات الروسية، كانت صادرات موسكو من الفحم الحراري أعلى في الواقع خلال الأشهر الأخيرة مقارنة بعام 2021، حيث رفع المشترون الآسيويون الواردات.

* كاتب ومحلل اقتصادي (رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4hk2nnxp

عن الكاتب

كاتب في رويترز

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"