عادي

تجربة علمية.. باحثون يعيدون البصر والشباب لفئران مسنة

18:32 مساء
قراءة 3 دقائق
بصيثب

تمكن مجموعة علماء من إعادة البصر لفئران كفيفة متقدمة في العمر، وأيضاً تجديد شباب هذه الفئران، وتطوير أدمغتها، لتصبح أكثر ذكاءً؛ وذلك داخل مختبرات بمدينة بوسطن الأمريكية.

إلا أن التجارب لم تقتصر على هذا الأمر فقط؛ إذ نجح العلماء أيضاً في إصابة فئران شابة وصغيرة في السن بالشيخوخة المبكرة، وتسبب ذلك بنتائج مدمرة لكل نسيج في جسمها تقريباً، وفقاً لما نقلته شبكة «سي إن إن» الأمريكية.

وبحسب «الشرق الأوسط»، قال خبير مكافحة الشيخوخة ديفيد سنكلير، أستاذ علم الوراثة في معهد «بلافاتنيك» بكلية الطب بجامعة هارفارد ومدير مركز «بول إف غلين» لبيولوجيا أبحاث الشيخوخة: «تظهر هذه التجارب أن الشيخوخة عملية قابلة للعكس، ويمكن دفعها للأمام أو الخلف حسب الرغبة».

وأضاف سنكلير، الذي شارك في إجراء التجارب على الفئران: «أجسادنا تحتوي على نسخة احتياطية من شبابنا؛ حيث يمكن تحفيزها على التجدد».

وتتحدى هذه التجربة، التي نُشرت تفاصيلها في مجلة Cell العلمية، الاعتقاد العلمي بأن الشيخوخة تنتج عن طفرات جينية تقوّض حمضنا النووي، مما يخلق ساحة من الأنسجة الخلوية التالفة التي يمكن أن تؤدي إلى التدهور، والمرض، والموت.

ويقول سنكلير: «تجربتنا تثبت أن تقدمنا في السن وشيخوختنا لا تنتج عن تلف الخلايا بشكل لا رجعة فيه. نعتقد أنه ناتج عن فقدان للمعلومات وخلل في قدرة الخلية على قراءة حمضها النووي الأصلي؛ لذا فهي تنسى كيفية العمل - بالطريقة نفسها التي قد تتلف بها البرامج القديمة على أجهزة الكومبيوتر. النتيجة المذهلة هي أن هناك نسخة احتياطية من البرامج الخاصة بقراءة الحمض النووي في الجسم، يمكن ببساطة إعادة ضبطها».

وتابع سنكلير: «في تجربتنا نبحث عن سبب تلف هذه البرامج وكيفية إعادة تشغيل النظام من خلال النقر على مفتاح إعادة الضبط، الذي يعيد للخلية قدرتها على قراءة الجينوم بشكل صحيح مرة أخرى، كما لو كانت صغيرة».

وأوضح أنه لا يهم إذا كان الجسم يبلغ من العمر 50 أو 75 عاماً، أو إذا كان سليماً أو مصاباً بمرض ما، وأضاف إنه «بمجرد بدء هذه العملية سيتذكر الجسم بعد ذلك كيف يتجدّد ويصبح صغيراً مجدداً».

ومن جهته، يتوقع جاي هيون يانغ، أستاذ علم الوراثة، والمشارك في هذه التجربة أيضاً أن النتائج «ستغير الطريقة التي ننظر بها إلى عملية الشيخوخة، والطريقة التي نتعامل بها مع علاج الأمراض المرتبطة بالشيخوخة».

وأشار فريق الدراسة إلى أن عملية البحث بدأت منذ سنوات حين اكتشفوا وجود جينات للتحكم بالشيخوخة في الخميرة.

وقال سنكلير: إن هذا الجين موجود لدى جميع المخلوقات، مما جعلهم يشكون في إمكانية تطبيق ذلك على الحيوانات والقوارض والبشر أيضاً.

وقرر سنكلير اختبار هذه النظرية؛ حيث بدأ بمحاولة تسريع شيخوخة الفئران من دون التسبب بحدوث طفرات.

وتمكن سنكلير وفريقه من تحديد عمر أنسجة الدماغ، والعينين، والعضلات، والجلد، والكلى لدى الفئران، وفي عمر سنة، وبعد تجربة تسريع شيخوختها، بدت الفئران تتصرف كضعف عمرها.

بعد ذلك، قرر العلماء عكس العملية؛ حيث ابتكر يوانشنغ لو، وهو عالم الوراثة في مختبر سنكلير، مزيجاً من 3 خلايا جلد بشرية بالغة أعيدت برمجتها لتتصرف مثل الخلايا الجذعية الجنينية أو متعددة القدرات، وتكون قادرة على التطور إلى أي خلية في الجسم.

تم حقن المزيج في خلايا العقدة الشبكية التالفة في الجزء الخلفي من عيون الفئران العمياء، لتستعيد الفئران بصرها.

بعد ذلك، عالج الفريق خلايا الدماغ، والعضلات، والكلى، وأعادها إلى مستويات أصغر بكثير، وفقاً للدراسة.

وقال سنكلير: «كان أحد الإنجازات التي حققناها هو إدراك أنه إذا استخدمت هذه المجموعة المحددة من الخلايا الجذعية متعددة القدرات، فلن تعود الفئران إلى سن الصفر، مما قد يتسبب في طفرات مثل الإصابة بالسرطان أو ما هو أسوأ، بدلاً من ذلك.. تعود الخلايا إلى ما بين 50% و75% من العمر الأصلي، وتتوقف ولا تصبح أصغر سناً، وهو أمر جيد جداً».

وأشار سنكلير إلى أن فريقه أعاد ضبط الخلايا في الفئران عدة مرات، مما أظهر أن الشيخوخة يمكن عكسها أكثر من مرة، وهو يخطط حالياً لاختبار الأمر نفسه على البشر، إلا أنه لفت إلى أن هذا الأمر يتطلب الحصول على الموافقة الفيدرالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4sbbxkfj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"