انتُخب الجمهوري كيفن مكارثي رئيساً لمجلس النواب الأمريكي في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت، بعد تقديم تنازلات واسعة لمجموعة من المنتمين لأقصى اليمين أثارت تساؤلات حول قدرة الحزب على الحكم، وقال مكارثي إنه يعتزم وقف إنفاق واشنطن «المسرف» ونمو الدين العام للبلاد والتحقيق في الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وهنأه الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن ودعاه إلى«الحكم بشكل مسؤول ولصالح الأمريكيين».
وأدى فوز مكارثي في الاقتراع الخامس عشر إلى وضع حد لأعمق خلل وظيفي في الكونغرس منذ أكثر من 160 عاماً، لكنه ألقى الضوء بوضوح على الصعوبات التي سيواجهها في قيادة أغلبية طفيفة ومستقطبة بشدة. وفاز مكارثي بعد حصوله على 216 صوتاً مقابل 212. وقال مكارثي للصحفيين بعد التصويت بقليل «أنا سعيد لأن الأمر انتهى».
ووافق مكارثي على مطالبة المنتمين لأقصى اليمين بأن يتمكن أي مشرّع من المطالبة بإقالته في أي وقت. وسيؤدي ذلك إلى تقليص حاد في السلطة التي سيحتفظ بها عند محاولة تمرير تشريعات بشأن القضايا الحاسمة بما في ذلك تمويل الحكومة، ومعالجة سقف الدين الذي يلوح في الأفق في البلاد والأزمات الأخرى التي قد تنشأ.
وأدى أداء الجمهوريين الذي جاء أضعف من المتوقع في انتخابات التجديد النصفي في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني إلى حصولهم على أغلبية طفيفة في مجلس النواب؛ إذ حصلوا على 222 مقعداً مقابل 212، مما أعطى قوة كبيرة للمنتمين إلى أقصى اليمين الذين عارضوا قيادة مكارثي.
ويعتبر منصب رئيس مجلس النواب ثالث أهم منصب في النظام السياسي الأمريكي، ودون تعيينه، ظل عمل المجلس مشلولاً لمدة أربعة أيام، حيث لم يتمكن المشرعون من أداء القسم.
وفي أول كلمة له عقب فوزه بالمنصب قال مكارثي إنه سيعمل على خدمة مصلحة الأمريكيين أولا وليس الحزب الجمهوري، وأشار إلى أن أولوياته تتضمن الرقابة المشددة على الإنفاق الحكومي، والتحقيق في الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان، والأداء الحكومي خلال جائحة كورونا إضافة إلى قضايا أخرى مثل الاقتصاد والبطالة.
وقال مكارثي في اجتماع لمجلس النواب، السبت، إنه «لا يوجد شيء أكثر أهمية من تمكين العائلات الأمريكية من العيش والاستمتاع بالحياة التي تستحقها. لذلك، نحن ملتزمون بوقف الإنفاق المسرف في واشنطن، وخفض أسعار المواد الغذائية والوقود والسيارات والإسكان، ووقف نمو الدين العام». وشدد على أن الكونغرس يجب أن يكون له صوت موحد بشأن «التحديات طويلة المدى» مثل الديون و«صعود الحزب الشيوعي الصيني». وأضاف مكارثي أنه يجري التخطيط لإنشاء لجنة تتكون من الحزبين خاصة بالصين، لدراسة كيفية استعادة مئات الآلاف من الوظائف التي انتقلت إلى الصين.
من جانبه هنّأ الرئيس بايدن السبت مكارثي لانتخابه رئيساً لمجلس النواب ودعاه إلى «الحكم بشكل مسؤول ولصالح الأمريكيين». وقال الرئيس في بيان «أنا مستعدٌّ للعمل مع الجمهوريين عندما يكون ذلك ممكناً والناخبون أشاروا بشكل واضح إلى أنهم ينتظرون من الجمهوريين أن يكونوا مستعدّين للعمل معي». وأضاف «حان وقت الحكم بشكل مسؤول».
(وكالات)
