نبض حقيقي

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

كانت الأيام القليلة الماضية مسرحاً لمناقشة عدد من القضايا التي تهم الميدان التربوي، وكان المجلس الوطني الاتحادي نبضاً حقيقياً للمجتمع، من خلال طرحه ومناقشته  بكل شفافية ووضوح وجدية  سبع قضايا ملحّة، ومحاولة إيجاد حلول ناجعة وفورية لها، لا سيما أنها تصدّرت أولويات الحديث في مجتمع التعليم بفئاته.
استحوذ برنامج الإمارات القياسي على نصيب الأسد من أسئلة أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وردود وزارة التربية والتعليم. وعلى الرغم من أهميته في قياس مهارات الطلبة في مواد متنوعة ومواضيع مختلفة، فإنه لا يجوز أن يبطل فاعلية شهادة الثانوية، ليعوق طريق الخريجين إلى الجامعة، ولا يصح أن يأتي منقوصاً في خدماته للطلبة أصحاب الهمم، أو يُوجِد فئة منهم تعاني ندرة الفرص للالتحاق بالجامعات الحكومية.
زيادة ساعات اليوم الدراسي تشكّل عبئاً ومعاناة للطلبة وكوادر الميدان بأنواعها، وإذا قلّت سنواجه إشكالية التنافسية، وفق المؤشرات العالمية، وهنا تكمن ضرورة إيجاد سياسة تربوية معتدلة، تعيد هيكلة ساعات الدراسة وفق المستجدات، بحيث تلحق بركب الأنظمة التعليمية العالمية، ولا تشكّل معاناة للمتعلمين في الوقت ذاته، لضمان دافعيتهم نحو التعليم وتميزهم. إذا توقفنا عند إشكالية المعلم المواطن، نجد أنها ليست وليدة العهد. وعلى الرغم من رصد أسبابها، فإن واقع الحال يؤكد أن الخطط والحلول المقدمة غير كافية، والعزوف مشكلة ما زالت قائمة، ومدارسنا تعاني نقصاً في الكادر التدريسي للمواطنين، فإذا أردنا استيعاب المشكلة واستئصال جذورها، علينا بالمواطن أولاً، والاستماع له بآذان مُصغية، ووضع معالجات حقيقية ومبادرات مؤثرة تبني جيلاً جديداً من المعلمين المواطنين.
الدمج يشكّل اتجاهاً تطويرياً مؤثراً، يوحّد الرؤى ويستثمر الوقت، ويجمع الجهود المبعثرة، ولكنه لا يصلح في كل الأحيان، وهذا ما نراه في إشكالية دمج مواد «العربية والإسلامية والاجتماعيات» في كتاب واحد؛ إذ إنها ركائز أساسية لبناء عقول وشخصية الأبناء.. تعزّز الهوية الوطنية، وتغرس قيم ومفاهيم ديننا الحنيف، وتمكّن عاداتنا وتقاليدنا. 
فاللغة الأم في المجتمعات تعد «أم العلوم والمعارف» التي لا تعلوها لغة أخرى، وهنا ينبغي أن يتشبّع أبناؤنا بدراسة الموروث بكامل تفاصيله ومكوناته.
التطوير سمة التقدّم، والتغير سنة الحياة، والجودة الحقيقية تحسم الجدال دائماً، وخبراء أي مجال (بخبراتهم وكفاءتهم وقدراتهم ومهاراتهم)، لا يعملون في عزلة عن المجتمع، وهذا مؤشر يحدّد نجاح خبير وإخفاق آخر، فإذا أردنا إضافة تطوير جديد وتغير مؤثر، وجودة لا تُضاهى، علينا جعل منظومة العلم «أسرة واحدة»، تعمل مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5a636zhj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"