وقفة مع التطوير

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

التغيير يحدث في لحظة، والمستجدات تأتي من دون ميعاد، بفضل التقدّم التكنولوجي الذي لا يتوقف، وتمكين الذكاء الاصطناعي وأدواته التي قلبت كل الموازين رأساً على عقب. فالكل يعيد حساباته بحسب المتغيرات، وهنا دعوة صريحة لاستمرارية التطوير في المجالات كافة، لمواكبة الجديد الذي يتجدّد مع طلوع الشمس وغروبها يوماً تلو آخر.
يعد التعليم من القطاعات المهمة التي لا ينتهي فيها التطوير، فلكل مرحلة متطلبات، ولكل جيل خطط واستراتيجيات واتجاهات تدير عملية بنائه، لا سيما أن عصر الذكاء الاصطناعي أفرز ركائز جديدة ينبغي أن تستند إليها الأنظمة التعليمية، منها القدرة على استشراف مستقبل كل مرحلة، والجاهزية والوعي والمرونة، وتطوير الكادر البشري.
الاستثمار في تطوير المعلمين أحد أهم الاتجاهات المؤثرة في نوعية المخرجات، على اعتبار أنهم العمود الفقري للعملية التعليمية؛ إذ تسهم فرص التطوير المهني المستمرة في سدّ احتياجات المعلمين المهارية والمعرفية، ولكن ينبغي مراعاة «الانتقاء والنوعية» عند اختيار وإعداد الحقائب التأهيلية، بما يحقق قيمة مضافة لخبرات المعلمين في الميدان.
بناء الجيل يبدأ من التعليم المبكر، وهنا تتأتى الضرورة لزيادة سبل الوصول إلى تعليم عالي الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة، لإكساب الأبناء معارف ومهارات تمكّنهم من التميز، والانخراط في باقي مراحل التعليم من دون معوّقات مع المستجدات أو المتغيرات، وهنا تقع على عاتق الوكالة الاتحادية للتعليم المبكر هذه المهمة، ونتوقع منها أن تكشف عن مسارات تطوير هذه المرحلة قريباً.
نحتاج إلى التركيز على التعلم التجريبي؛ إذ إن دمجه يجسد واقع التجارب الحياتية للمتعلمين، ويساعد التدريب الداخلي والمهني والمهاري، ومشاريع التعلم بمختلف اتجاهاتها العملية، الطلاب على تطبيق معارفهم ومهاراتهم في سياقات العالم الحقيقي، وإعدادهم لسوق العمل مهما كانت متطلباته.
أعتقد أن التعاون الحقيقي بين أطراف المنظومة التعليمية بات أمراً حتمياً لا مفر منه، فالتعليم المبكر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتعليم الذي يسبق الجامعي، والتعليم العالي مطالب بمخرجات تفي باحتياجات سوق العمل الحقيقية، وتواكب  في دراستها  متطلبات الوظائف الجديدة، وهنا تعد نظرية الشراكات المؤثرة لاعباً أساسياً في تأهيل الطلبة معرفياً ومهارياً ووظيفياً.
يعد التنوع التكنولوجي التحدي الأكبر في عملية التطوير؛ إذ إنه متغير لا يعرف الثبات، وما نراه في الصباح يتم تطويره في المساء، وهذا يفرض على المنظومة التعليمية أهمية توظيف التقنيات الحديثة في التعليم أولاً بأول، لضمان قدرتها على مواكبة الجديد القادم، فالتعليم في الإمارات منظومة مطورة للغاية، لديها الممكنات كافة لتكون الأفضل عالمياً، ولكن نحتاج إلى إعادة النظر في آليات وطرائق تطبيق الخطط والاتجاهات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/56ywbptx

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"